بوصلة الجودة المدرسية
دليل تطبيقي لتقويم ذاتي فعال وخطط تطوير واقعية
مقال توجيهي لقادة المدارس حول استثمار أدوات التقويم الذاتي والتخطيط للتطوير
مدخل
التقويم الذاتي هو بوصلة المدرسة نحو التميز فهو ليس اجراء شكليا ولا مهمة موسمية بل ممارسة قيادية تعكس وعي المؤسسة التعليمية بذاتها وتحدد اتجاهها بدقة
هذا الدليل العملي يساعد قادة المدارس على استخدام أدوات التقويم الذاتي بفعالية وربطها بخطط تطويرية قابلة للتنفيذ استنادا الى معايير الاداء في دولة الامارات
نعرض في هذا المقال نماذج عملية توضح كيف يتحول التقويم من بيانات الى قرارات ومن ملاحظات الى تحسينات مؤثرة في تعلم الطلبة
اولا التحول من وصف العمل الى تقييم الاثر
التقويم الذاتي الجيد لا يساوي الوصف بل التحليل العميق المبني على ادلة واقعية
مثال عملي في بند 1 1 التحصيل الدراسي
لا تكتب
الطلبة يحققون نتائج جيدة في الاختبارات
بل اكتب
حقق ٦٥ بالمئة من طلبة الحلقة الثانية في مادة الرياضيات نتائج اعلى من المتوسط الوطني في اختبار بيرلز ٢٠٢٣ مع تحسن واضح في اسئلة الفهم والاستيعاب مقارنة بعام ٢٠٢٢ ويظهر التحليل ان التدخلات الصفية مثل مبادرة المعلم الصغير ساهمت في رفع التحصيل بنسبة ١٧ بالمئة
ثانيا خطة تطوير واقعية ومرتبطة بالموارد
خطة التطوير ليست قائمة امنيات بل اولويات واضحة وفق جدول زمني ومسؤوليات محددة
مثال عملي في خطة العمل
الخطوة التطويرية
الهدف
المؤشر
الموارد
المسؤول
الزمن
تدريب ستة معلمين على التعليم التفاضلي
تحسين استجابات المعلمين للفروق الفردية
نسبة رضا الطلبة عن الشرح تتجاوز ٨٥ بالمئة
مركز تدريب الوزارة مع مشرف اكاديمي
منسق اللغة العربية
اكتوبر الى ديسمبر
ثالثا التقييم المبني على الادلة
جودة التعليم لا تقاس بالشعارات بل بالادلة وصدق التقويم الذاتي
مثال عملي في بند ٣ ٢ التقييم
اجرت المدرسة تحليلا لمخرجات طلبة الصف الرابع في اختبارات منتصف الفصل واظهرت الفجوة بين التحصيل في المفردات الرياضية وبين استيعاب المسائل التطبيقية وبناء عليه صممت المدرسة خطة علاجية باسم ساعة التحدي وتمت متابعة الطلبة باستخدام نماذج المقارنة وبلغت نسبة التحسن ٢٣ بالمئة خلال شهرين
رابعا اشراك الاطراف المعنية
اشراك الطلبة والمعلمين واولياء الامور في التقويم الذاتي يصنع واقعا مدرسيا مشتركا يستحق التطوير
مثال عملي في بند ٦ ٣ علاقات الشراكة
نفذت المدرسة ثلاث حلقات نقاشية مع اولياء الامور ومجلس الامناء لمراجعة نتائج التحصيل وشاركوا بمقترحات لتحسين التعلم عن بعد مما اسفر عن تنفيذ مشروع زاوية الوالد المتحدث الذي عزز القراءة لدى طلبة الحلقة الاولى بنسبة ٣٠ بالمئة وفق استطلاع داخلي
خامسا استخدام مصطلحات تقييمية لا وصفية
لا يمكن تقييم الاداء من الخارج دون وجود تقويم صادق من الداخل
مثال عملي في بند ٢ ٣ المسؤولية الاجتماعية
يشارك ٨٧ بالمئة من طلبة الحلقة الثالثة في انشطة مجتمعية مثل مبادرة طلبة متطوعون كما صمم فريق من الصف التاسع مشروعا بيئيا لاعادة تدوير الورق حصل على دعم خارجي وهذا يعكس نموا في الحس المجتمعي ومهارات ريادة الاعمال
سادسا الربط بين نتائج التقويم والتطوير المهني
التقويم الناجح يوجه التعليم ويغذي المنهج ولا يركن في الادراج
مثال عملي في بند ٣ ١ التدريس لاجل تعلم فعال
تم تحليل نتائج طلبة العلوم في الحلقة الثانية واتضح وجود حاجة لتعزيز مهارات التفكير العلمي وتم تنظيم اربع ورش تدريبية حول استراتيجيات الاستقصاء وادى ذلك الى تحسن المشاركة الصفية بنسبة ٤٠ بالمئة
سابعا اهداف تطويرية قابلة للقياس
الهدف الجيد دقيق واقعي قابل للقياس ومحدد بزمن
مثال هدف ضمن خطة العمل
رفع نسبة طلبة الصف السابع الذين يحققون نتائج اعلى من المتوسط العالمي في اختبار المفردات الى ٦٠ بالمئة خلال الفصل الدراسي الثاني باستخدام الادوات الرقمية المتكيفة
خاتمة
عندما تستخدم المدرسة التقويم الذاتي كبوصلة مهنية فانها لا تنتظر التقييم الخارجي ليكشف لها واقعها بل تصنع رؤيتها من الداخل
فالتقويم الواعي هو الخطوة الاولى في كل رحلة تطوير ناجحة وهو مفتاح تحويل الجودة من شعار الى ممارسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق