بيتي اماني ومدرستي مكاني
كيف تؤثر اجواء البيت على الطالب في المدرسة
مقدمة
الطالب لا يأتي الى المدرسة وحده بل يأتي بعقله وقلبه وما يحمله من البيت كل يوم
البيت ليس فقط مكان للنوم والراحة بل هو المصدر الاول للشعور بالامان والتوازن
لذلك فإن اي اضطراب في البيئة الاسرية سواء كان واضحا او صامتا يترك اثرا مباشرا على نفسية الطالب وسلوكه وتحصيله الدراسي
في هذا المقال التدريبي نستعرض تأثير الخلافات الاسرية على الطالب وندعو الى دور مشترك بين الاسرة والمدرسة لبناء بيئة متكاملة آمنة وصحية
اولا اثر الخلافات الاسرية على الطالب
الطالب في مراحل النمو يكون حساسا تجاه الاصوات والانفعالات والمواقف داخل البيت
ولا يملك القدرة على فهم طبيعة المشكلات لكنه يتأثر بها بطرق متعددة منها
- التراجع الدراسي المفاجئ بدون سبب اكاديمي واضح
- القلق المستمر داخل الصف وضعف التركيز
- السلوك العدواني او الانطوائي تجاه الزملاء
- فقدان الثقة بالنفس او التعلق الزائد بالمعلمين
- الانسحاب من الانشطة المدرسية او الرفض المتكرر للحضور
هذه المؤشرات لا تعني بالضرورة وجود مشكلة اسرية ولكنها تستدعي انتباها وتحقيقا تربويا مهنيا
ثانيا الحوار الاسري ودوره في صناعة الاستقرار النفسي للطالب
الحوار الاسري هو الارض التي ينمو فيها الطالب
اذا كانت لغة البيت قائمة على التفاهم والهدوء والاحترام فإن الطالب يتعلم التعامل مع مشاكله بطريقة ناضجة
واذا كان البيت مليئا بالصراخ او الصمت القاسي فإن الطالب يعاني من التشتت ويصبح عرضة للمشاكل السلوكية
الحوار لا يعني كثرة الكلام بل يعني الاحساس بالقبول والامان وتعلم فن التواصل من خلال القدوة
فكل كلمة بين الابوين هي رسالة غير مباشرة تصل الى الابناء وتبني عندهم نماذج للتعامل مع الاخرين
ثالثا كيف تستجيب المدرسة للمؤشرات الاسرية
المدرسة ليست بديلا عن الاسرة لكنها جبهة داعمة للطالب
عندما يظهر سلوك غير معتاد من احد الطلبة يجب التعامل معه كعرض لمشكلة لا كجريمة تربوية
ومن الخطوات المقترحة للتعامل المهني
- رصد التغيرات السلوكية من قبل المعلمين والاخصائيين
- بناء سجل متابعة تربوي للطالب يحتوي على ملاحظات اسبوعية
- التواصل مع ولي الامر بلغة مهنية هادئة تراعي الخصوصية
- تقديم الدعم النفسي الفردي للطالب من خلال الجلسات الارشادية
- تنظيم ورش توعوية للاسر عن الحوار الاسري واثر الاستقرار المنزلي
رابعا ماذا نقول للاباء والامهات
ولدكم لا يحتاج فقط الى طعام ولباس وهاتف ذكي
هو يحتاج الى كلمة طيبة
نظرة امان
لمسة احترام بين الاب والام
هذه الامور لا تكلف شيئا لكنها تصنع جيلا متزنا قادرا على التعلم والنمو وتحمل المسؤولية
كل مشكلة اسرية يتم حلها خارج مسامع الابناء هي حماية غير مباشرة لهم
وكل خلاف يتحول الى نقاش صريح امام الطفل هو ضربة في توازنه العاطفي والسلوكي
خامسا نشاط تدريبي للمدارس
اسم النشاط صوتي يسمعني
الهدف تدريب الطلبة على التعبير عن مشاعرهم داخل الاسرة
الفئة طلبة الصف الرابع الى التاسع
المدة خمس واربعون دقيقة
الخطوات
١ بناء جلسة حوارية بإشراف الاخصائي الاجتماعي
٢ توجيه اسئلة للطلبة مثل متى تشعر بالراحة في البيت متى تحب ان تسمع صوت امك او ابيك
٣ كتابة مشاعرهم على بطاقات ملونة
٤ تجميع الرسائل وعرضها بشكل مجهول لتعزيز فهم المعلمين والاهل لاحتياجات الطلبة
خاتمة
كل طالب ناجح خلفه اسرة مستقرة وكل بيئة مدرسية آمنة تحتاج شراكة مع بيت يؤمن بالحوار لا بالصراخ
التعليم لا يبدأ من الصف بل يبدأ من البيت
والمدرسة لا تصنع المعجزات لكنها تكمل ما بدأه الوالدان من حب واحترام
مع تحيات أخوكم د.بدر رمضان الحوسني
albder.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق