تحسين الأداء والابتكار: التوازن بين استمارات المتابعة والقياس وتشجيع الابتكار



استمارات المتابعة واجراءات القياس هي ادوات هامة في عمليات الإدارة والتخطيط، وتهدف إلى قياس أداء العمل وتحديد المعوقات وتحسين العمليات. ومع ذلك، قد تصبح كثرة هذه الاستمارات والإجراءات عبئًا يعيق الإبداع والتجديد في المنظمات.


إحدى التحديات الرئيسية هي أن هذه الاستمارات والإجراءات غالباً ما تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين من العاملين، وتشتت انتباههم وذهنياتهم. قد يجد الموظفون أنفسهم يقضون وقتاً كبيراً في ملء الاستمارات والتقارير، وبالتالي يقل اهتمامهم بالتفكير الابداعي والتجارب الجديدة. هذا يؤثر سلباً على فرصة التطوير والتجديد في المنظمة.


علاوة على ذلك، قد تؤدي كثرة الاستمارات والإجراءات إلى الحصول على معلومات كمية لكنها تفتقر إلى الجودة والقيمة الفعلية. ربما يتم التركيز بشكل كبير على المتغيرات القياسية والنتائج الكمية، بينما تهمل المعلومات الفريدة والمهمة ذات الصلة بالإبداع والتحسين.


تتسبب الاستمارات المتكررة أيضا في زيادة المراجعات والتدقيقات، مما يعني استغراق وقت العاملين في إدارة الأجراءات الإدارية وإجراءات الضبط، بدلاً من استخدام هذا الوقت والجهد في التفكير الابداعي والتجديد.


للعمل بشكل فعال والترويج للابداع، يجب أن نتوازن بين الحاجة إلى استخدام استمارات المتابعة والقياس وبين تعزيز البيئة الخلاقة والمبتكرة. يجب أن تكون هناك مرونة في عمليات القياس والتقييم لتشمل الجوانب الكمية والنوعية للإبداع.


بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك إدارة فعالة للاستمارات والإجراءات، حيث يتم توجيهها وتحديثها بشكل منتظم للتأكد من فعاليتها وتوافقها مع اهداف المنظمة. ينبغي أن تستمع الإدارة إلى ملاحظات الموظفين وتبحث عن طرق لتبسيط العمليات وتحسينها بشكل مستمر.


في النهاية، على المنظمات أن تدرك أن الابتكار والابداع لا يمكن أن يحدثا في بيئة تتجاهل التفكير الخلاق وتتسم بكثرة الاستمارات والإجراءات. يجب التوازن بين الحاجة إلى القياس والمتابعة وبين تشجيع الابتكار والابداع، سواء من خلال تبسيط العمليات أو وضع عمليات تقييم أكثر توجيهاً للإبداع والتحسين.

No comments:

Post a Comment