هل قرارات ابنك نابعة من قناعته ام من ضغط اصدقائه
في حياة الابناء لا تُبنى القرارات دائما على القناعة الشخصية، بل كثيرا ما تتشكل تحت تأثير من حولهم.
وهنا يظهر مفهوم ضغط الاقران، وهو التأثير الذي تمارسه مجموعة الاصدقاء او الزملاء على الفرد، لدفعه الى تغيير سلوكه او قراراته ليتماشى مع ما هو سائد داخل المجموعة، سواء كان ايجابيا او سلبيا.
هذا التأثير قد يكون محفزا عندما يشجع على الاجتهاد والمشاركة والتميز، وقد يكون مدمرا عندما يؤدي الى التقليد الاعمى او الانسياق خلف سلوكيات مرفوضة فقط من اجل القبول الاجتماعي.
مثال من الواقع
طالب في الصف الثامن كان يحرص على المشاركة والجلوس في الصفوف الامامية.
انتقل الى مدرسة جديدة وانضم الى مجموعة تسخر من كل من يشارك او يقترب من المعلمين.
بدأ يتراجع عن سلوكه السابق، واصبح صامتا في الصف، فقط كي لا يُنتقد او يُنبذ.
هنا لم يكن التغيير ناتجا عن اقتناع، بل عن ضغط الاقران الذي غيّر مسار السلوك خوفا من الرفض.
الرسالة التربوية
ضغط الاقران لا يُواجه بالكلمات فقط، بل ببناء شخصية تملك الثقة والتمييز، وتعرف متى تقول نعم ومتى ترفض.
ابناؤنا لا يحتاجون الى تعليم الطاعة، بل الى تدريب على الاستقلالية في القرار، حتى وان خالف التيار.
حين نُعلّمهم ان القبول الحقيقي يبدأ من احترام الذات، فإننا نمنحهم المناعة النفسية لمواجهة اي ضغط خارجي دون ان يفقدوا هويتهم.
كيف أتصرف كأب
-
افتح باب الحوار اليومي مع ابنك، واستمع دون ان تحكم. اسأله عن يومه، عن اصدقائه، عن المواقف التي عاشها.
-
راقب التغيرات السلوكية. هل تراجع اداؤه؟ هل تغيرت طريقة كلامه؟ هل اصبح خائفا من رأي المجموعة؟
-
اعزز ثقته بنفسه من خلال الاشادة بمواقفه المستقلة، حتى لو كانت بسيطة.
-
علّمه ان يقول "لا" باحترام، وان القبول من الآخرين لا يجب ان يكون على حساب مبادئه.
-
اختر له بيئة ايجابية، وشاركه في اختيار صداقاته دون فرض او اجبار.
-
كن قدوة في المواقف. اذا رأى ابنك انك تقف على قناعتك دون ان تنساق خلف الاكثرية، سيتعلم ذلك بالفطرة.
هل ابنك يتصرف بقناعته ام يخضع لضغط اصدقائه؟
ضغط الاقران لا يُواجه بالنصائح، بل ببناء شخصية تعرف متى ترفض ومتى تصمد
افتح معه حوارا
راقب التغيير
علّمه ان يكون هو لا ما يريدونه ان يكون
القبول لا يُشترى بالتنازل، بل يُكتسب بالثقة
د. بدر رمضان الحوسني
albder.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق