الصمت الزوجي

لقد وضع الإسلام الحل الأمثل لهذه المشكلة منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا بتقرير حق الزوجة على الزوج فقال عليه الصلاة والسلام :(… وإن لزوجك عليك حقا فأعط لكل ذي حق حقه) ومن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف يقول ابن كثير يرحمه الله وهو يفسر قوله تعالى(( وعاشروهن بالمعروف )){النساء 19 } .

((طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحبون ذلك منهن فافعلوا أنتم بهن مثل )) كما قال تعالى (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم خير كم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسامر زوجاته ويدخل السرور إلى قلوبهن وكان جميل العشرة ، دائم البشرة يداعب أهله ويتلطف بهن ويوسعهن نفقة ويضاحك نساءه وقد روت الصديقة بنت الصديق هذه الواقعة فقالت ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال هذه بتلك السبقة ))

وقد سأل الأسود بن زيد السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت ؟ فقالت كان في مهنة أهله فإذا سمع الآذان خرج إلى الصلاة )) .

إن الزوجة تحب من زوجها أن يسعد قلبها بممازحتها ومضاحكتها ومعاونتها في شئون البيت إظهارا للرعاية والاهتمام .

وكان صلوات الله وسلامه عليه يستشير زوجاته ويعمل برأيهن كما أشارت عليه أم سلمة بالخروج والمبادرة بالنحر والحلق بعد صلح الحديبية عندما تباطأ المسلمون في تنفيذ أمر رسول لله .

وكان يحسن الاستماع والإنصات فقد استمع صلى الله عليه و سلم إلى السيدة عائشة تقص عليه ما تحدثت به النساء عن أزواجهن في حديث طويل مشهور بحديث أم زرع .
قال تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير )) { الاحزاب 21}

إن كل زوجة على وجه هذه الأرض تحب أن تسمع من زوجها كلمات المدح والثناء ، تحب أن يستمع لها و يشاركها مشاعرها وأفكارها وأن أكبر خطأ يرتكبه بعض الأزواج اليوم أنهم يعاملون نساءهم كما كان آباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي .

إن كثيرا من الأزواج لا يعرف كيف تفكر زوجته وبماذا تشعر ؟ ما هي رغباتها ؟وكيف يشبعها ؟

كم من الأزواج الذي يتلمّس حاجة الزوجة النفسية والعاطفية ومطالبها ويسعى جاهدا لتحقيقها مؤكدا بذلك على اهتمامه بخصوصياتها وحرصه على تحقيق طلباتها .

كم هم الأزواج الذين لا يرون في الحياة الزوجية إلا الأكل والشرب والجنس وتقديم طلباته غضة طرية سريعة .

وكم هم الذين يعتقدون أن الرحمة والحنان والاحترام لكيان الزوجة ، وتقدير مشاعرها هو الذي يكسبه احترامها له ، وهيبتها منه وتوقيرها لكلامه ، وقبولها لآرائه وأفكاره.

أيتها الزوجة :

وفي المقابل لابد أن تعلمي أن حق زوجك عليك عظيم
فقد روى الترمذي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها و الذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها )
وهذا السجود ليس سجود إذلال وضعف وطاعة مطلقة …بل سجود تقدير وامتنان وشكر واحترام للزوج وهذا هو سر امتلاك قلب الزوج وصدقت أمامة بنت الحارث حين أوصت ابنتها العروس فقالت : كوني له أمة يكن لك عبدا وكوني له أرضا يكن لك سماء .

إن كل زوج على وجه الأرض يحب أن يسمع من زوجته كلمات التشجيع والإعجاب والتقدير والاحترام وأن أكبر خطأ ترتكبه الزوجات اليوم هي أن تعامل زوجها كما تعامل ابنها .

إن الكثير من الزوجات لا تعرف كيف يفكر زوجها ؟وكيف يشعر ؟ ما هي رغباته ؟وكيف تشبعها ؟

إنك لم تخلقي للخدمة فقط . بل خلقت شريكه للرجل لتكوني السكن والاحتواء .

خاتمة :

إن تحسين العلاقة لا يقتضى طاقة اكبر مما نبذل ….ولكننا 

بحاجة أن نتعلم كيف نوجه طاقتنا نحو الطرق التي تسعد شريكنا
(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ))

اللهم آمين

الصمت الزوجي : الأسباب والعلاجالموضوع كاملا من هنا

Comments