اصعد للقمة.. ولكن جهز حقيبتك أولاً
في الحياة، ليس النجاح محض صدفة، ولا القمة مكانًا يُبلَغ بالتمني. القمة تُؤخذ بالاستعداد، بالصبر، وبأن تكون جاهزًا عندما تحين لحظة الصعود.
هذا هو جوهر الرسالة التي يهمس بها إلينا كتاب “كن جاهزًا لنراك في القمة”؛ حيث لا يكفي أن نحلم بالقمة، بل أن نستعد لها، ونتدرّب على التوازن بين الإرادة والعمل، وبين التخطيط والتنفيذ.
الاستعداد أولًا.. ثم الانطلاق
الرحلة نحو التميز تبدأ من الداخل، من أن تؤمن أن لك مكانًا في القمة، لكن هذا الإيمان لا بد أن يُترجم إلى استعداد عملي. فكل قمة تحتاج إلى “حقيبة صعود”، تضع فيها:
- نواياك الصادقة
- مهاراتك المتطورة
- انضباطك الذاتي
- إيمانك العميق بالهدف
من دون هذه الحقيبة، ستتعب في الطريق، وربما تنزلق إلى أسفل الجبل.
العمل أكثر من الكلام
القمة لا تستقبل من يتحدثون كثيرًا، بل من يعملون بصمت. من ينظفون نوافذهم الداخلية من الأعذار، ويشحذون عزيمتهم بالمسؤولية. كم من شخص تمنى المجد، لكنه ظل جالسًا في محطة الانتظار، يحمّل الظروف ذنب توقفه.
رسالة الكتاب واضحة: كن من أصحاب الأفعال لا الأقوال. من بناة الذات لا معلّقي الآمال.
البيئة لا تعيق.. ولكن تكشف
في فصول الكتاب، إشارة صادقة إلى أن البيئة الصعبة ليست عذرًا للفشل، بل هي اختبار حقيقي للإرادة. فكم من قائد وُلِد في ظروف أقل من عادية، لكنه لم يسمح أن تكون بيئته سقفًا لطموحه.
البيئة قد تكون معرقلة، لكنها لا تُغلق الطريق أمام من يعرف وجهته. إن لم تجد طريقًا ممهّدًا، اصنع واحدًا.
مثال تطبيقي للمدير القائد: حقيبة القيادة المدرسية
تخيّل مدير مدرسة جديدة تم تعيينه في بيئة مليئة بالتحديات: أداء أكاديمي ضعيف، تشتت في الفريق، ورضا منخفض من أولياء الأمور.
الطريق إلى “قمة التميز المؤسسي” في هذه المدرسة لن يُعبّد بالتفاؤل وحده، بل يبدأ حين يحمل هذا المدير “حقيبة الصعود”، ويضع فيها:
- خطة تشغيلية واقعية لأول 90 يومًا
- تقييم داخلي صادق لبيئة العمل
- جلسات استماع منهجية مع المعلمين والطلبة
- أدوات لقياس الأداء وتحفيز فرق العمل
- مهارات ناعمة تعينه على القيادة بالتأثير لا بالأوامر
مع الوقت، لا تتحول المدرسة إلى نموذج ملهم لأن الظروف تغيّرت، بل لأن القائد كان مستعدًا للقمة حين حانت الفرصة. كان جاهزًا، فصعد.. واصطحب معه الفريق.
التغيير يبدأ حين تكون جاهزًا
الكتاب لا يطلب منك أن تتغير غدًا، بل أن تبدأ اليوم، الآن، بهذه اللحظة. أن تبدأ من حيث أنت، بما تملك، ثم تطوّره بوعي.
والتحول الحقيقي لا يحدث حين تُجبر عليه، بل حين تُهيئ نفسك له من الداخل. حين تصبح “جاهزًا” فعلًا، كما عنون الكاتب.
توصية للمدير القائد
لكل مدير قائد، هذا الكتاب فرصة لإعادة النظر في أسلوب قيادتك. هل تحفّز فريقك للصعود؟ هل تهيّئ لهم حقائبهم؟ أم تكتفي بتحديد الهدف دون أن تمدّهم بأدوات الوصول؟
القادة الحقيقيون يصنعون بيئة محفّزة، يدرّبون، يوجّهون، يزرعون الثقة، ثم يفتحون بوابات القمم لمن يستحق.
خلاصة المقال
لن تصل إلى القمة لأنك فقط تحلم بها. ستصل حين تصبح مستعدًا لها. استعدّ كل يوم، تعلّم كل يوم، نمُ كل يوم، وسنراك هناك.. في القمة.
اعداد د.بدر رمضان الحوسني
مستوحى بعد قراءة كتاب
“كن جاهزًا لنراك في القمة” للأستاذ محمد فتحي،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق