تعزيز الولاء الوطني في نفوس الأطفال والشباب.. حكاية غياب تستدعي دق ناقوس الخطر..
غير منجر وراء ضعفاء النفوس الذين يعملون بالخفاء على زرع العداء للوطن وزرع الفتن والقلاقل من خلال الأعمال الاجرامية التي تكون فئة الطلاب والشباب الاداة لتنفيذها بسبب الاهمال في التربية الوطنية سواءً في المنزل من قبل الاسرة او المدرسة الحضن الدافئ لهؤلاء الشباب الذين هم من يعول عليهم بناء الوطن والحفاظ على وحدته والمنجزات العظيمة.
ومن هذا المنطلق يتوجب على القائمين في الحقل التربوي اعادة النظر في التربية الوطنية وغرس مفاهيمها واهدافها في نفوس الطلاب والطالبات حتى يتسنى لهم الادراك الكبير بحب الوطن لان ما يحدث حالياً من اعمال ارهابية وتخريبية ما هو الا ناتج عن ضعف الانتماء الوطني وعدم استيعاب معنى المواطنة.
فالولاء الوطني، الانتماء الوطني، حب الوطن باتت من المفاهيم والقيم التي يجب غرسها وترسيخها لدى طلابنا في المدارس، كما أنها تسهم في بناء الشخصية السوية المتزنة، والتوعية بالحفاظ على أمن الوطن واستقراره والتعريف بأهميته وعدم التأثر بالأفكار الهدامة لها دورها الايجابي في بناء جيل واعٍ ينبذ العنف والإرهاب بشتى أنواعه.
حول تلك المواضيع وأهمية تعزيز الولاء الوطني لدى الطلاب ناقشت مسألة تعزيز الولاء الوطني مع عدد من المدرسين والمدرسات فكان الاستطلاع التالي..
ـ تحية العلم
غنوة حداد ـ مدرسة ـ تقول نعزز الولاء الوطني لدى أبنائنا الطلاب في المدارس بأن نغرس فيهم حب الوطن ونحثهم على أن حب الوطن من الإيمان.. فالإنسان دون وطن كالسمك دون ماء.
مضيفة: نغرس حب الوطن من خلال اصطفاف الطلاب كل صباح في باحة المدرسة وترديد النشيد الوطني وتحية العلم، وواجبنا كتربويين توعية أبنائنا الطلاب عن الوطن وأهميته وما هو واجبهم نحو وطنهم، فلابد أن ننشئ أبناءنا ونربيهم تربية حسنة ونوعيهم بأن هذا الوطن هو أب وأم وهو أعظم من نظرهم الذي يقودهم الى الطريق الصحيح، فالجندي يقدم روحه ودمه فداءً لوطنه، لذا لا بد من تعريف أبنائنا أن الوطن غالٍ وعلينا جميعاً المحافظة عليه وحب ترابه، وأن جميع الشهداء وهبوا أرواحهم ودماءهم حباً وفداءً للوطن لكي نصل الى حياة سعيدة وآمنة.
أهداف وجدانية
هناء وطفة ـ موظفة في وزارة التربية ـ تقول:
ليس هناك مكان ذو أهمية قصوى مثل المدارس وخاصة في المراحل الأساسية التي يجب ان يعزز فيها الولاء الوطني، حيث إن هذه المرحلة هي التي يزرع فيها الولاء والقيم الأساسية التي ينمو عليها الفرد فهي مرحلة تأسيس، ولا أعتقد بأن هناك مرحلة أهم منها حيث يكون غرس الولاء لدى الأطفال عن طريق القصص التي تعزز الأهداف الوجدانية للأطفال فالطفل لا ينسى القصة المؤثرة طيلة حياته، كما يكون ذلك عن طريق القدوة الحسنة والتعريف بأهمية وغلاء الوطن عن طريق الرحلات السياحية للأطفال، وتلمس تراب الوطن والإحساس به وبرائحته.. كل ذلك لا بد أنه سيزرع الحب والولاء الذي ننشده.
تحليل وتفكير
يوسف علي - مدرس يقول ـ :
دوري كمدرس لا يقتصر على إعطاء الدروس فحسب، ولكن نعمل بالقاعدة «التربية والتعليم».. هناك لدينا جزء تربوي مرتبط بحب الوطن والدين، هذه الأشياء نعلمها الطلاب حتى وإن لم تكن مباشرة فهي تأتي من باب النصائح، ذكر الأحاديث والآيات القرآنية، كل ذلك يصب في حب الوطن فعندما نقول للطلاب انتم تتعلمون والتعليم ليس فقط من أجل الشهادة وإنما لذاتك كإنسان، نشعرهم من خلال الحديث بأنهم سوف يخرجون للمجتمع، وسيعملون على تنميته ونهضته.. نشعرهم بأنهم الجيل القادم الذي سيتحمل المسؤولية، والشيء الآخر الذي يجب أن نغرسه لدى ابنائنا في حب الوطن ان هذا الوطن هو بمثابة بيتك، فكيف ترضون بمن يعبث ويخرب فيه.. ننصحهم بعدم الاستماع لمن كان.. فلا بد من التحليل والتفكير والوعي لما يقال، ومن اين مصدره وما المقصود به.. هذه الأمور لا بد أن نأخذها في الحسبان مع الطلاب وهذا يأتي عبر طرق تربوية نغرس بها قيم حب الوطن وهذا ما نسعى إليه.
جهود كبيرة
فايز اسماعيل ـ مدير مدرسة - حول تعزيز الولاء الوطني قال:
عند الحديث عن تعزيز الولاء الوطني نجد أن التربية هي الركيزة الأساس في تعزيزه كون التربية تستقبل الأجيال، كما نعزز الولاء الوطني في المدارس عبر الإذاعة المدرسية ومجلة الحائط ، والرحلات المدرسية .. وكذا نجسدها في المناهج المدرسية عبر الأناشيد الوطنية، وكذلك عبر المدرس لكن في البداية لا بد أن نغرس مسألة الولاء الوطني في المدرسين ولدى الأسر كون الطالب سفيراً بين الأسرة والمدرسة.
وأضاف: مسألة الولاء تحتاج لجهود كبيرة مرتبطة بوزارة التربية وتعديل المناهج وكذلك بالتربويين وتغيير الأسلوب، وعلى سبيل المثال عند دخول المدرس الفصل يفترض أن يبدأ حديثه عن الوطن وحبه وحب مقدراته.
تثقيف
راية عمران ـ توجيه تربوي ـ قالت:
تعزيز الولاء الوطني موجود في مناهجنا، و يفترض إقامة حصص ثقافية، ذلك موجود في المدارس تعزز فيها الأحداث التي نلمسها يومياً، ونعمل على تثقيف أبنائنا على أساس فهم معنى الوحدة وماذا تعني؛ كما يجب علينا القيام بالتوعية اليومية في الصف المدرسي من خلال حديث المدرس مع الطلاب، وكذلك من خلال كلمات السيد الرئيس بشار الأسد التي يؤكد فيها باستمرار على حب الوطن كما يجب التركيز على أشياء كثيرة حتى وان لم تكن عبر المناهج بالإمكان التركيز عليها من خلال الحديث والمحاضرات عن الوطن وماذا يعني؟
ربط وجداني
أيمن مكنا ـ مدرس ـ قال :
إن تعزيز الولاء الوطني يكون من خلال الحديث عن الوطن وأهميته وعن حبنا للوطن..وعن طريق المسابقات الوطنية والمشاركة في الاعياد الوطنية والاحتفاء بها، وعمل المجسمات واللواصق الحائطية وكذلك عن طريق المنهج المدرسي، فهناك رابط وجداني بين ديننا الإسلامي وحب الوطن، كوننا مجتمعاً محافظاً وبلداً إسلامياً فربط منهج التربية الإسلامية بحب الوطن شيء أساسي لتعزيز القيم الوطنية.
وتؤيده سناء حسن قائلة: تعزيز الولاء الوطني في المدارس يكون من خلال عدة وسائل ابتداءً من الإذاعة المدرسية وذلك بتقديم إذاعة تتناول موضوع الولاء الوطني وتقديم شخصية أسبوعية من الشخصيات الوطنية المعروفة وتضحياته وحياته في مجال الولاء الوطني، وأيضاً من خلال ربط المواد الدراسية بالولاء الوطني ومن خلال حث الطلاب على الاجتهاد بطلب العلم والحث على الاختراع والاطلاع على كل ما هو جديد وحثهم بأن هذا الاجتهاد يخدم الوطن.. وأيضاً طلب العلم والرقي بمستوى الوطن من خلال مواكبة كل جديد في الجانب العلمي والتقني والثقافي.. وهذه من أساسيات الولاء الوطني.
ابتسام هيفا---
مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية