كيف نبني طفل ذو شخصيه قيادية ؟


الأبوة والأمومة أرقى وظيفة في المجتمع البشري. فهي ترتبط بإنتاج الإنسان نفسه، وصنع شخصيته  
حيث يؤدي الأب والأم متعاونين دوراً فاعلاً في نمو أطفالهما ، و في السنوات الأولى من عمر الطفل تتشكل ملامح شخصيته، وتنغرس بذور صفاتها الأساسية، لذلك يسميها خبراء التربية بالسنوات التأسيسية.
 
و يتركز الاهتمام على مرحلة الطفولة التي يكون فيها الطفل في أشد مراحله العمرية التصاقاً بالأم، والارتباط النفسي والعضوي بين الطفل وأمه، يجعل إمكانية التأثير المتبادل بينهما هو العامل المؤثر في تكوين شخصية الطفل وبنائها. وهذا هو حجر الأساس الأول في بناء الذات الشخصية للطفل .
حيث يبدأ الطفل وخلال عملية النمو المستمرة بالاستقلال وقدرته على أن يصبح أكثر قدرة على التعبير عن نفسه وعن رغباته و مشاعره، إلى جانب السيطرة على أفعاله و التحكم في نفسه تدريجياً ، ويكون أقل اعتماداً على والديه و أكثر اعتماداً على نفسه، و أكثر سيطرة على مشاعره و تحقيق لرغباته بشكل واضح.
وفي الغالب فإن ملامح الشخصية القوية والمؤثرة لدى الطفل والمتمثلة بالرغبة بالقيادة والتنظيم وحل المشكلات تبرز لدى الطفل في سن مبكرة وهذه السمة قد تتوافر في الطفل فطريًا أو قد يكون في حاجةٍ إلى اكتسابها، وفي كلتا الحالتين يقع على عاتق الوالدين او المربين الدور الأكبر في عملية تنمية روح القيادة لدى الطفل منذ صغره .
وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها اكتشاف وتنمية المهارات القيادية لدى الطفل وذلك من خلال التفاعلات اليومية مثل :
1- القدرة على التأثير و الاقناع : فحين يكون الطفل منذ صغره قادرًا على التأثير في من حوله وخاصة أهله وأصدقائه ، وهذا التأثير من البديهي أن يكون تأثيرًا إيجابيًا يصحبه قدرة كبيرة على الإقناع، والقدرة على الإقناع صفة أخرى من صفات القائد، وكي تتحقق هاتان الصفتان يجب على القائد أن يكون دائمًا قادر على العطاء.
2- التعاطف : وتعد من أبرز الطرق في تنمية وتعزيز الشخصية ، فالتعاطف مع الآخرين يوجب عليهم المشاركة معهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم  .
3- استخدام طريقة السؤال: فأسلوب السؤال والاستئناس برأي الطفل عما يحبه ويفضله يشعره بأن رأيه يعتد به كأي من أفراد العائلة، وهذا الأسلوب يسهم في تنمية شخصية الطفل ويحفزه على تحمل المسؤولية منذ صغره معتمدا على نفسه وبهذا يكون شخصية قوية متزنة ومستقلة .
4 - الحوار مع الطفل :  في بعض المشكلات البسيطة التي تناسب عمره لدفعه للتفكير ومحاولة التوصل لحلول لرفع مستوى ملكة التفكير وهذا كله يعود عليه بتنمية شخصية تعرف ما تريد محللة مفكرة منطقية واثقة من نفسها، ايضا عند طرح أي مشكلة على الطفل ، ساعده على تحديد هدف معين يفكر به ويحاول أن يحلل ويتوصل إلى الحل ولا بأس إن أخطأ أن تبين له خطأه فيتعلم منه بأسلوب الحوار والنقاش والإقناع.
5- التحلي بالشجاعة وتحمل العواقب والاستمرار حتى النهاية وعدم الهروب من تحمل الواجبات الملقاة ، فمن يتجنب المعركة يجب عليه أن يتخلى عن النصر .
6- تنظيم الوقت : وأهمية تنمي شخصية الطفل بتعليمه النظام في حياته فتجعله ينظم وقته بين وقت المذاكرة ووقت النوم ووقت اللعب وتقدير أهمية الوقت  .
7- تحبيبه بالتعاون مع الآخرين ومساعدتهم والتعامل معهم بالكلام المهذب المقترن بالتعبيرات اللطيفة كالشكر والامتنان وآداب الطلب والاستئذان .
8- تنمية القيم : يسهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي لشخصية الطفل، فمن خلاله يتعلم الطفل القيم الأخلاقية كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر، كما أن القدرة على الإحساس بشعور الآخرين تنمو وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل أثناء اللعب، فالتعاطف مع الطفل المهزوم وتهنئة الفائز تعد من السلوكيات الأولية للذكاء العاطفي والشخصية المتوازنة .
9 – القدوة : لتنمية شخصية الطفل تنمية صحيحة وسليمة يجب أن تكون له قدوة من الوالدين ، فالطفل دائما يميل للتقليد وتصرفاته عادة ما تكون إنعكاساً لتصرفات وتفاعلات المحيطين به .
10- إشعار الطفل بالمسئولية يجعله قادرًا على اتخاذ قرارات هامة وحساسة من شأنها وضع الطفل في مصاف القادة إنطلاقاً من احساسه بالمسؤولية .
 
 ومن هنا نذكر ببعض الاخطاء التربوية التي قد يقع فيها بعض الوالدين او المربين والتي من شأنها ان تسلب الطفل صفات القيادة ، كالتدخل السريع في حال مواجهة الطفل لمشكلة ما، أو المسارعة في الاطراء والتعزيز قبل ان ينتهي الطفل من اكمال المهمة المطلوبة منه، كذلك عدم اطلاعه على الاخطاء السابقة وترك المجال له بالتعلم من اخطاءه .
أخيراً ،،
  نؤكد للوالدين و المربين أنه إن لم يكن لدى الطفل الصفات القيادية بالفطرة فإنه يمكن تنميتها واكسابه تلك المهارات من خلال تعليمه وتدريبه وتوفير الفرص لممارسة هذه المهارات ، وليكن ابنك حرا.. اعطه فرصه في مواقف مقصودة ليتخذ القرار ويتحمل مسئوليته وإن أقدم على قرار خاطئ، أوضح له أسباب الخطأ وأسباب رفضك له، ودع له الفرصة ليفكر ويقرر.
 
الاخصائية أنوار العيسى، خط مساندة الطفل 116111
برنامج الأمان الأسري الوطني

Comments