https://vt.tiktok.com/ZSS7c16Ga/
علم. درب. فوض – ثلاثية بناء بيئة العمل القوية
اعداد د بدر رمضان الحوسني
في عالم العمل المعاصر، لم تعد الإدارة الناجحة تقاس فقط بالقدرة على التخطيط أو اتخاذ القرار، بل بمدى قدرة المدير على نقل المعرفة، وصناعة المهارة، وتمكين الفريق من العمل باستقلالية وثقة. هذه الثلاثية “علم. درب. فوض” تمثل فلسفة عملية لتحويل بيئة العمل من نمط التوجيه المباشر إلى بيئة ناضجة قادرة على الإنجاز والإبداع حتى في غياب المدير.
1.
علم
المعرفة هي حجر الأساس لأي بيئة عمل ناجحة. الموظف الذي لا يعرف ما يجب عليه فعله، أو لا يدرك اهداف المؤسسة واولوياتها، يصبح جزءا من المشكلة لا الحل.
التعليم هنا لا يعني المحاضرات التقليدية فقط، بل يشمل:
- توضيح الرؤية والرسالة حتى يفهم كل فرد لماذا يعمل
- شرح المهام والمعايير بوضوح مع امثلة واقعية من العمل اليومي
- نقل المعرفة المؤسسية حتى لا تبقى الخبرة حكرا على الاقدمية
- عندما تعلم فريقك، انت تمنحهم الخريطة التي تحدد الوجهة وتوضح الطريق
2.
درب
المعرفة وحدها لا تكفي، فالمهارات لا تتشكل بالقراءة فقط، بل بالممارسة الموجهة.
التدريب الفعال في بيئة العمل يعني:
- محاكاة المواقف العملية التي قد يواجهها الموظف
- تقديم التغذية الراجعة المباشرة بعد كل تجربة لتثبيت المهارة وتصحيح الاخطاء
- اعادة التدريب عند الحاجة لان المهارات تضعف اذا لم تمارس
- التدريب ليس حدثا موسميا، بل عملية مستمرة تعزز الجاهزية وتضمن ان يتحول العلم الى فعل
3.
فوض
التفويض هو لحظة الثقة الحقيقية. بعد ان تعلم وتدرب فريقك، عليك ان تمنحهم المساحة لاتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.
التفويض الناجح يقوم على:
- اختيار الشخص المناسب للمهمة وفق قدراته وخبرته
- تحديد الصلاحيات بوضوح حتى لا تختلط الحدود
- منح الدعم دون التدخل المفرط حتى يشعر الموظف ان نجاحه او فشله نتيجة قراراته
- التفويض ليس انسحاب المدير من الميدان، بل تمكين الفريق ليكون قادرا على العمل بكفاءة حتى في غيابه
الخلاصة
في بيئة العمل، ان لم تعلم فسوف يبقى الجهل، وان لم تدرب فسوف تتكرر الاخطاء، وان لم تفوض فسوف تظل انت عنق الزجاجة الذي يبطئ الانجاز.
المدير القائد يبدأ بالعلم، يرسخ المهارات بالتدريب، ثم يطلق طاقات الفريق بالتفويض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق