مستويات الفهم القرائي

مستويات الفهم القرائي

المستوى الأول /القراءة الحرفية (فهم السطور)

حيث التعرف إلى معنى النص إجمالاً وتمييز التفاصيل والأفكار الرئيسة والفرعية وتسلسل الأحداث وعمل المقارنات، والتعرف إلى علاقة السبب والنتيجة، وإلى سمات الشخصيات والأزمنة والأمكنة، وتذكر ما سبق ذكره في النص.

 

المستوى الثاني /الفهم والاستنتاج (فهم مابين السطور)

ويتضمن فهم الخفي من النص، حيث التعرف على الغرض من النص وقيمه وجمالياته, والتعرف على أسلوب الكاتب ومعالجته وحبكته ومظاهر القوة ونقاط الضعف، وهو مستوى إعادة تنظيم المعلومات وذلك من خلال تصنيفها وإيجازها وتلخيصها وإعادة تركيبها والتنبوء بالخاتمة.

 

المستوى الثالث/ الاستجابة والتوظيف (فهم ما وراء السطور)

يتضمن تقييم النص من حيث الصدق والشفافية في المادة المطروحة والحقيقة والواقع والخيال والرأي الشخصي, أيضًا تقدير القيم والحكم عليها وكيف يمكن الانتقال بالنص لأفق أوسع، وكيف يمكن للنص أن يعكس بظلاله على حياتنا.

السواد الأعظم من أبنائنا يكادون لا يتجاوزون المستوى الأول ولايتخطون القراءة الحرفية وهذا ما ينعكس سلبًا على تحصيلهم الدراسي في كل المواد وتحصيلهم المعرفي بشكل عام، بل إن ضعف الفهم القرائي ComprehensionDifficulties يؤثر على مكتسباتهم الثقافية ويقف حاجزًا بينهم وبين تعلمهم الذاتي، ويتسع الخرق مع تقدم سنوات الدراسة،المشكلة أيضًا أكبر لدى أبنائنا ذوي صعوبات التعلم!

قد نجد طالبًا في الصف الخامس مخفقًا في حل مسألة رياضية للقسمة لعدم فهمه للعلاقات بين الأعداد وأيهما المقسوم والمقسوم عليه, أو في العلوم فلا يستنتج العلاقة السببية بين مصطلحين لعدم إدراكه لتعريف المصطلح العلمي أصلاً, نجد عزوفًا عن قراءة الصحف لدى أبنائنا الأكبر سنًا لعدم إدراكهم أن المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه فهو رأي وليس مسلمة، بل إن أي رأي قابل للنقد.

يكاد القارئ لا يدرك الفصل بين المستويات، لأنه يتعامل مع النص بعملية قراءة واحدة تتضمن المستويات التي يتقنها القارئ, أنما تكمن فائدة التقسيم عندما نعرف أن القراءة ليست مهارة واحدة بل تتضمن عدة مهارات يمكن تنمية كل منها باستراتيجيات معينة, يفيد هذا التقسيم للمستويات التربويين وأولياء الأمور لتنمية الفهم القرائي لدى أبنائنا عن طريق استكشاف موضع الخلل ومعالجته، خاصة أن المستوى التالي في أي مهارة لايمكن إتقانه إلا بإتقان مستوى يعد متطلبًا سابقًا لها فلا يمكن تنمية الاستجابة والتوظيف قبل تنمية التفسير والاستنتاج, كما يفيد هذا التقسيم في تطوير مستوى الفهم القرائي والانتقال من مستوى يتقنه القارئ ويضيع وقته فيه إلى مستوى أعلى ببذل بعض التحدي.

 

استراتيجيات بسيطة لتحسين الروتين القرائي 

قبل القراءة 

- مناقشة عنوان النص وصورته الرئيسة.

- طرح الأسئلة المثيرة للاهتمام.

- البدء بنصوص يميل لها القارئ مثل قصص الأطفال.

- التأكد من سلامة البصر من أي مشاكل صحية.

أثناء القراءة

تعويد أبنائنا على:

- قراءة النص بدون قطع.

- القراءة الصامتة دون تحريك الشفتين. 

 - القراءة في مكان مريح متجدد التهوية ذي إضاءة مناسبة.

- البعد عن التشويش. 

- محاولة توسيع مجال رؤية العين، بمعنى التقاط أكبر عدد ممكن من الكلمات في الوقفة الواحدة وتقليل عدد مرات الارتداد للخلف.

- زيادة معدل التذكر عن طريق الاطلاع على الصور الجانبية للنص.

- تعويده الربط بين النص والخبرات السابقة. 

- تعويد القارئ على التصور الذهني لكل فقرة من النص على حدة.

 بعد القراءة

- طرح أسئلة مع مراعاة تعدد المستويات تجعل القارئ يرتقي بمستوى قراءته ويتعمق أكثر متوقعًا سؤاله عن تفاصيل ومغزى وجماليات النص وعن مواضيع مرتبطة بالنص.

- رسم خريطة معرفية على هامش الكتاب لتحديد أفكار ومحاور النص وشخوصه أيضًا.

كما يعد الاستمرار في التدريب على القراءة وزيادة سرعة القراءة مرة تلو الأخرى إلى زيادة فهم المقروء وتحسين الاتجاه نحو القراءة عامة, فقد أثبت الباحثون أن العقل قادر على استيعاب خمسة أضعاف قدرته الحالية, فمن يقرأ صفحتين في الدقيقة يستطيع مضاعفتها لعشر صفحات مضاعفًا سرعته في القراءة وفهمه مما يخلق تحديًا أكبر ومتعة أكثر وعاملًا محفزًا لممارسة القراءة أكثر, ففي دراسة هدفت إلى تحسين الاتجاه نحو القراءة، أظهرت نتائج الدراسة تحسنًا في الاتجاه نحو القراءة، كما أثبتت العلاقة الإيجابية بين فهم المقروء والاتجاه نحو القراءة، حيث أظهرت النتائج تحسنًا في فهم الطلاب للنص المقروء مع تحسن موقفهم من القراءة, ويعد تحفيز القارئ للتحدث عن النص بحرية مع تحفيزه للارتقاء في تعبيراته اللغوية، واستخدام مفردات متنوعة وغنية، ومقاربة مستويات الفهم القرائي عند التحدث، ليتحدث عن العلاقات والمعنى الضمني وجماليات النص ورأي الكاتب، أحد أفضل أساليب تقويم الفهم القرائي.



https://www.abegs.org/aportal/article/article_detail?id=4574558651678720

Comments