الأدب مع الله تعالى
استعمال الخلق الجميل ، والوقوف مع المستحسن النبيل .. والتحلي بمكارم الصفات ، واجتنابُ معايب المروءات .. كل ذلك حقيقة الأدب الذي هو أصل كل خير ، ونواة كل معروف .. فهو الشرف المضي ، والنهجُ المرضي . لكل شيء زينة في الورى ... وزينة المرء تمام الأدبْ قد يشــــــرف المــــــرء بآدابـــــهِ ... فينا وإن كان وضيع النسبْ .. الأدب يا عباد الله .. سلوك الأنبياء ، وشعار الأتقياء ، وديدن الحكماء ، وعلامة الألباء .. ما استعمل عبد الأدب إلا ارتفع، وما جانبه إلا سَفُلَ ووُضِع .. وإذا كان الأدب مع الخلق من أجل المهمات.. فماذا عن الأدب مع الخالق جل جلاله عظيم الصفات ؟ إنه أرفع مراتب الأدب وأعلاها ، وأجلُّها وأزكاها ، فما تأدب متأدب بأحسن من أدبه مع ربه وخالقه، وما أساء امرؤ الأدب بأشنع من إساءته الأدب مع سيده ورازقه .. فهلموا -أيها الإخوة- لنتذاكر أحوال الأدب مع الله ومقاماتِه .. ولنتلمس مواضع الأدب معه وعلاماتِه . يقول ابن القيم :: « الأدب مع الله حسن الصحبة مع الله بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء » . وهو مرتبة عَلِيَّهٌ، ومنزلة عظمى، لا تستقيم للعبد إلا بشروطها، ك