الانسانية في بيئة العمل التربوي
تمهيد
الادارة الناجحة لا تقف عند حدود التخطيط والتنظيم، بل تمتد لتشمل مهارة التعامل مع الانسان. وعندما يغيب البعد الانساني عن الممارسات الادارية، تتحول بيئة العمل الى ساحة جافة، تدار فيها العلاقات بالعقوبات بدل التفاهم، وبالصمت بدل الحوار.
في هذا الدليل، نسلط الضوء على موجهات عملية تساعد المديرين والمعلمين على ترسيخ مفاهيم الانسانية في تعاملهم مع الموظفين والطلبة واولياء الامور.
اولا للمديرين والرؤساء في التعامل مع الموظفين
الادارة الفعالة ليست فقط في ضبط الاداء، بل في احتواء الانسان الذي ينتج هذا الاداء
مظاهر غياب الانسانية في الادارة
- تجاهل ظروف الموظف الشخصية والصحية
- التقييم الجاف الذي لا يراعي السياق
- اصدار الاوامر دون شرح او نقاش
- غياب ثقافة الشكر والتقدير
- تضخيم الخطأ وتجاهل الانجاز
موجهات عملية لتعزيز الانسانية
- خصص وقتا للاستماع الفعلي الى موظفيك حتى لو كان قصيرا
- امنح مرونة في المواعيد عند وجود ظرف انساني واضح
- استخدم التقدير المعنوي بانتظام سواء برسالة او اشادة علنية
- لا تعامل الغياب او القصور كادانة فورية بل افهم الاسباب قبل اتخاذ القرار
- عامل الموظف كعضو فريق وليس كرقم وظيفي
قاعدة قيادية مهمة
الموظف الذي يشعر انه مسموع ومقدر يمنحك جهده بارادته لا خوفا من نظام او تقييم
ثانيا للمعلمين في التعامل مع الطلبة
المعلم المؤثر هو من يدمج بين الحزم والرحمة وبين التوجيه والاحتواء
مظاهر فقدان الانسانية في الفصل
- التوبيخ العلني للطالب امام زملائه
- التعامل مع جميع الطلبة بنفس الاسلوب رغم اختلاف احتياجاتهم
- تجاهل خلفيات الطلبة النفسية او الاسرية
- التركيز المفرط على الدرجات دون بناء شخصية الطالب
موجهات عملية للتفاعل الانساني مع الطلبة
- استمع الى الطالب حين يتعثر وافهم السياق قبل الحكم
- خصص لحظات للتقدير الفردي حتى لمن هم ضعاف اكاديميا
- حافظ على كرامة الطالب في كل موقف فالكلمة القاسية قد تبقى طويلا في ذاكرته
- استخدم لغة تحفيزية بدل التهديد بالعقوبة
- اعمل على بناء بيئة صفية امنة تسمح بالخطأ والتعلم منه
رسالة للمعلم
الطالب لا يحتاج فقط الى معلم يعلمه بل الى قدوة تحترمه وتفهمه وتبني ثقته بنفسه
ثالثا في العلاقة مع اولياء الامور
التواصل مع ولي الامر ليس مهمة ادارية بل شراكة تربوية
اخطاء شائعة في التعامل
- تحميل ولي الامر كامل مسؤولية سلوك الطالب
- ارسال ملاحظات بطريقة اتهامية
- تجاهل دور الاسرة كشريك في الحل
- حصر التواصل في السلبيات فقط
موجهات عملية لعلاقة تربوية ناضجة
- ابدأ التواصل بهدف بناء الثقة لا تصعيد المشكلة
- اجعل اسلوبك في الحديث يعكس التعاون لا اللوم
- وضح لولي الامر ان المدرسة معه لا ضده وان الهدف هو مصلحة الطالب
- شاركه في وضع خطة دعم واجعل الحلول مشتركة
- لا تنس اشراك ولي الامر ايضا في النجاحات وليس فقط في حالات التقصير
قاعدة في التواصل الاسري
حين يشعر ولي الامر انك تحترم دوره وتتفهم ظروفه يصبح اكثر دعما للمدرسة واكثر تفاعلا مع المبادرات التربوية
لتكن رؤيتنا
الانسانية لا تعني التراخي ولا تعني ترك اللوائح بل تعني ان نفعل الانظمة بقلب وان نطبق القواعد بعقل يراعي الانسان
في البيئات التربوية الانسانية هي القاعدة الذهبية التي ترفع من جودة العمل وتحسن من العلاقات وتصنع الفرق بين مؤسسة تقود العقول واخرى تطفئها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق