المقالات الحديثة
recent

الطفل بين العالم الواقعي والافتراضي كيف نوازن بين الشاشتين


في زمن اصبحت فيه الشاشات رفيقة دائمة للاطفال تداخل العالم الواقعي بالعالم الافتراضي بشكل غير مسبوق بات الطفل ينتقل من لعبة رقمية الى فيديو ترفيهي ثم الى دردشة تفاعلية دون ان يشعر بانفصال بين ما هو حقيقي وما هو رقمي وهنا تبرز الحاجة الى وعي اسري ومجتمعي يساعد الطفل على تحقيق توازن صحي بين هذين العالمين دون ان يفقد براءته او يتشتت نموه



الشاشة ليست عدوا لكنها ليست بديلا



لا يمكن انكار ان العالم الرقمي يقدم فرصا تعليمية وتفاعلية غنية لكنه لا يجب ان يكون بديلا عن العالم الحقيقي حيث العلاقات الانسانية واللعب الواقعي والتجارب الحسية التي تبني الشخصية


مثال تطبيقي اب لاحظ ان ابنه اصبح يميل للعزلة والانفعال فقرر ان يصحبه كل مساء في جولة قصيرة في الحي مع مناقشة ما شاهده من فيديوهات خلال اليوم مع ربطها بمواقف واقعية تحولت النزهة الى جسر تواصل يعيد الطفل من عالمه الرقمي الى الواقع



مؤشرات الاختلال في التوازن



حين يطغى العالم الافتراضي تظهر علامات مبكرة منها


  • فقدان الشغف باللعب الحركي
  • قلة التركيز وسرعة الملل
  • التوتر عند انقطاع الانترنت
  • ضعف التفاعل العاطفي مع الاسرة



اذا ظهرت هذه العلامات فان التوازن مفقود ويجب التدخل بلطف وحكمة



تصميم يوم متوازن



الطفل بحاجة الى جدول يومي متوازن يجمع بين العالمين ومن الافضل ان يحتوي اليوم على


  • فترات للعب الواقعي مثل العاب الحدائق او الانشطة المنزلية
  • وقت مخصص للشاشة لا يتجاوز ساعة او ساعتين بحسب العمر
  • جلسة اسرية بدون اجهزة للتواصل والنقاش
  • وقت للنوم المنتظم دون استخدام الجهاز قبل النوم بساعتين



مثال تطبيقي ام قامت بتنظيم جدول لابنتها يتضمن ساعة صباحية للقراءة وساعتين في الحديقة وساعة واحدة للمشاهدة مع الالتزام بجلسة عائلية قبل النوم تسميها وقت القصة



بناء الروابط الواقعية



العلاقات الانسانية هي ما ينقص الطفل حين يعيش في العالم الافتراضي لذلك يجب تعزيز


  • اللعب الجماعي مع الاصدقاء
  • زيارات الاقارب والانشطة الاجتماعية
  • الاشتراك في دورات او نواد واقعية
  • التكليف بمهام حقيقية داخل المنزل



مثال تطبيقي اسرة قامت بتشكيل فريق عائلي صغير يقوم كل اسبوع بمهمة منزلية مثل ترتيب المكتبة او زراعة نباتات في الشرفة مما ساهم في تعزيز القيم الواقعية والمهارات الاجتماعية لدى الابناء



التوازن يبدأ من الكبار



الطفل لا يتعلم من القواعد بل من القدوة اذا شاهد والديه يستخدمان الجهاز طوال اليوم فلن يقتنع باهمية التوازن لذا من المهم


  • تقليل استخدام الهاتف امام الاطفال
  • تخصيص وقت يومي للعب او الحديث مع الابناء بدون اجهزة
  • مشاركة الطفل في انشطة غير رقمية يشعر من خلالها باهتمام حقيقي



مثال تطبيقي اب قرر ان يترك هاتفه في غرفة منفصلة لمدة ساعتين كل مساء ليجلس مع ابنائه للعب والمحادثة دون مقاطعة فاصبح هذا الوقت من اجمل لحظات الاسبوع بالنسبة للاطفال



الختام طفل متوازن هو طفل اكثر سعادة



في نهاية الامر الطفل الذي يعيش توازنا بين العالم الواقعي والافتراضي هو طفل اكثر تفاعلا واكثر استقرارا واكثر قدرة على النمو النفسي والاجتماعي لا نحتاج الى منع التكنولوجيا بل الى ان نرشد الطفل كيف يستخدمها دون ان يخسر ذاته ودون ان يضيع في عالم لا يعرف فيه من هو


فلنمنح ابناءنا واقعا غنيا لا يقل متعة عن الشاشة ولنكن نحن من يبني جسور التوازن في حياتهم قبل ان تبنيها لهم الظروف او الشاشات






Albder.com

Albder.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.