- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
لا تجعلوا العيب حاجزًا أمام حماية أطفالكم
في كثير من المجتمعات، يُستخدم مفهوم "العيب" بطريقة تضر أكثر مما تنفع، فيُصبح حاجزًا يمنع الأطفال من التعبير عن مخاوفهم أو الحديث عن تجاربهم المؤلمة. لكن ماذا لو كان هذا الصمت سببًا في استمرار معاناتهم؟ وماذا لو كانت أولى خطوات الحماية هي كسر هذا الحاجز؟
البراءة.. أثمن ما يملكه الطفل
الطفولة هي عالم من النقاء والبراءة، لكنها قد تتعرض للانتهاك عندما يكون هناك من يتربص بالأطفال ليستغلهم في لحظة ضعف أو جهل. الاعتداء على الطفل ليس مجرد حادثة عابرة؛ بل هو شرخ نفسي عميق قد يلازمه مدى الحياة، ويؤثر على ثقته بنفسه وعلاقاته المستقبلية. فحين تُسلب منه البراءة، يُحرم من الشعور بالأمان، ويصبح محاصرًا بالخوف والعار، رغم أنه ليس المذنب في القصة.
العلاج ممكن.. لكن لماذا ننتظر وقوع الكارثة؟
صحيح أن الطفل الذي يتعرض للاعتداء يمكن أن يخضع للعلاج النفسي والجسدي، لكن ذلك لا يعني أن الأثر يزول بسهولة. فالتعافي عملية معقدة تتطلب وقتًا طويلًا ودعمًا مستمرًا. والأسوأ أن بعض الأطفال لا يجدون من يساندهم، فيبقون عالقين في دائرة الصمت والألم. فلماذا ننتظر وقوع الكارثة لنفكر في الحلول؟ أليس الوقاية دائمًا أسهل من العلاج؟
كسر الصمت.. خطوة نحو الحماية
السكوت عن الاعتداءات الجنسية على الأطفال هو ما يسمح لهذه الجرائم بالاستمرار. فكم من طفل تعرض للأذى لكنه لم يجد الجرأة ليبوح بما حدث له؟ وكم من أهل تجاهلوا علامات الخطر خوفًا من "الفضيحة" أو "العيب"؟ الحقيقة التي يجب أن ندركها هي أن الصمت لا يحمي أحدًا، بل يترك الأطفال وحدهم في مواجهة الخطر.
إن التوعية والتحدث مع الأطفال عن هذه الأمور بطريقة تناسب سنهم، يعزز وعيهم ويجعلهم أكثر قدرة على حماية أنفسهم. فبدلًا من ترهيبهم، يجب أن نعلّمهم أن جسدهم ملك لهم، وأنه لا يحق لأحد أن يقترب منه دون إذنهم، وأنهم يجب أن يخبروا من يثقون به في حال تعرضهم لأي موقف غير مريح.
الأهل هم خط الدفاع الأول
لا يمكننا أن نطلب من الطفل الدفاع عن نفسه بينما نحن نخفي عنه الحقائق أو نخجل من مناقشتها معه. فحماية الطفل تبدأ من الأسرة، حيث يجد الأمان والثقة التي تجعله قادرًا على مشاركة مخاوفه دون خوف من اللوم أو التجاهل. لذا، على الأهل أن يكونوا واعين، يقظين، ومستعدين لفتح قنوات الحوار مع أبنائهم، لأن الصمت لا يحمي، بل يعرضهم للخطر.
في النهاية، لا تجعلوا "العيب" سببًا في تعريض أطفالكم للأذى. كسر الصمت مسؤولية، والتوعية وقاية، والدعم هو طوق النجاة الوحيد لطفل يحتاجكم بجانبه.
تعليقات
إرسال تعليق