قد تتشتت أهداف الكثير من القادة بسبب الخلط بين مسؤولياتهم تجاه عملهم ومنصبهم وموظفيهم، لكن أهم شيء في أية مؤسسة هو الأفراد "أي الموظفين"، وعندما يعرف القائد كيفية خلق وقيادة فريق عمل مبدع فسيحدد ما إذا كانت شركته ستنجح أو لا، فالقائد الفطن يجتذب الموهوبين ويكوّن فريقاً متعاوناً ويحترم ويقدّر جهود موظفيه.
نطاق السيطرة
دعونا نعرف مصطلح "نطاق السيطرة"، إنه يعني عدد العمال الذين يخضعون لإشراف المديرين والمشرفين بشكل مباشر، لكني لا أحبذ هذا التعريف، فهو سلبي وقديم الطراز بدرجة كبيرة، فمفهوم الإدارة المعاصر يتضمن مهمة القائد المتمثلة بزيادة وعي الموظفين والتأثير عليهم إيجابياً، وليس إخضاعهم والسيطرة عليهم، لأن تحقيق النجاح لا يتم بالإخضاع بل بالتعاون، وبذا لا يفترض بالقائد أن يكون إنسانًا مسيطراً ومتسلطاً، بل يجب أن يكون شخصاً ملهماً.
فخ كبير
يقع كثير من المدراء في فخ النهج العدواني المتمثل بالتنفيذ الحرفي للنظم والقواعد بغية السيطرة على موظفيهم وتحقيق النجاح حسب تصورهم الخاص، فيما ينسون الطريقة المثلى للتخطيط، فكل هذا التعنت يؤدي إلى إغلاق أبواب الحوار والتفاهم ويخلق فوضى أكبر، بالإضافة إلى أن الالتزام بأساليب الإدارة التقليدية يؤدي إلى ظهور قادة محدودي القدرات والفعالية. وإليكم 5 نقاط يجب أن يعمل عليها كل قائد لوضع خطة إدارة ناجحة لقيادة موظفيه:
1. دراسة الحالة: يتمتع كل قائد بطبيعة مختلفة، وبذا تختلف الاحتياجات المتعلقة بالمهارات وأعداد الموظفين المطلوبة وأسلوب العمل وما إلى ذلك. فإذا كنت لا تتمتع بالمهارة اللازمة لقيادة وإدارة فريق عمل كبير، لكنك تصمم على تجربة القيام بذلك، فستجد نفسك في ورطة لا يمكنك التراجع عنها، وإذا حاولت تقليص العدد فستواجه مشاكل وفجوات لم تكن لتتصورها. فعدد الموظفين ليس مهماً، بل المهم هو تحقيق أهدافك اعتماداً على العدد المتوفر لديك. علاوة على ذلك فإن نظرة القائد إلى موظفيه هي بالأهمية بمكان، وتحمل رسالة قوية تعكس مدى تقديره واحترامه لهم ولمؤهلاتهم وشغفهم، فاحرص على إرسال الرسالة الصحيحة.
2. الوعي الكافي: لا تركز على فريق العمل المتوفر أمامك، بل ركز على الفريق الذي تحتاجه، وستكون محظوظاً إذا كان الفريق الموجود لديك هو الذي تحتاج إليه بالضبط. إذن، عليك طرح الأسئلة التالية على نفسك: هل تبحث عن موظفين عمليين أم مفكرين أم مراقبين؟ أي هل تريد خلق فريق مكون من عباقرة تكتيكيين أم مخططين بارعين أم محللين حكماء؟ يمكنك التنازل إلى درجة معينة عند تشكيل فريقك، لكن ليس عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ أو ضم موظف موهوب. فإياك وأن تتنازل وترضى بالأقل عندما تكوّن فريق العمل، فقد تندم على نتائج قراراتك لاحقاً ولن يتحمل سواك مسؤولية ذلك، لذا، اختر فريقك بحكمة.
3. توطيد الارتباط: هذه أكثر ناحية يغفل عنها المرء عند التفكير في خلق فريق، حيث يجب أن يدرك القادة بأن محاور الوعي والتعلم والتطوير هي ثنائية الاتجاه (بمعنى أنها تعتمد على الطرفين بالقدر نفسه)، فالقائد الذكي يبحث عن التحدي ويشجع على تنوع الأفكار والآراء المطروحة، وهذا بدوره يقود إلى استفادة كل طرف من الآخر، وبذا يتوجب عليه تشكيل فريق مكون من أفراد موهوبين سيقومون بتحديه وتوسيع إطار تفكيره ومساعدته على تطوير ذاته. لأن إنجاز العمل في نهاية المطاف يتضمن وجود فريق فعال وقادر على نقلك إلى أفق جديدة.
4. الوقت هو حليفك الرئيسي: الوقت هو القاسم المشترك بين الجميع، لكن ما يفرقنا عن بعضنا هو كيف نمضي وقتنا وفيما نقضيه، فيمكن أن يكون الوقت صديقك الحميم أو عدوك اللدود، فنحن لا يمكننا زيادة أو تخفيف سرعته حسب هوانا. والإدارة الجيدة تتيح لنا التحكم بالوقت الذي تستغرقه أية شركة لتنفيذ مهامها وذلك بواسطة العمل بذكاء. فالمفتاح الأساسي هنا ليس مجرد إنجاز المهمة، بل التصرف بذكاء وكسب مزيد من الوقت، فهو سيضيع منا إذا لم نعمل بحكمة.
5. الثقة هي أغلى شيء: سيكون أمراً محتوماً أن تفشل أية قيادة غير مبنية على الثقة، فالقادة الذين لا يثقون بموظفيهم سيكونون معرضين لخطر كبير، فمن أهم مهام القائد هو خلق بيئة عمل مبنية على الثقة والإخلاص. فإذا لم يثق المرء في شخص ما فليس حرياً به توقع أي شيء كمقابل، وإليكم السؤال المهم لأي قائد: هل عليك ضم شخص لا تثق به إلى فريقك في المقام الأول؟
هنالك أسباب عديدة لوجود الكثير من الشركات المنهارة وفرق العمل الفاشلة، فالإدارة الناجحة تتطلب شدة وانضباط ومهارة وتركيز على الجودة بهدف خلق فريق عمل ناجح. فعملية تشكيل الفريق ليست مجرد مسألة بسيطة والقادة الذين يعتبرونها كذلك سيحصدون ثمار تصورهم الخاطئ.
forbesmiddleeast المصدر