مدير المدرسة واستراتجية الادارة بالابداع والابتكار



لماذا الإبداع ولماذا المدير مبدع ؟

إن الإبداع يقود الى التجديد والتطوير ومدير المدرسة المبدع عامل رئيسي لنجاح المدرسة ، وهذا الإبداع من خلاله نستطيع أن نواكب ركب الحضارة وأن يكون لنا موقع في الحضارة البشرية ، والأفراد بل والمؤسسات يمكن تصنيفهم الى صنفين مبدع يتعامل مع الحضارة المعاصرة
بكل ثقة وبدون تخوف متجدد في فكره ، وصنف آخر مقلد ينتظر من الآخرين أن يمنوا عليه بفكرهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم .
ففي أي صنف تريد أن تكون ؟ وفي أي مدرسة ترغب أن تكون ؟
ومع أي مدير مدرسة تستطيع أن تتفاعل وتنجح ؟
ثم أين تبدو الرغبة والدافعية في التعليم والتعلم والنجاح .
هل في المدرسة التي تختار الإبداع طريق لها ومنهجاً في تعاملها وأسلوباً في إدارتها ؟ أم في مدرسة تكبح جماح الإبداع وتقتل التفكير ؟
وإذا كنت أنت أيها المربي الفاضل مدير المدرسة ترغب أن يكون لك موقعاً وشأناً في المجتمع المحلي والعالمي والتنافس التربوي فما عليك إلا أن تدير مدرستك بالإبداع والابتكار .
فما هو الإبداع وما هي خصائص مدير المدرسة المبدع ؟ وما هي مبادئ ومقومات الابتكار ؟ وكيف يمكن لمدير المدرسة أن يدير مدرسته من خلال مبدأ الإدارة بالإبداع والابتكار ؟وما الدور الذي يتطلب من مدير المدرسة في سبيل ترسيخ الإبداع الإداري في مدرسته وأفراد المجتمع المدرسي ؟ وكيف يمكن لمدير المدرسة أن يستفيد من الإبداع في سبيل مواجهة المستجدات ؟
تساؤلات عدة نطرحها في هذه الورقة قد نجيب عن بعضها ونترك لمدير المدرسة البحث عن الإستراتيجية المناسبة التي يدير من خلالها مدرسته ويفعل العملية التعليمية بها .
مفهوم الإبداع
يمكن تعريف الإبداع الإداري بأنه : قيام مدير المدرسة بوضع إستراتيجيات مبتكرة لإجراء تحسين وتجديد شامل في السياسات والإجراءات والوسائل والتقنيات وأساليب العمل .

خصائص مدير المدرسة المبدع
الإفراد المبدعين منفتحين أكثر الى التجارب الجديدة ، وأكثر مرونة ، وأكثر دعابة ومرح ، وأكثر استقلالية في الرأي ، وأكثر صراحة في الذات ، ويحبون المعرفة والإطلاع ، والمخاطرة والإصرار ، والاستثارة وتقديم النصح للآخرين ، إدارة النزاع بشكل بناء ، تشجيع التغيير التنظيمي المخطط ، المرونة ، خلق الإبداع وتحفيز بيئة العمل ،يحدد المشكلة ، والبحث عن المعلومات والحلول للمشكلات التي تعترض العمل المدرسي ، يتقبل آراء الآخرين ووجهات النظر المعارضة متمثلاً بمبدأ الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، يعمل بروح الفريق الواحد يطور حلولاً ابتكاريه فيها الكثير من التجديد والحيوية والإبداع ، يشجع الأفكار الجديدة المبتكرة ، يولي إهتماماً لما حوله من أحداث يحدد ما الذي يمكن أن تساهم به مدرسته في تنمية الإبداع وتحفيزه في نفوس وواقع عمل الأفراد .
مبادئ الإبداع الإداري
إن مدير المدرس الناجح لكي يلتزم الإبداع في منهجيه وسلوكه وأسلوبه وشخصيته عليه أولاً أن يصنع التزام ذاتي لتكريم الإفراد المبدعين ، والتزام أوسع ليفتح نفسه للمشاركة وإشراك غيره في تحقيق الإبداع ومنها :
1ـ يربط المدير المبدع الإفراد المبدعين بالمدرسة بشكل دائم وكامل .
2ـ يضرب المدير المبدع مثلاً للانفتاح والخيال والقبول .
3ـ يسعى المدير المبدع إلي الوصول إلي تحقيق نوعية جيدة في الأداء .
4-احترام الأفراد (معلمين ,طلاب ,مستخدمين ,أولياء أمور ..( وتشجيعهم وتنميتهم بإتاحة الفرص لهم للمشاركة في القرار وتحقيق النجاحات للمدرسة .
5- التخلي عن الروتين ..واللامركزية في التعامل من الأمور التي تنمي القدرة الإبداعية وتفجر الطاقات الإبتكارية المكبوتة لدى العاملين .
6ـ تحويل العمل المدرسي والعملية التعليمية الى شيء ممتع جذاب محبب لا وظيفة فحسب ويكون كذلك إذا حولنا النشاط الى مسؤولية ، والمسؤولية الى طموح وهم ...
7ـ التجديد المستمر للنفس والفكر والطموحات .... وهذا لا يتحقق الا إذا شعر الفرد بأنه يتكامل في عمله ، وأن العمل ليس وظيفة فقط بل يبني نفسه وشخصيته أيضاً .
8ـ السمو والإدارة والتطلع الى تحقيق الأهداف العليا للمدرسة من شأنه أن يحرك حوافز الأفراد الى العمل وبذل المزيد من الجهد والنجاح .
9ـ لا ينبغي ترك الفكرة الجيدة التي تفتقد الى آليات التنفيذ ، بل نضعها في البال ، وبين آونه وأخرى نعرضها للمناقشة ، فكثير من الأفكار الجديدة تتولد مع مرور الزمن والمناقشة المتكررة ربما تعطينا مقدرة على تنفيذها .

مقومات الإبداع الإداري
1ـ الانتماء الروحي للمدرسة :
فإن شعر بالانتماء الروحي للمؤسسة هو شعور جميل إذا كان متوافقاً مع أهداف المدرسة وتوجهاتها وطموحها المستقبلي من تخريج أفراد مبدعين مبتكرين يسهمون بدورهم في الحياة المعاصرة والمستقبلية بالعزم والإيمان .
2ـ العقلية العلمية في التعامل مع الأزمات :
قد يصح أن نقول أن زمن الأعمال الفردية والجهود الشخصية قد ولى وانصرم وقد أصبح اليوم مهمة الجماعة ، والتنظيم المشترك أقوى من أي مهمة أخرى في الإدارة الأحسن والأبقى .
3ـ الانفتاح على الرأي الآخر :
المديرون الخلاقون هم الذين يزيدون من فرص التفاهم ويعملون على تشجيع الأفراد الى تطوير أفكارهم وإبداع اقتراحاتهم لتحسين ظروف العمل وفتح المجالات الأوسع للمزيد من البذل والعطاء ، أما المؤسسات المنغلقة على نفسها او المديرين الذين لا يجدون الآخرين موقعاً بينهم ولا يحترمون أراء الآخرين فإنهم يحكمون على أعمالهم بالفشل وعلى أنفسهم بالتراجع شيئاً فشيئاً
ان الأنفتاح على الآخرين واحترام أرائهم أمر ليس من السهل قبوله او الاعتراف به لأنه يتوقف على الايمان بمواهب الأخرين وقدراتهم ... وهذا هو الآخر أمر صعب ما لم يؤمن أصحاب القرار بواقعية وانصاف بهذه الحقيقة ... لقد أصبح اليوم العمل الجماعي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التقدم والتفوق على أي صعيد ومعترك فإذا لا نؤمن بذلك بمنطقية فإن الواقع والتجربة والنتائج هي الحكم الفيصل الذي سيضطرنا الى القبول بها أخيراً وحينئذ فإما نقبلها بسعة صدر أو تتجاوزنا المرحلة لتجد بدائل أفضل .
4ـ البعد الإنساني في التعامل مع الإفراد :
إن الأفراد هم أدوات الابتكار الحقيقية كما هم أدوات تحقيقه وتطبيقه بأسلوبه الأمثل فكلما زاد الاهتمام بهم وشعورا بالانتماء إلى المؤسسة والعمل فاجتهدوا أكثر فأكثر لتحقيق المزيد من التفوق .
إن مدير المدرسة المبدع الذي تتطلبه المدرسة العصرية ونرغب تواجده في مدارسنا هو ذلك المدير الذي يكون قائداً تشاركياً يحيط نفسه بمعلمين يعملون معه ولا يعملون لديه
دور مدير المدرسة في تشجيع وتنمية الإبداع
لا يمكن للطالب أو المعلم أو المدير أن يبدع في بيئة ترفض الجديد والتجديد،وحتى تصبح البيئة المدرسية بيئة إبداعية كان لازما علي مدير المدرسة وفريق إدارته أن يقتنعوا أولا بأن العاملين معهم بأماكنهم أن يبدعوا ويبتكروا حلول لمشاكل تواجههم ،
إن مدير المدرسة الفعال هو الذي يجعل الإبداع أساس إدارته ،ومنهج تعامله ،وأساس علاقته بالعاملين التي تقوم علي المشاركة والمرونة والحساسية للمشكلات والتحرك والدافعية وكلها عناصر مهمة للإبداع ،ولكي يحقق مدير المدرسة الدور الإبداعي الذي يقوم به علي أكمل وجه فإن عليه ما يلي :
1- العمل على توفير مناخ تعليمي تعلمي اجتماعي يشجع على تنمية القدرات الإبداعية بين المعلم وطلابه ،وبين المعلم والإدارة التربوية ، وبين المدرسة والبيت .
2- البعد عن المركزية.
3-إتاحة فرصة التعبير عن الأفكار و السماح بالتفكير الإبداعي وتشجيع المعلمين والطلاب على المشاركة الفعالة في حل المشكلات .
4- وضع إستراتجية محددة المعالم واضحة الهدف مبنية على معايير دقيقة تحددها المدرسة بالتعاون مع الجهات المختصة .
5-التطوير الشامل للمؤسسة التعليمية بحيث لا يقتصر علي الاهتمام بالمبنى المدرسي والمعدات والتقنيات والأجهزة بل يجب أن يشمل أساس وجود المدرسة وهم الأفراد ،من خلال عمليات التدريب والتفويض في بعض الصلاحيات والمشاركة ،وتهيئة المناخ المناسب للإبداعات .
6- الإدارة بالرؤية المشتركة .
أخيراً ... نحن نريد مدرسة فعالة ومدير متميز بالحيوية والنشاط ، ويتعامل مع تغيرات العصر بروح التفاؤل والإيجابية ، ويدير مدرسته بروح التسامح والإنسانية .
مدير لا يعترف لنفسه بأنه صاحب الفضل في نجاح المدرسة فأنى لمدير يقتل الإبداع وجود في هذا العصر ؟ وكيف له أن يتعامل مع معطياته ؟

منقول
نشرة التطوير التربوي ــ سلطنة عمان
Previous Post Next Post