التعلم النشط من طرق الرسول صلى الله عليه وسلم

التعلم النشط من طرق الرسول صلى الله عليه وسلم
لعل المتابع لطرق التعليم الحديثة يجد أن طريقة التعلم النشط من انجح الطرق لتوصيل المعلومة ووعيها لأنها تساعد المتعلم لكي يصل إليها بنفسه أو يكافح من أجل الوصول إليها ومن العجيب أن المتأمل في تعليم الرسول (صلي الله عليه وسلم ) لأصحابه يجده قد استخدم هذه الطريقة وغيرها في تبليغه للحي وتعليمه لقومه ولنا ولذا ينبغي أن نبرز الحقائق لغير المسلمين بل ونخجل من أنفسنا لأننا لم نطبق الكثير من مبادئه وتعاليمه في طرق التدريس وغيرها ومن الامور حصر المواقف التي نفذ فيها الرسول (صلي الله عليه وسلم ) مايعرف الآن بالتعلم النشط أ و غيرها من الطرق الحديثة يحتاج إلي رسالة دكتوراه لكننا نكتفي بتعليم الرسول الكريم لأصحابه الكرام معني المفلس الحقيقي فبدأ بسؤال للعصف الذهني ثم استمع (صلي الله عليه وسلم ) ثم صوب كلامهم وأوصل المعني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس ؟ قالوا:المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع , قال صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) .. (رواه مسلم). ثم استمع اليهم ثم صوب رأيهم و بين لهم المعلومة فى وضوح

و كذلك هذا الحديث تأمل السبق النبوي التربوي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ؟ قَالَ : قُلْنَا : الَّذِي لا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ ، قَالَ : لا ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ، مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ ؟ قَالَ : قُلْنَا : الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ، قَالَ : لا ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ شَيْئًا مِنْ وَلَدِهِ " ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ وليس هذه الطريقة فحسب بل تنوع (صلي الله عليه وسلم ) في طرق التعليم مابين العصف الذهني وطرح الأسئلة والحوار والقصة ............وغيرها

والقصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن، وأمر نبيه بذلك فقال : ( واقصص القصص لعلهم يتفكرون ) ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب.  
   
شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه ـ يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول رضي الله عنه :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: " لقد كان كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب، مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله " [رواه البخاري (3852]

    وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصة من القصص فمن ذلك:

قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذي قتل مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود... وغيرها كثير

Comments