من اكثر المواقف التي تربك الاسرة وتشعل التوتر داخل البيت هي نوبات الغضب التي تصيب الطفل فجاة قد تكون صرخة عالية في السوق او بكاء هستيري في المنزل او رفض عنيف لامر بسيط والمشكلة لا تكمن في الغضب نفسه بل في طريقة تعاملنا معه
الغضب شعور طبيعي لكن اذا لم نفهمه ونديره يتحول الى سلوك مؤذ واذا واجهناه بالصراخ نزيده اشتعالا اما اذا فهمنا ما خلفه واحتويناه نعلم الطفل كيف يدير انفعالاته ويحول طاقته الى وعي وتوازن
الغضب رسالة لا تمرد
الطفل لا يغضب عبثا ولا يصرخ رغبة في التحدي الغضب عند الطفل غالبا ما يكون رسالة غير مباشرة تقول انا غير مرتاح انا مشوش انا لا اعرف كيف اعبر
مثال تطبيقي طفل يغضب كل صباح عند الاستعداد للمدرسة بدل ان تقول له امه كل يوم تصرخ وتبكي كان الافضل ان تساله هل انت قلق من شيء في المدرسة ربما لا يحب زميلا او يخشى المعلمة هذه الاسئلة تحول الغضب من سلوك خارجي الى شعور داخلي يمكن معالجته
لا تطفئ النار بالنار
حين يصرخ الطفل ثم نصرخ نحن بالمقابل يدخل الجميع في دوامة من الانفعال بدل من ذلك نحتاج الى هدوء خارجي يواجه العاصفة الداخلية
- خذ نفسا عميقا قبل ان ترد
- اقترب من الطفل دون تهديد
- استخدم صوتا منخفضا لكنه حازم
مثال تطبيقي طفل القى لعبته ارضا وهو يصرخ لانه خسر في لعبة الكترونية بدل ان تقول له امه توقف عن هذا التصرف قالت له يبدو انك محبط هل تريد ان تتحدث او تذهب لتتمشى قليلا هذه العبارة خففت التوتر واعادت السيطرة للموقف
علمه ان يسمي ما يشعر به
الطفل لا يعرف احيانا ما يشعر به فيستخدم الغضب كوسيلة للتعبير عن اي شعور اخر مثل الحزن او الخوف او التعب
- قل له هل انت غاضب ام حزين ام متوتر
- ساعده على تسمية المشاعر لا فقط تصنيف السلوك
- استخدم كتب الصور او رسومات الوجوه لتوضيح المشاعر
مثال تطبيقي ام كانت تستخدم بطاقات فيها وجوه معبرة تسال ابنها في كل موقف اختر الوجه الذي يشبه شعورك الان هذه الاداة علمته ان يفرق بين الغضب والتوتر والحزن
لا تمنعه من الشعور بل علمه السلوك المناسب
من الخطا ان نطلب من الطفل الا يغضب الصحيح ان نسمح له بالشعور ونساعده في التعبير السليم
- قل له من حقك ان تغضب لكن ليس من حقك ان تضرب
- علمه ان ياخذ وقتا للهدوء قبل الحديث
- قدم له بدائل مثل الكتابة او الرسم او التنفس
مثال تطبيقي معلمة لاحظت ان طفلة تغضب بسرعة فوفرت لها ركن هدوء فيه وسادة ودفتر للرسم وقالت لها يمكنك الذهاب هناك عندما تحتاجين لتهدئة نفسك هذه الخطوة علمتها التنظيم العاطفي لا القمع
افصل بين الطفل وسلوكه
الطفل قد يغضب لكنه ليس طفل سيئ اذا وصفناه بالغضب كصفة لا كحالة عابرة قد نثبته على هذا السلوك
- قل له تصرفك لم يكن مقبولا وليس انت سيئا
- امدحه عندما ينجح في ضبط نفسه
- راجعه بعد انتهاء الموقف لا في لحظة الانفعال
مثال تطبيقي ابنه غضبت في السيارة فصاحت ورفست المقعد بعد ان هدأت قال لها ابوها تصرفك في السيارة كان مؤذيا لكنك ابنة طيبة وانا اعرف انك تستطيعين ضبط نفسك في المرة القادمة
شجعه ان يتحدث عن غضبه بعد انتهائه
الحديث بعد نوبة الغضب مهم لفهم الاسباب وبناء الوعي
- اساله ماذا شعرت ولماذا انفجرت
- ناقشا البدائل الممكنة
- اتفقا على اشارة سرية اذا شعر بالغضب لاحقا
مثال تطبيقي اب اتفق مع ابنه على استخدام حركة يد معينة تعني انا غاضب ويريد وقتا للهدوء هذه الاشارة استخدمها الطفل لاحقا بدل الصراخ فاصبحت وسيلة للتعبير بلا تصعيد
البيئة الهادئة تزرع الهدوء
البيت المليء بالصراخ والنقد والعقوبات القاسية لا يصنع طفلا هادئا بل يزيد من نوبات الغضب بينما البيت الذي يحتوي ويستمع ويضع القواعد بمرونة يصنع توازنا داخليا
- لا تتحدث وانت غاضب
- لا تعاقب في لحظة الانفعال
- لا تسخر من غضب الطفل ولا تحرجه امام الاخرين
الختام الغضب ليس عدوا بل فرصة للتربية
في النهاية نوبة الغضب ليست فشلا تربويا بل فرصة لفهم الطفل وتعليمه مهارة حياتية مهمة اذا احسنا استغلالها
فلنكن نحن نموذج التوازن لنصنع جيلا يعرف كيف يشعر ويفهم ويتصرف ولنحول لحظات الانفجار الى مساحات للنضج وبدلا من كبت الغضب او تفجيره نعلم الطفل كيف يديره باحترام لنفسه ولمن حوله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق