كيفية التعامل مع الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة

 


كيفية التعامل مع الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة

 كتب مساعدة

ليس العادي ألا تشعر بالقليل من التردد والشك عند التحدث أو التعامل مع شخص مصاب بإعاقة جسدية، أو حسية (متعلقة بحواس الجسد)، أو فكرية. معاشرة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب ألا تكون مختلفة عن أي تعامل اجتماعي آخر. قد تخشي من أن تقول أي جملة غير مناسبة، أو أن تفعل شيئًا خاطئًا، حتى على الرغم من رغبتك الحقيقية في أن تقدم المساعدة. نتناول في النقاط التالية كيفية التحدث والفعل السليم في المواقف المشابهة.

 
 

أسلوب المحادثة:

اهتم بأن تتحدث بأسلوب محترم، قبل أي شيء آخر. يجب أن يحصل الشخص المصاب بالإعاقة على نفس أسلوب الحديث المحترم مثله مثل أي شخص آخر. انظر لهم بوصفهم بشر، وليس أفراد ضعفاء يفقدون أشياء يمتلكها الآخرون بشكل عادي. ركز على الشخص الذي تتعامل معه، وعلى شخصيته المتفردة. إذا كان من الضروري أن تستخدم تصنيف مُمَيِز للإعاقة، فالأفضل هو أن تسأل الطرف الآخر حول المصطلحات التي يفضلها، والالتزام بما يناسبه،وبشكل عام، يجب عليك أن تتبع القاعدة الذهبية: "عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك".

فالكثير، ولكن ليس كل الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، يفضلون الأسلوب اللغوي الذي يضعهم في المقدمة كبشر، قبل ذكر الإعاقة المصابون بها، وهو ما يسمى بأسلوب "الإنسان أولًا". فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تقول "أخته، المصابة بمتلازمة داون". يعني هذا الأسلوب بذكر الفرد، وتجنب تجريده من إنسانيته عند مناقشة حالة الأفراد من ذوي الإعاقة.

المزيد من الأمثلة حول استخدام الأسلوب اللغوي "الإنسان أولًا" بشكل مناسب: طارق مصاب بالشلل الدماغي أو سارة ضعيفة البصر أو ندى تستخدم الكرسي المتحرك، بدلًا من قول: فلان "معاق عقليًا، أو جسديًا، أو من ذوى الاحتياجات الخاصة"، أو الإشارة إليهم بوصفهم "الفتاة العمياء"، أو "الفتاة على الكرسي المتحرك". وبينما أن بعض الناس ينظرون إلى كلمة "معاق" على أنها كلمة غير سارة، فإن البعض الآخر يستخدمها من أجل وصف نفسه، بسبب رغبتهم في عدم الاختفاء، ومواجهة حقيقة ما هم فيه، وضيقهم من اعتبارها كلمة سيئة، بينما أن إعاقتهم هي جزء من شخصيتهم التي يشعرون بالفخر والقبول تجاهها. تظل بحاجة لأخذ الإشارة من الشخص الذي تعامله. إذا كان يشير إلى نفسه بكلمة "معاق/ أو من ذوي الاحتياجات الخاصة"، فاسأله إن كان حقًا يشعر بالارتياح لأن تستخدم معه هذا الوصف، وناقشه -إن أمكن- حول سبب اختياره لأن يصف نفسه بذلك. سوف يساعدك ذلك على اكتساب المزيد من المعرفة والخبرة حول وجهة نظره، ووجهة نظر هذه الفئة من البشر بشكل عام.

ومن الجدير بالذكر كذلك أن قواعد وضع صفات التعريف تختلف اختلافًا كبيرًا بين الأفراد والمجموعات. بالتحديد، العديد من الأفراد المصابين بالصمم أو العمى أو التوحد، يرفضون استخدام الأسلوب اللغوي "الإنسان أولًا" ويفضلون "التعريف أولًا". (على سبيل المثال: المتوحدة ماجدة").. وكمثال آخر، فإنه من الشائع بين المصابين بالصمم أن يتم استخدام مصطلح أصم deaf أو صعوبات السمع لوصف إعاقتهم، لكن يتم استخدام مصطلح Deaf ( بحرف D الكبير في البداية) للإشارة إلى المجتمع والثقافة الخاصة بهم، أو الشخص الذي هو جزء منها.[٥] في حالة بدر الشك إلى عقلك، فاسأل الفرد الذي تتحدث إليه، بأسلوب متأدب، حول ما يفضله من مصطلحات.

 

لا تتحدث معهم باستخفاف:

فبغض النظر عن القدرات الخاصة بالأفراد، فإنه لا يوجد من يرغب في أن يتم معاملته كطفل أو بتفضل زائد. عندما تتحدث مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا تستخدم المفردات الطفولية، أو أسماء الحيوانات، أو الصوت الأعلى من العادي. لا تستخدم الإيماءات المتفضلة المبالغة، مثل: التربيت على الظهر أو الرأس. هذه العادات ترسل معنى أنك لا ترى الشخص المعاق قادرًا على فهمك وأنك تساويه بالأطفال. استخدم نبرة حديث عادية، ومفردات طبيعية، وتحدث معه كما تتحدث مع أي شخص آخر دون أي محاولة مبالغة -مقصودة أو غير مقصودة- للتودد والتعاطف.

من الجيد أن تبطئ من حديثك مع الشخص الذي يعاني من صعوبات في السمع أو إعاقة إدراكية. ومن المقبول أن تتحدث مع الأفراد المصابين بفقدان السمع بصوت أعلى من العادي؛ بحيث يكونون قادرين على سماعك. عادة، سوف ينبهك الطرف الآخر أنك تتحدث بهدوء أو صوت لا يقدر على سماعه قد يكون عليك أن تسأل إذا ما كنت تتحدث بسرعة زائدة، أو إذا كان الطرف الآخر بحاجة لأن تبطئ من حديثك وأن تجعل كلماتك أكثر وضوحًا عند الحاجة.

لا تشعر أنك مضطرًا لأن تقلل المفردات التي تستخدمها إلى مجموعة الكلمات البسيطة الأساسية فقط لا غير. الحالة الوحيدة التي سيكون عليك فيها أن تُبسط من لغتك، هي عند التحدث مع شخص مصاب بصعوبة كبيرة في التواصل أو إعاقة فكرية. إرباك الطرف الآخر في المحادثة، من غير المرجح أن يعتبر سلوكًا جيدًا، وكذلك التحدث مع شخص لا يقدر على متابعة ما تتحدث حوله. في حالة الشك، تحدث بلغة مضمونة الفهم، وتلقائية، واسأل حول احتياجاته بالنسبة للمفردات وأسلوب اللغة المستخدم.

 

لا تستخدم التسميات أو المصطلحات الهجومية:

خاصة عند محاولة التحدث بتلقائية. التصنيفات والأسماء الازدرائية ليست أسلوبًا ملائمًا للاستخدام على الإطلاق، ويجب عليك أن تتجنب تضمينها في محادثتك مع الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. تعريف شخص من خلال الإعاقة المُصاب بها، أو نسبه إلى تصنيف أو تسمية عدائية (مثل: مشلول، أو معاق) هو أمر مؤذي ومفتقد للاحترام. كن حريصًا دائمًا في اختيارك للكلمات التي تقولها، وأخضع لغتك إلى رقابة قوية كل الوقت. تجنب الأسماء، مثل: معتوه، معاق، عاجز، مُقعد، مجنون. تجنب أي عملية تعريف للفرد من خلال إعاقته، واهتم باستخدام اسمه أو وظيفته بدلًا من ذلك.

إذا كنت تحاول تقديم شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأنت لست بحاجة إلى تقديم وتعريف إصابته كذلك. يمكنك أن تقول: "هذا أحمد، زميلي في العمل." دون الحاجة لقول: "هذا أحمد، زميلي في العمل، المصاب بضعف السمع."

إذا كنت تستخدم جمل شائعة، مثل: "سوف أنطلق في طريقي.. إلى اللقاء!" مع شخص يجلس على كرسي متحرك، فلا تعتذر عن ذلك. هذا النوع من الجمل لا يقصد به أن يكون مؤذيًا ومُذلًا، وعن طريق الاعتذار والعناية الزائدة بمشاعر الطرف الآخر، وعدم التعامل بشكل طبيعي، فأنت توجه الانتباه أكثر نحو فكرة أنه مختلف عنك ومصاب بإعاقة يلاحظها ويكترث لها الجميع، ويُعرفونه كشخص من خلالها!

 

تحدث بشكل مباشر إلى الشخص:

وليس إلى معاون أو مترجم. إنه أمر محبط للغاية بالنسبة للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يضطروا للتعامل مع من لا يتحدث إليهم بشكل مباشر، طالما أنهم يحضرون معهم معاون أو مترجم. يجب عليك أن تتحدث للشخص الذي يجلس على الكرسي المتحرك، بدلًا من توجيه الكلام إلى من يقف بجواره أو الشخص الذي يعتني به. قد يكون جسدهم لا يعمل بكفاءة عالية، ولكن ذلك لا يعني أن عقلهم لا يعمل بدوره، إذا كنت تتحدث مع شخص لديه ممرضة تعتني به أو شخص أصم يتواجد معه مترجم للغة الإشارة، فعليك أن تحافظ على توجيه كلامك مباشرة للفرد، دون أن تجعل حالته الصحية الخاصة توجهك، بدلًا من ذلك، إلى التعامل مع الفرد السليم، بقصد أو دون قصد.

حتى إذا كان من تتحدث معه لا يمتلك لغة الجسد الاستماعية التلقائية (كأن يكون مصابًا بالتوحد، ولا ينظر لك أثناء الحديث)، فلا تفترض أنه غير قادر على الاستماع لك. تحدث إليه بشكل طبيعي.

 
 

كن صبورًا واطرح الأسئلة عند الحاجة:

قد يكون من المغري أن تسرع من وتيرة المحادثة أو أن تنهي جملك بشكل مبتور مع الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن القيام بذلك يعتبر أمرًا منعدم الاحترام. اسمح للطرف الآخر أن يتحدث بأسلوبه ووتيرته الخاصة، دون أن تحرضه على الحديث أو التفكير أو الحركة بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت لا تفهم ما يقوله بسبب أنه بطبيعته يتحدث بشكل بطيء جدًا أو سريع جدًا، فلا تخشَ من طرح الأسئلة. التظاهر بأنك تعرف ما يقوله الطرف الآخر قد يترتب عليه أمور ضارة ومحرجة، لذلك أعد التأكد مما تسمعه مرة واثنتين.

قد تواجه صعوبة، تحديدًا، في فهم الشخص المصاب بعوائق الكلام. رغم ذلك، عليك ألا تدفعه للحديث بشكل أسرع، وأن تطلب منه أن يعيد كلماته عند الضرورة.

العديد من الأفراد يحتاجون إلى وقت إضافي أكثر لمعالجة الكلام، أو تحويل أفكارهم إلى كلمات منطوقة (بغض النظر عن القدرة العقلية). لا توجد مشكلة من التوقفات الطويلة في المحادثات.

 

لا تخف من السؤال حول الحالة الصحية للشخص:

ليس من اللائق أن تسأل عن إعاقة من تتحدث معه، فقط كنوع من الفضول، ولكن قد تحتاج إلى ذلك إذا كنت تظن أن معرفتك سوف تجعل الموقف أسهل على الطرفين للتعامل (كأن تسأله إذا كان يفضل ركوب المصعد معك بدلًا من صعود السلام، إذا كنت ترى أنه يعاني من مشكلة في المشي). الاحتمالية الأقرب، أن هؤلاء الأفراد تعودوا على فكرة طرح الأسئلة حول حالتهم الصحية، ويعرفون كيفية شرح الأمر من خلال جمل قصيرة. إذا نتجت الإعاقة عن حادثة صعبة، أو إذا وجد أن ما سألته عنه أمر شخصي للغاية، فسوف يجاوب عليك أنه لا يفضل مناقشة الأمر.

التظاهر بأنك تعرف طبيعة الإعاقة قد يعتبر أمرًا عدائيًا؛ من الأفضل أن تسأل بدلًا من افتراض المعرفة.

 

عليك أن تدرك أن بعض الإعاقات لا تكون مرئية:

فإذا رأيت شخصًا، يبدو عليه أن سليم بدنيًا، يقف في المكان المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، فلا تواجهه وتتهمه باستغلال مكانًا غير مخصص له؛ قد يكون مصابًا بإعاقة لا تقدر على رؤيتها. في بعض الأحيان يسمى هذا النوع "بالإعاقات الخفية"، فمن العادات الجيدة، التي يجب عليك الالتزام بها، أن تحافظ على التعامل الطيب والمحترم مع الجميع. لا يمكنك أن تعرف الموقف الذي يمر به الفرد، فقط من خلال النظر إليه.

فبعض الإعاقات تختلف من يوم لآخر: الشخص الذي احتاج لاستخدام الكرسي المتحرك بالأمس، قد يحتاج اليوم فقط إلى استخدام "العكاز". لا يعني ذلك أنه يزور الأمر، ولا أن "حالته تحسنت". قد يكون كل ما في الأمر أنه ينتقل بين الأيام الجيدة والأيام الصعبة، مثله مثل أي شخص آخر.

 

التعامل على نحو ملائم:

ضع نفسك مكان الشخص المصاب بالإعاقة. قد يكون من الأسهل أن تفهم كيفية التعامل مع الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذا حاولت أن تتخيل أنك مصاب بتلك الإعاقة. فكر في الكيفية التي تود أن يتحدث معك أو يعاملك بها الآخرون من حولك. دون شك أنك سوف ترغب في أن يعاملك الناس بشكل طبيعي ومماثل لما أنت عليه الآن.

لذلك، عليك أن تتحدث مع الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة كما تتحدث مع أي شخص آخر الآن. قم بالترحيب بزميل العمل من ذوي الاحتياجات الخاصة كما تقوم بالترحيب بأي زميل آخر. لا تحدق في الشخص المعاق أو تتصرف بنوع من التعاطف أو الشفقة معه.

لا تضع تركيزك على الإعاقة. ليس من الضروري أن تكتشف، وتعرف كل التفاصيل الممكنة، حول طبيعة الإعاقة. المهم فقط أن تتعامل معه باحترام، على قدم المساواة، وأن تحدثه كما تتحدث مع أي شخص آخر، وأن تتصرف بشكل طبيعي مثلما تتعامل مع أي شخص جديد يدخل على حياتك.

 

اعرض تقديم المساعدة الصادقة:

فبعض الأفراد يترددون في تقديم المساعدة إلى الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بسبب الخوف من الإساءة لهم. وهذا أمر صحيح، فعرض المساعدة قد يكون عدائيًا، في حالة أنك تقدم المساعدة بسبب افتراضك أنه عاجز عن القيام بالأشياء بنفسه. بينما إن كان عرضك للمساعدة صادقًا وحقيقيًا، فإنك سوف تجد ترحيبًا منهم، فالعديد من ذوي الاحتياجات الخاصة، يترددون في طلب المساعدة، ولكنهم يكونون ممتنين للغاية من عرض المساعدة عليهم.

وعلى سبيل المثال، إذا كنت تذهب للتسوق مع صديق يستخدم كرسيًا متحركًا، فيمكنك أن تسأل إذا كان يحتاج إلى المساعدة، أو أن تحمل عنه حقيبته، أو وضعها على كرسيه المتحرك. عرض تقديم المساعدة لصديقك لا يعتبر أمرًا عدائيًا أو مفتقرًا للاحترام،وإذا لم تكن واثقًا من طريقة محددة لتقديم المساعدة، يمكنك أن تسأل: "هل يوجد أي شيء يمكنني تقديمه لمساعدتك؟"

لا تقم أبدًا بتقديم المساعدة، دون أن تستأذن أولًا. على سبيل المثال، لا تقم بجذب الكرسي المتحرك ومحاولة دفع صديقك على منحدر حاد. بدلًا من ذلك، اطرح عليه سؤال إذا كان بحاجة إلى دفعة منك، أو إذا كان بإمكانك القيام بأي شيء آخر بغرض مساعدته في التنقل.

 

لا تشغل "كلاب المساعدة" باللعب:

كلاب الخدمة أو الكلاب المساعدة هو نوع من الكلاب مُدرب على مساعدة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة. يكون هذا النوع من الكلاب جذابًا وذكيًا ومثيرًا للانتباه للدرجة التي تدفعك لمداعبتها والمرح معها. رغم ذلك، يظل دورها الأساسي هو تقديم المساعدة، والقيام بمجموعة من المهام المحددة. إذا كنت تشغل هذه الكلاب باللعب، دون أخذ الإذن من صاحبها، فأنت تُشتت الكلب عن عمله الذي يجب عليه القيام به، ما يمنع صديقك عن مواصلة حياته بشكل طبيعي. طالما أن كلب المساعدة يقوم بفعل معين، فعليك ألا تشغله باللعب والحديث. يمكنك فقط أن تطلب إذن مداعبته، إذا كان يقف دون القيام بأي مهمة. ضع في الاعتبار كذلك أنه قد يتم رفض طلبك، بسبب وجود أولوية أهم يهتم بها الكلب، لذلك عليك ألا تشعر بالإحباط أو الضيق،فلا تمنح كلب المساعدة أي نوع من الطعام بدون إذن،ولا تتسبب في انشغال كلب المساعدة، عن طريق تدليله بأسماء ومناداته، حتى إذا كنت لا تلمسه أو تلعب معه على الإطلاق وقتها.

 

تجنب اللعب والعبث بالكرسي المتحرك أو أجهزة المشي:

قد يبدو أن الكرسي المتحرك الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، مكانًا مناسبًا لإراحة ذراعيك أو الاسترخاء لبعض الوقت، لكن القيام بهذا النوع من التصرفات قد يكون أمرًا مزعجًا وغير مريح على الإطلاق.[١٩] طالما أنه لم يطلب منك تقديم المساعدة ودفع أو تحريك الكرسي، فيجب عليك ألا تلمس أو تلعب بالكرسي أبدًا. نفس الأمر ينطبق على العكازات، والدراجات البخارية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وأي أجهزة أخرى مستخدمة في القيام بالوظائف اليومية المساعدة لهم. إذا شعرت أنك بحاجة لتحريك الكرسي المتحرك الخاص بشخص آخر، فعليك أن تطلب منه الإذن أولًا، وأن تنتظر موافقته. لا تطلب كذلك أن تلعب بالكرسي المتحرك، حيث أنه سؤال طفولي وقد يسبب شعور الطرف الآخر بالضيق وعدم الارتياح.

 

التعامل مع المعدات الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة:

أنت لا يمكنك أن تجذب وتحرك يد شخص آخر، أو أن تستريح على كتفه أو قدمه. عليك أن تتصرف بنفس الأسلوب تجاه المعدات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.أي أداة أو جهاز خاص بمساعدة الفرد على التعامل مع إعاقته الجسدية، مثل: المترجم المحمول أو أنبوبة الأكسجين، لا يجب أن يتم لمسه طالما أنه لم يطلب منك ذلك بشكل مباشر.

العديد من الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة تكيفوا على الإعاقة التي يعانون منها. بعض الإعاقات تكون حاضرة منذ الميلاد، والبعض الآخر يأتي في وقت لاحق من الحياة، بسبب: تطور المرض الصحي، أو التعرض لحادثة. وما أن تصبح الإعاقة أمرًا واقعًا في حياة الفرد، فإن الغالبية يتعودون على طريقة للتكيف والاعتناء بأنفسهم بشكل مستقل. الغالبية من ذوي الاحتياجات الخاصة يكونون مستقلين في حياتهم اليومية، وبحاجة للقليل جدًا من المساعدة من الآخرين.[٢٠] وكنتيجة لذلك، قد يكون من العدائي والمزعج أن تفترض عجز الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة عن القيام بالعديد من الأشياء، أو أن تحاول بشكل دائم القيام بالأشياء بدلًا عنه. تعامل من منطلق أن هذا الفرد قادر على القيام بأي مهمة في متناول يديه.

الشخص الذي يصاب بالإعاقة كنتيجة لحادثة في وقت متأخر من حياته، قد يحتاج إلى المساعدة أكثر من الشخص صاحب الإعاقة منذ بداية حياته، ولكن رغم ذلك عليك أن تنتظر حتى يطلب منك تقديم المساعدة، قبل افتراض احتياجه لها.

لا تتجنب أن تطلب من شخص مصاب بإعاقة، أن يقوم بمهمة معينة، بسبب أنك قلق من عدم قدرته على القيام بها.إذا كنت تعرض تقديم المساعدة، فتأكد من أن تجعل عرضك صادقًا ومحددًا. إذا كان عرضك نابعًا من الصدق والطيبة، وليس افتراض أن هذا الفرد غير قادر على القيام بشيء معين، فبنسبة كبيرة لن يتم إساءة فهمه، وستجد تقدير وود من الطرف الآخر، وليس الشعور بالعدائية أو عدم الارتياح.

 

تجنب اعتراض الطريق.

اهتم بأن تكون مهذبًا عند التواجد حول الأفراد المصابين بالإعاقات الجسدية، عن طريق البقاء بعيدًا عن طريق حركتهم وسيرهم. انتقل إلى أحد الجانبين عندما ترى شخصًا يحاول التنقل بالكرسي المتحرك. ابتعد بقدمك عن مسار شخص يستخدم عكازًا للسير. إذا لاحظت أن أحد الأفراد لا يبدو أنه قادر على السير بقدميه بقوة وثبات، فاعرض عليه المساعدة. لا تقتحم المساحة الشخصية لذوي الاحتياجات الخاصة، تمامًا كما لا تقوم باقتحام المساحة الخاصة بأي شخص آخر. وإذا طُلبت منك المساعدة، فكن مستعدًا لتقديمها في الحال.

لا تقم بلمس المعدات أو الحيوانات الأليفة الخاصة بهم بدون إذن. تذكر دائمًا أن الكرسي المتحرك أو أي وسيلة مساعدة أخرى، هي ضمن المساحة الشخصية الخاصة بالفرد، إنها جزء من شخصيته. من فضلك احترم ذلك.

بعض الأفراد قد يرفضون المساعدة، ولا توجد مشكلة من ذلك. قد لا يكونون بحاجة للمساعدة من الأساس، أو أنهم يشعرون بالحرج من ملاحظة احتياجهم للمساعدة، أو لا يرغبون في أن يظهر عليهم الضعف والحاجة. قد يكون الأمر أنهم مرّوا من قبل بتجارب سيئة مع الأشخاص الذي ادعوا تقديم المساعدة لهم. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط تمنى لهم الصحة الجيدة.

 

تجنب الافتراضات.

إنه نوع من الجهل والسطحية أن تقوم بأي نوع من التوقعات المبنية على القدرات المتصورة أو الإعاقة المصاب بها الأفراد. كأن تفترض أن الفرد المصاب بالإعاقة من أي نوع غير قادر أبدًا على تحقيق أي شيء في حياته، أو الحصول على وظيفة أو علاقة عاطفية، أو الزواج، أو تربية الأبناء.

للآسف فإن بعض الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة قد يكونون فريسة سهلة لحالات الاستغلال والإساءة وجرائم الكراهية والتعامل غير العادل والتمييز. هذه المعاملات غير العادلة، والمنحازة ضد ذوي الاحتياجات الخاصة، خاطئة وغير قانونية دون شك. البشر جميعًا من مختلف الجنسيات والطبقات الاجتماعية لديهم الحق في الشعور بالأمان، والتعامل المحترم، والطيب، والصادق، والعادل، والكريم في كل الوقت. لا يوجد أي شخص يستحق التسلط أو الإساءة أو الكره أو المعاملة غير العادلة من أي نوع.

بعض الأفراد يقومون بإضافة لمسة خاصة على مظهر الأجهزة المساعدة الخاصة بهم (العكازات والكراسي المتحركة وغيرها). مجاملة الأفراد على التصميمات الجذابة والحيوية على العكاز أو الكرسي المتحرك الخاص بهم أمر رائع وبالغ الفائدة. محاولة التصالح من قبلهم مع هذه الأدوات هو خطوة إيجابية تستحق منك الانتباه والتقدير. قد تكون عملية ضبط الأداة من نوع عملي كذلك، كأن يضيف الفرد مصباح إضاءة إلى العكاز، لمساعدته في الأماكن المظلمة. لن يمانع الطرف الآخر أن تعلق بشكل إيجابي على هذا النوع من الاختراعات الحسنة، أو أن تطلب إلقاء نظرة من قريب.

في بعض الأحيان قد يكون من الضروري أن تتراجع قليلًا وأن تعيد وضع الأمور وفق نصابها. هل يتسبب هذا الطفل في إفساد السلام والهدوء عن طريق الطنين والبكاء المزعج؟ قبل أن تفقد صوابك، وتقبل على قول أو فعل أي شيء مندفع، اسأل نفسك عن سبب بكاءه. اسأل نفسك ما الذي يعانيه هذا الطفل في حياته، وما هي العقبات والمشاكل التي يعاني منها. ثم بعد ذلك قد تجد أنه من الأسهل أن تتقبل القيام بالتضحية، وفق هذا الفهم الأوسع والأفضل للموقف.

التعامل مع مختلف أنواع الأفراد قد يجعلك قادرًا على جعل الأفراد من حولك يشعرون بالارتياح أكثر.

 

اعرض تقديم المساعدة:

إذا كنت قادر جسديًا على القيام بهذه المهمة. إذا كنت تعرف أنك غير قادر على حمل سيارة الطفل الرضيع أو جهاز التمشية بداخل الحافلة، أو تقديم يد المعاونة للشخص الذي يهبط من القطار، فعليك أن تخبر السائق أو أي فرد آخر في الحافلة للقيام بهذه المهمة بدلًا عنك، أو اعرض على الشخص الذي يحتاج المساعدة أن يستخدم الهاتف النقال الخاص بك من أجل الاتصال وطلب المساعدة. من جهة أخرى، لا تتجنب الانتباه إلى الموقف، فقط بسبب شعورك أنك غير قادر على تقديم المساعدة بنفسك.


المصدر:البوابة الالكترونية

محافظة القاهرة

Comments

Popular Posts

تطوير التعليم العالي لتلبية احتياجات سوق العمل في دولة الإمارات

أهداف و فوائد المجلة المدرسية

تُعد الفجوات التعليمية والسلوكية والنفسية من أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية في الوقت الحالي. ومن هذا المنطلق، تركز الجهود على تحديد هذه الفجوات ووضع حلول تطبيقية لسدها بما يضمن تحقيق المستهدفات الاستراتيجية ورفع مستوى جودة الحياة المدرسية. يُبرز هذا المستند أمثلة عملية لسد الفجوات المختلفة التي تعيق تحقيق الأهداف المرجوة.

Theory of Change: Framework for Social Impactفهم الفرق بين المخرجات والنتائج أمر بالغ الأهمية لتحديد الأهداف واتخاذ القرارات وتقييم المشاريع والمبادرات بشكل فعال. وتمثل المخرجات النتائج الملموسة والقابلة للقياس التي تم تحقيقها في إطار زمني محدد،

أهم المهارات القيادية المؤثرة على نجاح القادة: دراسة زينجر وفولكمان

2014 افضل الصور عليها حكم و اقوال مأثورة Best wise words

9 استراتيجيات نفسية فعالة ورؤية الإمارات 2031 تسعى إلى بناء مجتمع معرفي مستدام يتمتع فيه المواطنون بمهارات قيادية وقدرات تنافسية عالمية. الانضباط الذاتي يُعد أحد المهارات المحورية لتحقيق هذه الرؤية، حيث يساهم في تمكين الأفراد من تطوير أنفسهم ومجتمعهم.