اصعد للقمة.. ولكن جهز حقيبتك أولاً
بقلم د. بدر رمضان الحوسني
(مستوحى من كتاب "كن جاهزًا لنراك في القمة" – محمد فتحي)
في الحياة، ليس النجاح محض صدفة، ولا القمة مكانًا يُبلَغ بالتمني. القمة تُؤخذ بالاستعداد، بالصبر، وبأن تكون جاهزًا عندما تحين لحظة الصعود.
هذا هو جوهر الرسالة التي يهمس بها إلينا كتاب "كن جاهزًا لنراك في القمة"؛ حيث لا يكفي أن نحلم بالقمة، بل أن نستعد لها، ونتدرّب على التوازن بين الإرادة والعمل، وبين التخطيط والتنفيذ.
الاستعداد أولًا.. ثم الانطلاق
الرحلة نحو التميز تبدأ من الداخل، من أن تؤمن أن لك مكانًا في القمة، لكن هذا الإيمان لا بد أن يُترجم إلى استعداد عملي. فكل قمة تحتاج إلى "حقيبة صعود"، تضع فيها:
نواياك الصادقة
مهاراتك المتطورة
انضباطك الذاتي
إيمانك بالهدف
من دون هذه الحقيبة، ستتعب في الطريق، وربما تنزلق إلى أسفل الجبل.
العمل أكثر من الكلام
القمة لا تستقبل من يتحدثون كثيرًا، بل من يعملون بصمت. من ينظفون نوافذهم الداخلية من الأعذار، ويشحذون عزيمتهم بالمسؤولية. كم من شخص تمنى المجد، لكنّه ظل جالسًا في محطة الانتظار، يحمّل الظروف ذنب توقفه.
رسالة الكتاب واضحة: كن من أصحاب الأفعال لا الأقوال. من بناة الذات لا معلّقي الآمال.
البيئة لا تعيق.. ولكن تكشف
في فصول الكتاب، إشارة صادقة إلى أن البيئة الصعبة ليست عذرًا للفشل، بل هي اختبار حقيقي للإرادة. فكم من قائد وُلِد في ظروف أقل من عادية، لكنه لم يسمح أن تكون بيئته سقفًا لطموحه.
البيئة قد تكون معرقلة، لكنها لا تُغلق الطريق أمام من يعرف وجهته. إن لم تجد طريقًا ممهّدًا، اصنع واحدًا.
التغيير يبدأ حين تكون جاهزًا
الكتاب لا يطلب منك أن تتغير غدًا، بل أن تبدأ اليوم، الآن، بهذه اللحظة. أن تبدأ من حيث أنت، بما تملك، ثم تطوّره بوعي.
والمثير أن التغيير الحقيقي لا يحدث حين تُجبر عليه، بل حين تكون مستعدًا له من الداخل. حين تكون "جاهزًا" فعلًا، كما عنون الكاتب.
توصية للمدير القائد
لكل مدير قائد، هذا الكتاب فرصة لإعادة النظر في أسلوب قيادتك. هل تحفّز فريقك للصعود؟ هل تهيّئ لهم حقائبهم؟ أم أنك تكتفي بتحديد الهدف دون أن تمدّهم بأدوات الوصول؟
القادة الحقيقيون يصنعون بيئة محفّزة، يدرّبون، يوجّهون، يزرعون الثقة، ثم يفتحون بوابات القمم لمن يستحق.
خلاصة المقال
لن تصل إلى القمة لأنك فقط تحلم بها. ستصل حين تُصبح مستعدًا لها. استعدّ كل يوم، تعلّم كل يوم، نمُ كل يوم، وسنراك هناك.. في القمة.
Albder.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق