همسات تربوية للمُعلِّمين


إخواني المعلمين:
وددتُ مع بدايةِ العام الدراسي الجديد أنْ أُقَدِّمَ لكم بعض الهَمَسات والرسائل، التي أحْسبُها نافعةً، سائلاً المولَى - عزَّ وجلَّ - أن يجعلَ العام الدراسي الحالي عام خيرٍ وسُؤْددٍ عليكم، وعلى أبنائنا الطلاب، وعلى الأمَّة جمعاء.

الرسالة الأولى: تَتَجَلَّى خريطةُ العالَم النَّضير في عيون المعلم عندما يبتسم، فتبدو الصحاري واحاتٍ منَ العُشب الأخضر الطَّريّ، وتَتَحَوَّل أغصانُ الزَّيتون إلى أقلام رصاصٍ واعدة، ويصبح وجهُ القمر ملعبًا فسيحًا، ويَضْحَى هُتاف البلابل أجنحةً منسوجةً منَ الفَرَح والأمل، وصفاء الأفق يغدو مجالاً تُرَفْرف فيه طموحات الطُّلاب، وأفكارهم الزَّاهية.

الرسالة الثانية: لكلِّ زهرةٍ عبيرٌ يُمَيّزها، ولكلِّ طائرٍ هتافٌ يدلُّ عليه، كذلك في نفس كل طالبٍ موهبةٌ عظيمةٌ، يميط المعلمون الأكْفاء اللثامَ عنها، ويتعهَّدونها بالرِّعاية حتى تنموَ وتَتَرَعْرع، فتحلِّق في دنيا الابتكارات؛ لتُقَدِّمَ النَّفع والسعادة للبَشَريَّة.

الرسالة الثالثة: تَتَجَمَّد عُرُوق الإبداع، وتجفُّ ينابيع التَّفكير، وتَتَقَلَّص ابتسامات المدى الرَّحب في عُيُون الطُّلاب عندما تَثُورُ أعصاب المُعَلِّم، أو يلوِّحُ بلغة التّهديد والوعيد؛ لأنَّ النفوس كالأزاهير الغضَّة يُنعشها الندى، وتمزِّقها العَواصف.

الرسالة الرابعة: لا يحتاج الإبداع إلى بيئةٍ صفيَّةٍ متميِّزة، بقدر ما يحتاج إلى بيئةٍ نفسيَّة مُريحة، وفكرٍ واعدٍ تُحرِّكه بُوصلة المعلِّم المعرفية نحو شاطئ الأمان.

الرِّسالة الخامِسة: هَمَساتُ حنانٍ دافِئة، وقطراتُ غيثٍ مبارَكة، تَتَدَفَّقُ مِن قلب المُعَلِّم المُخْلِص، الذي يَتَكَلَّلُ بالمحبَّة، ويفيض عطاءً، ثمَّ يبعثُ نبضَه نشيدًا في فضاءاتِ نُفُوس الطلاَّب الشَّفيفة، ويرسم دفْأَه ابتسامات حالماتٍ على ثُغُورهم البَريئة، ويسكبها كؤوسًا منَ الأمان في آفاق دنياهم الوادعة.

الرسالة السادسة: ليستِ المناهج في نَظَر المعلمين بناة الأجيال سوى دُرُوعٍ واقية؛ لنسيج الأمة المتين، ومناجمَ ذهبٍ متدفِّقة، توفِّر لهم الحياة الرَّغيدة، ولأبنائهم المستقبلَ الآمنَ الواعدَ، وبساتين عامِرة بشَتَّى صُنُوف الثَّمَر والزَّهر، تَجْلُبُ لهمُ الصَّفاء والنَّقاء، وتحملُ نُفُوسهم على تأمُّل عظمة صُنْع الخالق - جلَّ جلالُه.

الرسالة السابعة: العلاقات الإنسانيَّة هي مساحة النُّور، التي يُبصرُ كلٌّ منَ المعلمين والمتعلمين خمائل إنسانيّته، وروعة فطرتهم، والقِيَم الجميلة في حياتهم مِن خلالها.

الرسالة الثامنة: الحوارُ فنُّ التَّخاطُب السَّامي عند المعلمينَ الأَكْفاء، وحسهم الواعد، وأبجديَّة أفكارهم الواعية، التي تمتصُّ المعاني من نفوس الطلاب كما تمتصُّ الزهور ذرَّات الهواء، ثمَّ تَبعثها من جديد أريجًا وعبقًا يُفتق الإبداعات، ويثير الملكات الغافية لتفترَّ الآمال المنشودة والأماني الواعدة.

الرسالة التاسعة: التَّربية الإيمانيَّة تعدِّلُ سلوكَ الطُّلاَّب، وتقوِّم اعوجاجهم، وتُصلِح طبيعة النَّفس الإنسانيَّة في داخلهم، وإذا ما تحقَّق ذلك يسعَدُ المعلمُ المخلص، ويشعرُ أنه قريبٌ من طُلابه، قريبٌ منَ الخالق، وقريبٌ منَ الجنَّة.
بدر الحسين

Popular Posts

تطوير التعليم العالي لتلبية احتياجات سوق العمل في دولة الإمارات

أهم المهارات القيادية المؤثرة على نجاح القادة: دراسة زينجر وفولكمان

أهداف و فوائد المجلة المدرسية

تُعد الفجوات التعليمية والسلوكية والنفسية من أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية في الوقت الحالي. ومن هذا المنطلق، تركز الجهود على تحديد هذه الفجوات ووضع حلول تطبيقية لسدها بما يضمن تحقيق المستهدفات الاستراتيجية ورفع مستوى جودة الحياة المدرسية. يُبرز هذا المستند أمثلة عملية لسد الفجوات المختلفة التي تعيق تحقيق الأهداف المرجوة.

نموذج خطة عمل مشروع تربوي

2014 افضل الصور عليها حكم و اقوال مأثورة Best wise words

التوازن بين الإجراءات والنتائج: دور الموارد البشرية والتمكين في تحسين جودة حياة الطلبة

9 استراتيجيات نفسية فعالة ورؤية الإمارات 2031 تسعى إلى بناء مجتمع معرفي مستدام يتمتع فيه المواطنون بمهارات قيادية وقدرات تنافسية عالمية. الانضباط الذاتي يُعد أحد المهارات المحورية لتحقيق هذه الرؤية، حيث يساهم في تمكين الأفراد من تطوير أنفسهم ومجتمعهم.