السؤال الصحيح في الوقت الصحيح
إن طرح السؤال ليس مجرد أداة للتعلم أو الاستفسار، بل هو مهارة قيادية ومعرفية تحدد مسار الحوار واتجاه القرار. فالسؤال الصحيح في الوقت الصحيح قد يفتح بابًا للحلول، أو يكشف خطأً كان مستترًا، أو يُوجّه فريق العمل نحو تفكير أعمق ومسار أكثر وضوحًا.
1. قيمة السؤال
- محرك للتفكير: السؤال يوقظ العقل ويدفع الآخرين إلى مراجعة افتراضاتهم.
- أداة للتأثير: المدير أو القائد الذي يعرف كيف يسأل، غالبًا ما يؤثر أكثر ممن يُمطر الآخرين بالأجوبة الجاهزة.
- بوصلة القرار: أحيانًا لا تحتاج إلى معلومات إضافية بقدر ما تحتاج إلى السؤال الذي يكشف ما لم يكن واضحًا.
2. التوقيت كعامل حاسم
- السؤال المبكر قد يُفسد الفكرة قبل أن تنضج.
- السؤال المتأخر قد يُفقد قيمته بعد اتخاذ القرار.
- أما السؤال في لحظته الصحيحة، فيُحدث التغيير المطلوب ويمنع الهدر في الجهد والوقت.
3. أمثلة تطبيقية
- في الإدارة: عندما يطلب المدير تقريرًا عن أداء فريقه، فإن سؤاله: “ما الذي يمكن تحسينه في خطتنا الحالية؟” في منتصف المشروع أفضل من سؤاله بعد الفشل.
- في التربية: المعلم الذي يسأل الطالب: “كيف توصلت إلى هذه النتيجة؟” أثناء عملية الحل، يُنمّي التفكير النقدي أكثر من سؤال: “ما هي الإجابة الصحيحة؟” بعد انتهاء الدرس.
- في الحياة اليومية: الوالد الذي يسأل ابنه المراهق: “كيف تشعر تجاه هذا الموقف؟” في لحظة الارتباك، قد يفتح حوارًا صادقًا ويمنع قرارًا خاطئًا.
4. مبدأ ذهبي
السؤال الصحيح ليس هو الأطول أو الأعقد، بل هو الأوضح والأكثر صلة بالهدف. والتوقيت هو ما يمنحه قيمته الحقيقية.
5. خلاصة
القادة والمعلمون والآباء الناجحون لا يملكون كل الإجابات، لكنهم يتقنون فن السؤال. إن امتلاك الجرأة والحكمة لتوجيه السؤال المناسب في وقته هو ما يحول الحوار إلى معرفة، والمعرفة إلى قرار، والقرار إلى أثر.
albder.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق