العنوان: إدارة الجودة – من الالتزام الى التميز المؤسسي
🔹 مدخل قيادي
عندما تتجاوز المؤسسات فكرة تقديم الخدمة الى ثقافة تحسينها، فإنها تبدأ فعلا أول خطوة في طريق التميز.
الجودة ليست شعارا يُرفع في الخطب أو يُكتب على الجدران، بل هي التزام داخلي ينبع من القائد قبل أن يُطلب من الموظف، وتترسخ في النظام قبل أن تُراقب من الخارج.
في زمن تتسارع فيه التحديات وتتغير فيه التوقعات، تصبح الجودة هي الوسيلة الوحيدة لضمان الثقة والاستمرارية والريادة.
🔹 في قلب المفهوم
إدارة الجودة ليست مجرد الحصول على شهادة دولية أو توثيق إجراءات العمل، بل هي رؤية مؤسسية تهدف إلى تعزيز الكفاءة، وتقليل الهدر، وزيادة رضا المتعاملين.
هي ثقافة تتطلب المراجعة المستمرة، والالتزام بالمعايير، وخلق بيئة يتشارك فيها الجميع مسؤولية التحسين.
القائد الحقيقي لا يبحث عن الكمال، بل يسعى لبناء منظومة ديناميكية تتعلم من أخطائها، وتطوّر نفسها باستمرار، وتُشرك كل فرد فيها في بناء الأفضل.
إدارة الجودة تدعو الى التفكير بالنظام لا بالأشخاص فقط، وبتحقيق القيمة لا بتكرار الجهد، وبالوقاية لا بردود الأفعال.
🔹 من أرض الواقع
-
في احدى الجهات الحكومية تم تطبيق نظام ادارة الجودة وفقا لمعيار آيزو 9001، شمل توثيق جميع العمليات، وتدريب الموظفين، وتفعيل قنوات التغذية الراجعة من المتعاملين. بعد ستة أشهر فقط، انخفضت نسبة الأخطاء بنسبة 35%، وارتفع مستوى رضا المتعاملين بشكل ملحوظ.
-
في مدرسة حكومية، تم إنشاء لجنة داخلية لمراقبة جودة الأداء التدريسي، من خلال أدوات تقييم معيارية بسيطة. هذا الإجراء ساهم في تحسين جودة المخرجات التعليمية وتقليل الفجوات في التحصيل الدراسي.
-
في قطاع الخدمات العامة، أدت عملية إعادة تصميم تجربة المتعامل إلى تقليل وقت الانتظار بنسبة 50% وزيادة الطلب على الخدمة نفسها بنسبة 20% خلال عام واحد.
🔹 كيف تطبّق ذلك؟
-
ابدأ بمراجعة الإجراءات الداخلية دوريّا واكتشف أين يضيع الوقت أو تتكرر الأخطاء
-
فعّل مبدأ "افعلها صح من أول مرة" بدلا من معالجة النتائج
-
اجعل الجودة جزءا من تقييم الأداء وليس مجرد مشروع جانبي
-
شجّع الموظفين على تقديم اقتراحات تحسين واجعلها تُناقش بشكل دوري
-
اربط بين ملاحظات المتعاملين وخطط التطوير
-
استخدم أدوات رقمية لتتبع الجودة بطريقة مستمرة وذكية
🔹 كلمة أخيرة
الجودة لا تنبع من كثرة الأوراق، بل من صدق التطبيق
ولا تثبتها الشهادات فقط، بل يشهد عليها المتعامل نفسه
اجعلها ثقافة تُمارس كل يوم، لا إجراء يُراجع في نهاية السنة
فالمؤسسة التي تتنفس الجودة، لا تحتاج الى من يفتشها، بل الى من يشاركها رؤيتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق