تربية النشء


تربية النشء
    يعد الجنوح والانحراف ظاهرة متكررة في حياة الشباب تبرز من وقت لآخر ولها من الأسباب والدوافع المتنوعة الشيء الكثير فمنها ما يتعلق بالفرد نفسه ومنها ما يتعلق بالأقران أو الأصحاب، ومنها ما يتعلقبالأسرة ووضعها الاجتماعي والثقافي وطريقتها في التربية. وسنركز في هذه الأسطر على الأسباب المؤدية للجنوح والانحراف من قبل الأسرة:-
1) إهمال الوالدين أو أحدهما للأبناء والتقصير في توجيههم وذلك أن من أهم الوظائف المنوطة بالأب والأم وظيفة التوجيه والإرشاد والمتابعة الدائمة للأبناء، فإذا فرط الأبوان أو أحدهما في ذلك انعكس التقصير على الأبناء واتضح ذلك في سلوكهم. وقد قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) .. وقال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
 2) النزاع والشقاق الدائم بين الآباء والأمهات وذلك أن الأسرة يجب أن يسودها جو اجتماعي خال من الاضطراب والتشويش،فكل ما يخدش جوها الاجتماعي فإنه سيؤثر على الناشئة الذين يعيشون داخلها ويصبغون بصبغتها الاجتماعية وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن الأبناء الذين يعيشون داخل أسر مفككة أو في أسر تسودها المشاحنات والخصام أنهم أكثر عرضة للجنوح والانحراف من غيرهم.
 3) الغلظة والقسوة في التربية وهي من أكثر الطرق التي يتعامل بها الآباء والأمهات مع أبنائهم وأشدها تأثيرا على انحراف الشاب ذلك لأنها تجعل الشاب ينفر من والديه وتساهم في تجاهل ذاته وتحطيمه وتسفيه أدائه وعدم احترامه، فالناشئ يحتاج إلى قلب رحيم وإلى عطف وشفقة ومودة ورعاية فائقة لينشا في كنف هذه الأسرة بعيدا عن الأزمات النفسية و الإضطرابات العصبية التي في الغالب قد تؤدي إلى الجنوح والانحراف.
قال صاحب" أنباء نجباء الأبناء:-( بلغني أن أبا سليمان داوود بن نصير الطائي رحمه الله تعالى لما بلغ خمس سنين أسلمه أبوه إلى المؤدب،فابتدأه بتلقين القران فلما تعلم سورة الإنسان وحفظها رأته أمه يوما مقبلا على حائط وهو يفكر ويشير بيديه فخافت عليه وقالت له: قم يا داود وأخرج وألعب مع الصبية . فلم يجبها فضمته إلى صدرها وقالت له: ) أبك بأس ؟ كلمتك فلم تسمع" قال: كنت مع عباد الله فقالت أين هم؟ قال في الجنة، قالت: فما يصنعون؟ فقال متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا.. فأكمل السورة حتى بلغ .. وكان سعيهم مشكورا.) ثم قال يا أماه وما كان سعيهم؟ فلم تدري ما تجيبه فقام عنها، فأرسلت إلى أبيه فأخبرته فقال: يا داود كانوا يقولون لا إله إلا الله..) أ.هـ بتصرف ..
نستفيد من هذه القصة:-
• ينبغي للآباء أن يعتنوا بأبنائهم اشد العناية منذ نعومة أظفارهم ومن ذلك تسليمهم للمربين الذين يجيدون تربية الأبناء حتى يتربوا على النور والهدى ومن ذلك إلحاقهم بحلق القران الكريم ليتعلموا القران ويحفظوه، كذلك ينبغي على كل مربٍّ يربي سواء أن كان أبا أو أما، معلما أو معلمة أن يراعي قضية الأولويات في التربية فإن أول ما يجب أن يهتم به النشء هو كتاب الله حفظا وفهما فإنه من أعظم الوسائل التي تتوسع بها مدارك الأبناء.
ويا للأسف فإن كثيرا من الآباء يدع تربية أبنائه لرفقاء السوء وللشارع فما ظنكم بجيل هذه مؤثراته.

Comments