تود ماكفارلان لاعب البيسبول وصاحب الملايين

 تود ماكفارلان لاعب البيسبول وصاحب الملايين

عندما كان طفلاً صغيراً تميز تود ماكفارلان عن زملائه في المدرسة ببراعته في الرسم، الأمر الذي كان يجعل المدرسين يقصدونه كلما احتاجوا الى رسم جديد لشرح درس ما لبقية الطلبة . لكن طموحات ماكفارلان كانت مختلفة، اذ كان يأمل في أن يصبح لاعب بيسبول محترفاً، الحلم الذي لم يتحقق بسبب اصابة تعرض لها، وبفضل موهبته في الرسم استطاع ماكفارلان ان يعوض خسارة حلمه بعد أن أصبح أحد أشهر مؤلفي الكتب الكوميدية المصورة على مستوى العالم بما ابتكر من شخصيات خيالية ساعدته على تحقيق الشهرة التي درت عليه ثروة ضخمة وحققت له ولشركته نجاحاً هائلاً .

ولد ماكفارلان يوم 16 مارس/ آذار من عام 1961 في مدينة كالجاري بكندا وانتقل بعد ذلك مع أسرته الى كاليفورنيا حيث أمضى مرحلة الطفولة وهناك نما شغفه بالرياضة وخاصة بلعبة البيسبول . وفي عام 1975 انتقلت العائلة مرة أخرى الى كندا، حيث قصد ماكفارلان مدرسة ويليام أبيرهارت الثانوية، وفي تلك المرحلة تطور اهتمامه بالرسم، وبرز في مدرسته باعتباره صاحب أكبر مهارات فنية .

وبعد إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية استطاع ماكفارلان ان يحصل على منحة دراسية في جامعة ايسترن واشنطن بفضل مهارته في لعبة البيسبول، وبعدما حصل على شهادة في الفنون والجرافيك، قرر البدء في احتراف لعبة البيسبول لكن وبعد فترة قصيرة اضطرته اصابة في الكاحل الى إلغاء حلمه . وكان أمامه الخيار البديل وهو شغفه الآخر في الحياة، الرسم .

وكان ماكفارلان قد عمل خلال مرحلة الدراسة الجامعية في محل لبيع الكتب الفكاهية في واشنطن، وبدأ يتعرف بصورة أكبر الى هذا العالم الذي أحبه، وذلك ما جعله يتشجع للعودة الى العمل في المجال نفسه .
وبدأ ماكفارلان البحث عن وظيفة فقام بإرسال طلبات عمل عديدة لشركات كتب فكاهية مختلفة، وكان يقابل بالرفض مرة تلو الأخرى، الى ان حالفه الحظ وحصل على وظيفة لدى شركة “مارفال كوميكس” في منتصف الثمانينات، وسرعان ما ترقى في عمله، حتى بدأ يشارك في إعداد كتب الرجل العنكبوت مما عزز أهميته في الشركة . لكن بعد فترة وجيزة بدأ ماكفارلان يشعر بحاجته للاستقلال بعمله فقد مل من أن يملي عليه الغير ما عليه عمله، ومن أن تفرض عليه القيود .

وحاول في البداية ان يغير من أسلوب شركته في العمل، إلا أنه فشل في الحصول على الدعم الكافي من بقية زملاء العمل، فقرر ترك الوظيفة وانسحب معه 6 من زملائه الذين تشارك معهم في تأسيس شركته الخاصة . وبدأ كل منهم في ابتكار شخصيات كوميدية جديدة، لكن الشخصية التي ابتكرها ماكفارلان كانت هي التي حققت لشركته نجاحها .

وكان ماكفارلان قد بدأ في أيام الجامعة التفكير في هذه الشخصية التي أطلق عليها اسم “سباون” وهي لتحري أعاده الشيطان للحياة بعدما قضى نحبه ليجسد شخصية بطل خارق لكن لجهة الشر لا الخير هذه المرة .وسجل الإصدار الأول لكتابه “سباون” مبيعات قياسية وصلت الى 1،7 مليون نسخة ليدر على صاحبه ثروة لا بأس بها، والأهم ان هذا الابتكار حقق له شعبية واسعة النطاق .

وفي عام 1996 أطلق شركته “تود ماكفارلان للترفيه” وهي شركة معنية بإنتاج الأفلام والصور المتحركة، وبدأ يسعى لتحويل شخصيته “سباون” الى فيلم، وحقق الفيلم بدوره نجاحاً هائلاً ليدر عائدات وصلت الى 85 مليون دولار في عام 1997 . ومن هذا النجاح انطلقت فكرة أخرى وهي إنشاء شركة “ماكفارلان تويز” للألعاب التي تدر عليه سنوياً اليوم عائدات تصل الى 50 مليون دولار .

ولعل أهم ما حققه ماكفارلان من نجاح هو التغيير الذي أحدثه في مجال صناعة الأفلام والصور المتحركة . وواصل الرسام الطموح النجاح تلو الآخر، حيث دخل مؤخراً الى مجال صناعة ألعاب الفيديو ليحقق نصراً آخر يحسب لمصلحته ويعزز شعبيته بصورة أكبر في مجال صناعة الأفلام .
Previous Post Next Post