صحابية بباروكة


صحابية بباروكة
لما استوطن العبيديون مصر تحت مسمى الدولة الفاطمية- حرصوا على تخدير الناس بجملة من البدع التي لم يكونوا يعرفونها ، كما شغلوهم بمناسبات احتفالية طوال العام ، صبغوها بصبغة دينية لأن هذا يكون أنفذ إلى قلوب شعب متدين بطبعه ، لذلك كان الحرص دائما على إلباس ما وراء البدعة ثوب الدين ، حتى لو كان ذا أصل يهودي أو نصراني أو مجوسي وثني ، وهم الذين أدخلوا الاحتفال بموالد الأولياء والفوانيس ونصف شعبان والإسراء والمعراج وما شابه .
وكما فعل العبيديون اخترع الإعلاميون بدعاً رمضانية ، لا يحلو بدونها الصيام ولا السهر والطرب .
ومن هذه البدع بدعة الفوازير ، التي لا تظهر في الإعلام العربي كله فضائية ومحلية إلا في شهر رمضان ويشترط فيها أن تكون راقصة عارية أو تافهة سطحية .
وهل رأيتم في الإعلام العربي كله فوازير في غير رمضان .
ومن هذه البدع السحور الفندقي - راقصاً وغير راقص - الذي لا يكون إلا في المواقع (الخمس نجوم) يستمتع به السادة (الفايقين) جيبياً وقلبياً وعقلياً ممن لا يشغلهم مال ولا حلال ، ولا تؤودهم نفقة ، ولا سنة ولا يهمهم قرآن ولا غفران
ومنها موائد الرحمن "الغنية" التي يتنافس على إقامتها أهل الفن ، كنوع من غسل الأموال ، ظانين أن "الحسنة" ستطهر المال الناتج عن سهر الليالي ، ليكون صالحاً للأكل هنيئاً مريئاً .
ومنها الجلابية بارتي ، وتقمص الروح الشعبية ، حيث يتشبه شموس الأمة بأولاد البلد ، ويحاولون أن ينزلوا للناس البسطاء فيلبسوا الجلاليب البلدي ، ويأكلوا الطعمية بالشطة والزيت الحار ، ويشموا طعم العدس والبصل الأخضر ، والشيشة العجمي وما شابه ، مما صار أمراضاً مستوطنة بين الفقراء الذي لا يحلمون بأن يتغير
ومنها الغناء الديني الذي يتهافت عليه كل الفنانين بسبب الجمهور الرمضاني الكثيف ، عسى أن تغمز السنارة ويشتهر صاحبنا .
ومنها المسلسلات الدينية التي تحوي ممثلات يقمن بدور الصحابيات بمكياج ( من العيار الثقيل ) وباروكات وساعات رولكس وديكورات (فشر) قصر عدنان خاشقجي وبيل جيتس مع امتلائها ب….. يكفي هذا ! .
الشيخ / عبد السلام البسيوني

Comments