ليس بالرجل الآلي أو الروبوت، المعلم الإلكتروني هو “أنا المعلم” المستفيد من التكنولوجيا وتطبيقات التعليم الإلكتروني في العملية التربوية التعليمية، ولاداعي للقلق أعزائي حول الأمان الوظيفي لدخول التكنولوجيا بيئة التعليم، حيث نجد أن دورها جاء داعماً “المعلم الإلكتروني” ليصبح أكثر أهميةً وإبداعاً، ونطمئن أن دور المعلم سوف يبقى أبداً مديراً وقائداً فعالاً للعملية التربوية التعليمية.
ساعدتني التكنولوجيا كمعلم بالإنتقال من المُلقِن إلى الناقد والموجه في العملية التعليمية بشكل يتجاوز حدود الزمان والمكان المدرسي، ولم تهدد أمن وظيفتي بل وثقتني بها، حيث زادت المسؤولية وأصبحت مهام عملي أكثر فعالية من السابق، مؤكدة على فكرة أن التعليم الإلكتروني لاتعني تحضير أو إيجاد عرض تقديمي أو موقع انترنت بطريقة عشوائية يستفيد منها من استفاد، ويتركها من لم يستفد، بل لابد من اتباع الطرق الموجهة للإستفادة الفعالة من المحتوى، وتطبيق المعرفة من خلالها.
وهنا أُركز الضوء على أدوار جديدة للمعلم الإلكتروني الموجه لطلابه، ومن تجربتي كمعلمة في التعليم الإلكتروني حيث خلعت عني ثوب المعلم التقليدي واستطعت أن أُعبر عن نفسي بأدوار جديدة منها: “المعلم التكنولوجي” بمساعدة طلابي على الغوص في محيط التكنولوجيا والمعلوماتية والتحليل الناقد للمعلومة واختيار الأنسب، وأراني “المُيسر للتعلم” حيث أُقدم الإرشادات للمتعلمين لاكتشاف مواد التعلم بأنفسهم، دون التدخل في مسار تعلمهم بل أتحقق من النتاجات المرتبطة بالدرس، كما أُمثل “المُيسر للمحتوى” لا الملقن له حيث يكون تركيزي على مساعدة طلابي بإكسابهم مهارات البحث للمعارف والحقائق، وبتعزيز اكتسابهم القيم والاتجاهات التربوية والإنسانية، لأُسهم في إعداد جيل المستقبل المثقف معلوماتيأً والمتعايش في مجتمعه الإنساني.
كما أرى نفسي “المعلم الباحث متخذ القرار” بالإستفادة من البحث الإجرائي لتتحقق الرؤية الناقدة والنمو المهني والمنهجي، وبه أُدرب طلابي على البحث في المشكلة بالوقوف على أسبابها ونتائجها بالمنهجية العلمية، باعتبار البحث الإجرائي من أفضل فرص النمو فالتدريس عبر الشبكات لا يخلو من مشكلات؛ ولا أغفل هنا دوري “مصمم للخبرات التعليمية والنشاطات التربوية” والإشراف عليها بشكل إيجابي، فهذه الأنشطة مكملة لما يكتسبه الطالب داخل قاعات الدراسة الصفية أو الإفتراضية، كما أرى نفسي “مدير للعملية التعليمية” بأكملها بتحديد أعداد طلبة ومواعيد الحصص الإفتراضية على الشبكة، وأساليب عرض المحتوى، وطرق التقييم وغيره من عناصر العملية التعليمية لجعل صفي خلية عمل نشيطة.
وأخيراً أهم أدواري والأقرب إلى قلبي “الناصح المستشار” أقدم النصح والمشورة لأبنائي الطلبة، وبه أحرص على أن أكون ذات صلة دائمة و مستمرة ومتجددة مع كل جديد في تخصصي، وطرق التدريس والمجتمع المحلي والعالمي لأُلبي احتياجات واستفسارات طلبتي المختلفة، وأسعى لتقديم المشورة فيما يصعب عليهم، والأخذ بيدهم إلى نور العلم والمعرفة.
كلنا نسعى للتغيير للأفضل، لإحداث الفرق الإيجابي… لبناء مستقبل آمن لأبنائنا… وإعداد جيل مستقر نفسياً ذو رسالة سامية … والمعلم الإلكتروني الأقدر على تحقيق الهدف.
هديل الصيفي المستشارة التعليمية لتكنولوجيا المعلومات في شبكة علمني.