هدف الحوار هو الاستفادة من الأفكار وليس تخطئة الأشخاص، ولذلك فإن من أهم ضوابط الحوار: التركيز على فض الاشتباكات الفكرية دون التعرض السلبي للأشخاص بتشويه أو تجهيل أو تجريح، فلا خلاف مطلقًا بين أشخاص المتحاورين، وإنما بين أفكارهم، والفكرة الحسنة تُمْتدح بغض النظر عن قائلها، والفكرة الخطأ تُرَاجع دون تسفيه قائلها أو التهكم منه، فالنظر دائمًا إلى الآخر من خلال ما قال، لا من خلال من قال.. كن دقيقًا، وتحدث عن المشكلة الصعبة وليس عن الشخص الصعب، إن التعميمات مثل قول: "كلما حضرنا اجتماعًا تلجأ إلى المبالغة.."، لن تساعد أبدًا، وعليك أن تعطي أو تقدّم أمثلة محددة بدلًا من ذلك. رابط المادة
عندما يقوم المتحدث باستخدام إستراتيجيات غريبة مثل الغموض في الكلام، فإن ذلك قد يعبر عن سذاجة وعدم مصداقية أو إمكانية خداع، وهنا نجد المستمع يتخذ موقفًا دفاعيًا، ذلك أن الناس لا يريدون أن يكونوا ضحايًا للغموض والدوافع الذاتية، لكن المستمع عندما يدرك أن المتحدث يتكلم بتلقائية طبيعية والتي تعنى الوضوح والأمانة والاستجابة حسب طبيعة الأحوال المحيطة، فإنه يبادل المتحدث بنفس الطريقة، وهنا تنساب المعلومات المتبادلة، ويتم فتح ميدان خصب لتنمية المهارات المختلفة واستفادة كلاهما من الآخر. بسم الله الرحمن الرحيم.. الحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يطرح الإيجابيات والسلبيات في ذات الوقت، ويرى العقبات ويرى أيضًا إمكانيات التغلب عليها، وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها، وهو الحوار المتكافئ الذي يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي، ويحترم الرأي الآخر، ويوقن بحتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله. الطريق من هنا: السماع الكامل للآخر، وإعطاؤه الفرصة له حتى يُتم كلامه، مع استيضاح أي غموض فيما يعرضه من أفكار، وعدم الطمع في الكلام بدلًا منه، لأن هذا الطمع يزهدن