فازت الجزائر على ألمانيا

فازت الجزائر على ألمانيا !
كاتب جزائري

برباعية نظيفة فاز فريقنا الوطني الجزائري على ألمانيا، وتأهل إلى الثمن، فالربع  النهائي،  فغلب فِرنسا (التي غلبناها  فأقسمتْ أن تغلب ألسنتنا)، وتأهل الى النصف النهائي، فالنهائي مع البرازيل(التي تصنع كل شيء)، ونال كأس العالم من حامل اللقب في بلاد السامبا !
ماذا بعد ؟!،  لو حصل كل ّ هذا، هل سنصبح ألماناً مثلاً ؟!
هل سيشقرّ شعرُنا بالتّوقِ إلى شمس الانعتاق ؟!
وتزرقّ أعيننا بحبّ سماء الحرية ؟!
هل ستُفتح  غدا مصانع شنايدر، وبوش، وايرباص في "الباب الواد" و "رويبة" ؟!
 وتصبح "البَيض" (مدينة في عمق الجزائر)  فرانكفوت، و "المسيلة" دريسدن  و "عنابة الحزينة"  بون ، و"وهران" شتوتكارد ؟!
هستيريا جنونية، وصلتْ للقَسم  بتأخير الفطور في الشهر الفضيل إلى نهاية هذه المباراة التعيسة، وتأجيل صلاة  العشاء والتراويح  بفتوى من جمع من علماء الأقدام !
قالها أبو حيّان في زمان الأندلس : "جُعلت الحكمةُ في عقول الروم، وأيدي الصين، وألسنة العرب"

ماذا نقص من الصين، ولا فريق لها لكرة الجَربْ ؟!
وماذا زاد في كوستاريكا فريقها، والملاريا والفقر تفتك بملايين البشر في مدن الصفيح ؟!
خَبَل ٌ منقطع النظير، وتخديرٌ عجيب لعقول البشر، وتضخيم لدولٍ نكرة في الحضارةِ والحضورِ في مناحي الحياة؛ لأنها سجّلت بيتاً  في خربة ِكُرة الجَرب ْ !
وغيابٌ هادئ هادف لأولياء أمر العالم؛ من العمّ سام  و تنّين الصين و علوج أوروبا؛  وهم يضحكون على بلدان عدمْ، توقف كل شيء،  للابتهاج بجلد منفوخ أدخَله عبدٌ  أٌشتريِ بملايين معدودة في سلة شباك !
في هذه اللحظات تُقصف غزّة !
و "سيسبيكو" أكمل رسم خريطة أعراق العراق:  بثلاث دويلات بحجم عورة النملة !
أول الدويلات أعلنها (في الشوط الأول)  صاحب ذقن متسلف متجهوِد سماها: دولة الخلافة الإسلامية، لشرّ خلفٍ فوق الأرض !
و شام العزّ تشرب الذلّ حدّ الثمالة  من حاكم سفاحٍ قاتل و جارٍ غدّار  وقرامطة جُدد تحالفوا على شعب أعزل !
نفوز في كرة الأقدام و ليبيا "المختار" أضاعت الإختيار !
قرأت اليوم في صحيفة إسبانية : أنّ ليبيا وسوريا والعراق من الدول المهددة بالإنقراض السريع خلال سنة فقط ، وليبيا خصوصاً تنفع كجراج للطائرات، وغازها كلأ لأوروبا، والناس شركاء في الماء والكلأ !
 مع جزائريتي التي تسكن أعماق الأعماق ... لا مكان في دواخلي لفرحة نِفاق بسبب كُرة، والكَرّات  تدور علينا من كل صوب !
وكأس العالم كأس هوان، ولو نحتوه من ذهب، و "بين أشواطه" جروحٌ تنزف في بلدي الكبير من المحيط إلى المحيط !
وأعراض حرائر الشام تُستباح  في سوريا ومخيمات الشتات !
وفي "وقته الإضافي" غزّة مظلمة حزينة، تُضاء  تحت القصف بصواريخ صاحب فكرة المونديال !




Post a Comment

Previous Post Next Post