الشعور بالذنب والخجل في غرفة الصف

ما الذي يتبادر إلى ذهنك عندما تفكّر في الخجل؟ وماذا عن الشعور بالذنب؟
ينظر الكثيرون إلى الخجل والشعور بالذنب بصفتهما حالةً انفعاليّةً واحدةً، لكنّهما في واقع الحال مختلفان جدًّا، حيث يعرّف الشعور بالذنب بأنّه الإحساس "بأنّي قد فعلت شيئًا سيّئًا". وفي موازاة ذلك يعرّف الخجل بأنّه الإحساس "بأنّي سيّئ".
فكِّر كيف يمكن لأفعالك أن تؤثّر في مفهوم الشعور بالذنب أو الخجل لدى الطفل، واسأل نفسك عن إمكانيّة إيجاد طرائق لتحويل هذه المشاعر إلى نجاح.
إن الخجل يحدث عندما يدرك الآخرون نوايانا أو أفعالنا الخاطئة، الأمر الذي يؤدّي إلى الشعور بالتفاهة، وفي المقابل فإنّ الشعور بالذنب يتولّد عندما لا يعرف الآخرون نوايانا أو أفعالنا. ويعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في إدارة الصفّ في كثير من الأحيان على إدراكنا لهاتين الحالتين الانفعاليّتين.
ولعلّ نسبةً عاليةً من السلوكات السيّئة في غرفة الصفّ لا تؤدّي إلى استثارة الخجل أو الشعور بالذنب، وقد يعود ذلك إلى احتماليّة عدم إدراك الطالب للأثر الذي يتركه سلوكه في الآخرين، أو لأنّه ببساطة يفتقر إلى القيم المرتبطة بهذا السلوك.
إنّ استثارة الشعور بالذنب لدى الطالب هو نتيجة حتميّة للتغذية الراجعة السلبيّة، ويُراعى استثارة هذا الشعور على نحو غير مباشر، لتوفير فرصة أفضل للمعالجة، ولتجنيب الطالب احتمال شعوره بالخجل، ويساعد على ذلك أيضًا إتاحة المجال للطالب لتعديل سلوكه.
عندما نُجبَر على إخراج الطالب من الصف، أو توجيهه أمام زملائه فيما يتعلّق بسلوك غير مرغوب فيه، فإننا نحفز شعوره بالخجل، وبناءً عليه فإنّ ردّة فعله ستختلف باختلاف شخصيته وكيفية التعامل معه، إذ قد يستجيب بعضهم جيدًا، في حين ستكون ردّة فعل بعضهم الآخر غير ملائمة.
إن تزويد الطالب بتغذية راجعة سلبيّة يمكن أن تُحدث اختلافًا كبيرًا في شخصيته، وتُحدّد علاقتنا به. وفيما يلي إرشادات قد تفيد في تعاملك مع السلوك السيئ في غرفة الصف بنجاح:
1- كن الشخص الأكبر
تكمن الخطوة الأولى إلى النجاح في الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي: لماذا أصوّب هذا الطالب؟ إن لم تكن إجابة هذا السؤال هي إعطاء الطالب فرصةً كي يكون شخصًا أفضل، فإنّ دوافعك حينئذٍ ستكون غير صائبة. وإن كان هدفك المدفوع بمزاجك السيّئ هو الانتقام أو البحث عن أحد الأشخاص ليكون عبرةً، فإنّك لن تجني من ذلك سوى الإخفاق، كما أنّ مجاهرتك بازدراء الطالب ستدفعه إلى معاداتك. وفي المقابل فإنّك بهدوئك وتصرفك المناسب ستكسبه إلى صفّك.
2- تجنّب التحيّز
من المهمّ أن تتفادى التحيّز مهما كلّف الأمر، وأن تدرك أن الهدوء والاتزان هما المفتاح للتغلّب على ردّ الفعل الغريزيّ الطبيعيّ لدى الطالب. اكظم غيظك، وتجنب الانفعال والتعالي في أثناء تعاملك مع المشكلة. قد تسهم -من خلال نغمة صوتك أو الكلمات التي تتفوّه بها- في قمع الطالب إلى الأبد، أو في كسبه إلى صفك، ويتعين عليك أن تتعلّم كيف تسيطر على نفسك، وأن وتعتاد التوجه الإيجابي.
3- لا تبخل بالثناء
يساعد الثناء على بناء الألفة، ويوفّر المجال لدعم الطالب عندما تكون التغذية الراجعة ضروريّةً. لا تقلْ فقط: "تقديمك للتقرير جيّد يا رائد"، بل عبِّر عن شعورك بما هو غير متوقّع، فمثلًا يمكنك القول: "لقد أحببت يا رائد طريقة عرضك للتقرير، لقد أبدعت في تنويع أساليب العرض وقدمتها بإتقان، وإني أعتبرك نموذجًا للآخرين في ذلك".
4- صحِّح وقوِّم في البداية، ودع الثناء إلى النهاية
إن أردت الجمع بين الثناء والتصحيح، فلا تبدأ بالثناء أوّلًا؛ فقولك: "إن طريقة تقديمك للتقرير جيدة يا رائد، لكن صوتك كان منخفضًا قليلًا"، يعدّ طريقةً غير فاعلة في الثناء والتصحيح؛ وذلك لأنّ طلابك سيفهمون هذا الدرس، ويتوقّعون كلمة "لكن" السلبيّة في نهاية الثناء. وفي المقابل فإنّك إن بدأت بالنقد أوّلًا، وبالثناء تاليًا، فإنّ الثناء سيكون محور الكلام، وسيساعدك على بناء أرضيّة مشتركة مع الطالب. وتذكّر أن تكون مرحًا وأنت تعطي رأيك وأن تستعمل الدعابة عندما يكون ذلك مناسبًا.
5- أوجد سياقًا
يمكن أن يكون تأثير ملاحظاتك للطالب كبيرًا إذا وضعتها في سياق مناسب. وببساطة فإنّ مطالبة الطالب بتغيير سلوكه فقط لن يكون فاعلًا، كأن تطلب إليه ذلك في سياق العبارة الآتية: "هل يمكن يا عادل أن تتوقف عن مقاطعة حديث زملائك؟ ستسير الحصّة بفاعليّة أكبر إذا تكلم طالب فقط في كل مرة، وإذا تكلّمت عندما يأتي دورك، فستتجنب ملاحظات المعلمين، وتساعد نفسك وزملاءك على تعلم أفضل".
6- ارسم صورًا ذهنيّةً:
يعدّ استعمال الاستعارة لبناء سياقٍ للسلوك اللائق أحد أكثر التمارين تسليةً ومتعةً، حيث ترسم الاستعارة صورةً ذهنيّةً تتضمّن العناصر المطلوبة للدرس النموذجيّ. وتساعد استثارة الاستعارة التي تعلّمها الطالب مسبقًا على إعادة الدرس إلى ذهن الطالب في غضون ثوانٍ.
نقلا عن موقع العبيكان

Comments