المقالات الحديثة
recent

التقييم الوظيفي بين العدالة والانطباع موجهات احترافية للمديرين

 

التقييم الوظيفي بين العدالة والانطباع موجهات احترافية للمديرين




في بيئة العمل الحديثة لم يعد تقييم الاداء مجرد اجراء سنوي روتيني بل اصبح اداة استراتيجية لبناء راس مال بشري منتج ومحفز الا ان الكثير من المؤسسات تعاني من اختلالات في تطبيق هذه الاداة حينما يتحول التقييم من اداة تطوير الى وسيلة تصفية حسابات او ممارسة سلطة شخصية

وفي ضوء تحليل بعض الحالات الواقعية وردود بعض المديرين التي اتسمت بالعاطفة والانطباعات المجردة بات من الضروري تقديم موجهات واضحة للمديرين حول كيفية تطبيق الية التقييم بشكل عادل واحترافي وفقا للدليل الاسترشادي لنظام ادارة الاداء في الحكومة الاتحادية بدولة الامارات العربية المتحدة

اولا التقييم يبدأ من التخطيط وليس من المحاسبة

التقييم الصحيح لا يبدأ في نهاية العام بل في بدايته من خلال تحديد الاهداف الفردية بالتشارك بين المدير والموظف وتوثيقها في وثيقة الاداء السنوي هذه الاهداف يجب ان تكون محددة قابلة للقياس واقعية ومرتبطة باهداف الجهة

ثانيا المراجعة المرحلية شرط اساسي للعدالة

لا يجوز ان يبنى التقييم على حكم مفاجئ او ملاحظة عرضية يجب اجراء مراجعة مرحلية موثقة في منتصف العام تتضمن توجيها واضحا وتغذية راجعة بناءة وتمكين الموظف من تحسين ادائه قبل اصدار التقييم النهائي

ثالثا الدليل لا الانطباع هو الحَكم

اي تقييم يجب ان يستند الى ادلة موضوعية مثبتة وليس الى شكاوى شفوية او انطباعات شخصية يجب توثيق اوجه القصور او التميز عبر ادوات واضحة تقارير ملاحظات مكتوبة نتائج ملموسة وليس عبر ما يراه المدير فقط

رابعا الحياد المهني فوق الخلافات الشخصية

من الاخطاء الخطيرة التي يقع فيها بعض المديرين الخلط بين العلاقات الشخصية والتقييم الوظيفي التقييم يجب ان يكون محايدا حتى في حالة وجود تظلم او شكوى متبادلة واي تضارب مصالح يستوجب احالة التقييم لجهة محايدة

خامسا التقييم يجب ان يعكس نطاق الدور الوظيفي لا المهام المفروضة

يقيّم الموظف على ضوء الوصف الوظيفي الرسمي المعتمد له وليس على المهام التي قد تفرضها الادارة في حالات طارئة او من دون اتفاق رسمي تحميل الموظف مسؤوليات اضافية ثم تقييمه بناء عليها يعد تجاوزا اداريا

سادسا التقييم المنخفض لا يمنح الا بعد خطة تحسين اداء

اذا كان اداء الموظف يحتاج الى تحسين فمن الواجب اعداد خطة تحسين اداء واضحة لمدة ستة اشهر ومتابعتها دوريا قبل منحه هذا التقييم تخطي هذه الخطوة يعد خللا اداريا ويضعف مشروعية التقييم

سابعا الموظف شريك في التقييم لا خصم فيه

يجب ان تتاح للموظف فرصة مناقشة تقييمه قبل اعتماده وتوقيع وثيقة الاداء بعد الحوار لا قبل ذلك الحوار الشفاف مسؤولية المدير وليس ترفا اداريا

ثامنا من حق الموظف التظلم ومن واجبك الاستماع

الانظمة تضمن للموظف حق التظلم ويجب التعامل مع هذا الحق بجدية ومهنية وليس كتصعيد سلبي اي تظلم يستوجب ردا موثقا وتحقيقا داخليا دون رفض تلقائي

تاسعا جودة الاداء لا تقاس من الملف فقط

الملف الاداري هو اداة داعمة لكنه ليس المصدر الوحيد للحكم على الاداء يجب ان يتضمن التقييم ملاحظات واقعية موثقة من الميدان سواء كانت ايجابية او سلبية

عاشرا لا يتم اعتماد التقييم الا بعد مراجعته ضمن لجنة موازنة النسب

لا يعد التقييم نافذا الا بعد مراجعته ضمن لجنة ضبط وموازنة النسب لضمان عدالة التوزيع ومنع التحيز او المبالغة في التقييمات


ختاماً

التقييم هو فن ومهارة اكثر من كونه اجراء تقني المدير العادل لا يقيّم من مزاجه بل من منهج وما بين تقييم ينمي الاداء وتقييم يهدم الروح خيط رفيع يمسكه القائد الحكيم الذي يعرف ان الموظف القوي قوة للمنظمة وان العدالة راس القيادة


اعداد د.بدر رمضان الحوسني
albder.com

Albder.com

Albder.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.