المثل القديم "من عاشر قوماً اربعين يوماً صار منهم" هو عبارة تعبر عن الأثر الذي تتركه صحبة الأشخاص في حياتنا. فهذا المثل يشير إلى أنه عندما نقضي وقتًا طويلاً في مجالسة ومخالطة أشخاص معينين، فإننا نتأثر بمعتقداتهم وسلوكياتهم، ونصبح مشابهين لهم.
قديمًا، كان القريبون والأصدقاء يلعبون دورًا هامًا في حياة الأفراد، حيث كانوا الداعمين والمرشدين. كان الأفراد يقضون وقتًا طويلاً مع هؤلاء الأشخاص ويتبادلون الخبرات والمعلومات، مما يترك أثرًا عميقًا في طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم.
فمن خلال عشرتنا لأشخاص معينين لمدة أربعين يومًا، نستطيع أن نشغل أذهاننا بأفكار وتصرفات هؤلاء الأشخاص حتى نصبح مشابهين لهم. فإذا كان نديمنا وصاحبنا صالحًا ونشطًا في العمل، فإننا سنتأثر بهذه الصفات، ونبدأ نحن أيضًا في العمل بجد وتحفيز أنفسنا.
وعلى العكس من ذلك، إذا كان نديمنا لا يعمل بجد ويميل إلى الكسل، فمن المحتمل أن نشعر نحن أيضًا بالكسل ونتأثر سلبيًا بتصرفاته. وهكذا، فإن المثل القديم يعلمنا عن أهمية اختيار الأصدقاء والعناية بمن نقضي الوقت معهم، فقد يؤثر هؤلاء الأشخاص على طريقتنا في التفكير والسلوك، وفي نهاية المطاف، يمكن أن يصبحوا جزءًا لا يتجزأ من شخصيتنا.
ويعتبر المثل القديم "قديمك نديمك" مناسبًا في الحاضر، حيث يشير إلى أن المثقفين والمثقفات الذين يتمتعون بمستوى ثقافي وعلمي متقدم يمكنهم أن يسهموا في تقدم المجتمعات وتطورها. يعكس هذا المثل أهمية الاهتمام بالتربية والثقافة والمعرفة والتعلم، وذلك لا يمكن تحقيقه إلا إذا كان للأشخاص المحيطين بنا مستوى متقدم من المعرفة والثقافة.
ببساطة، يؤكد هذا المثل على أهمية اختيار الأشخاص الذين يمتلكون مستوى أعلى منا من الثقافة والتعليم كشركاء لنا. إذا كنا نرغب في النمو والتطور، فينبغي أن نتعامل مع الأفراد والأصدقاء الذين يتمتعون بمعرفة وعلم يفوق ما نملك. عندما نقضي الوقت معهم، نتعلم من خبراتهم ونستفيد من أفكارهم الجديدة ومعرفتهم العميقة. هذا التفاعل يمكن أن يلهمنا ويدفعنا لتحقيق أهدافنا وتنمية مهاراتنا.
إذا كنا محاطين بأشخاص يشتركون في نفس الاهتمامات والأهداف التعليمية والمعرفية، فسنجد أن الثقافة والأدب والعلوم والمعرفة تربطنا بالآخرين وتسهم في تبادل الأفكار والمعرفة وتعزيز التطور الفردي والجماعي.
لهذا السبب، فإن المثل "قديمك نديمك" يعكس أهمية اختيار من نحيط أنفسنا بهما للتفاعل مع الأشخاص الذين يمتلكون خبرات ومعرفة أكبر منا؛ حيث يمثلون مصدر إلهام ودافع لتحقيق التطور والتقدم الشخصي والثقافي.