بفضل ذلك المنحدر القاسي وكل ما حطم فيني، أستطيع اليوم أن أقف أمامه بفخر وأشكره. فقد أعطاني القوة والمرونة للنهوض من جديد والتصعيد إلى القمة



كان ذلك المنحدر قاسي الملمس ومرير المذاق، حيث جرّبت فيه بصعوبة تجربة السقوط والانهيار. يختبئ داخله ألمٌ عميق وتجارب قاسية شكلتني وجعلتني أنا الشخص الذي أكون عليه اليوم.


في بداية الأمر، كان كل شيء يمشي على نحو مثالي. كنت أقود حياتي بثقة وتفاؤل، وكانت المستقبل يبدو واعداً. لكن ذاك المنحدر الذي كنت أسقط نحوه بسرعة فاقت تصوراتي، لم يكن سوى بداية عاصفة.


أحاسيس اليأس والضياع أصبحت مشاهد من الحياة اليومية. تجرّعت الألم والفشل والخيبة بأشكالها المختلفة، وتراكمت الجروح والحزن في قلبي المكسور. بدأت أتشكك في قدراتي وقدرات الآخرين على جعل الأمور تسير على ما يرام.


لكن مع مرور الزمن، بدأ ذلك المنحدر القاسي ينقش فيني الصبر والقوة. أصبحت أعرف كيف أتعامل مع الصعاب وكيف أتعلم من الأخطاء الماضية. أدركت أن الحياة لا تمهد السبل لنا دوماً، بل قد تضطرنا لمواجهة عقبات غير متوقعة واختبارات صعبة تحد أقوى عزائمنا.


ولأن ذلك المنحدر اقتصر على السقوط والانهيار، أصبحت أقدر الآن قيمة التراجع والاستماع لصوت داخلي. اكتشفت أن الثقة تولد من أعماقنا ولا تعتمد بالضرورة على النجاح المستمر. وبدأت أرى جوانب جديدة في شخصيتي وقدراتي الخفية التي لم أكن أدركها من قبل.


لذا، بفضل ذلك المنحدر القاسي وكل ما حطم فيني، أستطيع اليوم أن أقف أمامه بفخر وأشكره. فقد أعطاني القوة والمرونة للنهوض من جديد والتصعيد إلى القمة. أدركت أن السقوط ليس نهاية الحكاية، بل هو مجرد بداية للتحول والتطور.


فلنحاول عدم التخلص من تجاربنا الصعبة، بل لنشكرها يوماً ما. لأنها تصقلنا وتجعلنا أقوى وأكثر تأهباً لمواجهة تحديات الحياة. كن ممتناً لذلك المنحدر الذي أعاد بناءك وبنى منك شخصًا أفضل وأقوى.

No comments:

Post a Comment