هوية المتعلم الإماراتي نحو جيل مبتكر ومسؤول لمستقبل مستدام
إعداد د.بدر رمضان الحوسني
في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم لم يعد التعليم محصورا في حدود المعرفة النظرية بل أصبح يتجاوز ذلك إلى بناء هوية متكاملة للمتعلم تجمع بين القيم الجوهرية المهارات العصرية والقدرة على التكيف مع المستقبل. إن هوية المتعلم الإماراتي اليوم ليست مجرد انعكاس لماضيه بل هي بوصلته نحو المستقبل حيث تتطلب رؤية الإمارات 2071 إعداد جيل قادر على الإبداع الابتكار والتأثير الإيجابي في محيطه المحلي والعالمي.
القيم الجوهرية الأساس المتين لبناء هوية المتعلم
تستند الهوية التعليمية في الإمارات على مجموعة من القيم الراسخة التي تشكل القاعدة الأساسية لشخصية المتعلم ومن أبرزها
• الولاء والانتماء لتعزيز شعور الطالب بمسؤوليته تجاه وطنه وهويته الوطنية
• روح الفضول والاستكشاف لأن التعلم لا يتوقف عند حدود المناهج بل يتطلب عقلا متسائلا ومبدعا
• القيادة والمسؤولية لبناء شخصيات قادرة على اتخاذ القرارات الفعالة والمساهمة في تنمية المجتمع
• التفكير النقدي والتحليل لضمان قدرة المتعلم على مواجهة التحديات بحلول ذكية ومدروسة
• الثقة بالنفس والتعلم الذاتي مما يعزز من قدرة الطلاب على تحقيق طموحاتهم وتطوير مهاراتهم باستقلالية
مهارات المستقبل تمكين المتعلم لمواكبة التغيرات العالمية
مع التحول الرقمي والتطورات التكنولوجية أصبحت بعض المهارات أساسية لضمان نجاح المتعلم في المستقبل ومنها
• التكيف والمرونة فالقدرة على التأقلم مع المستجدات هي مفتاح النجاح في بيئة سريعة التغير
• الإبداع والابتكار حيث يتم التركيز على بناء جيل يقدم حلولا جديدة لمشكلات العصر
• الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية فهم التقنيات الحديثة مثل البرمجة تحليل البيانات والأتمتة مما يؤهل المتعلم ليكون جزءا فاعلا في الاقتصاد الرقمي
• التواصل الفعال والعمل الجماعي لضمان قدرة الطلاب على التعاون مع فرق متعددة الثقافات داخل الإمارات وخارجها
• الاستدامة والمسؤولية البيئية تأصيل وعي الطلاب بأهمية الحفاظ على البيئة والمشاركة في بناء مستقبل مستدام
هوية المتعلم بين الأصالة والانفتاح
إن بناء هوية المتعلم الإماراتي يتطلب تحقيق التوازن بين التمسك بالقيم الوطنية والانفتاح على العالم حيث تسعى رؤية الإمارات 2071 إلى إعداد جيل يعتز بثقافته وهويته لكنه قادر أيضا على التأثير في الساحة العالمية. ومن هنا يتم التركيز على تعزيز قيم التسامح التعايش والعمل المشترك كعناصر أساسية في بناء مجتمعات متماسكة ومستدامة
نحو نموذج تعليمي مستقبلي
لا يمكن تحقيق هذه الهوية إلا من خلال نموذج تعليمي يتبنى أساليب تدريس متجددة تعتمد على التفكير الإبداعي التكنولوجيا الحديثة والتعلم القائم على التجربة مما يمكن الطالب من بناء شخصيته بشكل متكامل وليس مجرد تلقي المعلومات
ختاما الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار في المستقبل
إن هوية المتعلم الإماراتي ليست مجرد إطار نظري بل هي استراتيجية وطنية تهدف إلى تمكين الأجيال القادمة من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد المعرفي الابتكار التكنولوجي وتحقيق التنمية المستدامة. فكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الوحيد الذي لا يحمل خسائر
ولذلك فإن بناء جيل إماراتي قادر على التنافس عالميا يتطلب منظومة تعليمية متكاملة تعزز القيم تطور المهارات وترسخ روح الإبداع والمسؤولية ليكون كل متعلم شريكا في رسم ملامح مستقبل الإمارات المشرق
تعليقات
إرسال تعليق