تجارب حية ... إمكانات النمو في ظل الظروف الصعبة

تجارب حية ... إمكانات النمو في ظل الظروف الصعبة

تعتبر فترات الكساد والركود الاقتصادي خير وقت لتقييم مسار الأعمال والمستقبل الذي ينتظر الشركة الصغيرة، ومدى قدرتها على البقاء والصمود في ظل الأوضاع الصعبة . والشركة الأكثر نجاحا وتميزا هي التي تتمكن ليس فقط من البقاء وإنما من مواصلة النمو والتوسع برغم الأوضاع المحيطة .

وأظهرت البيانات الحديثة ان حوالي 26% من الشركات الصغيرة التي واصلت عملها خلال فترة الركود الذي عانته الولايات المتحدة في 2001 استطاعت التوسع لتعين موظفين جدداً، مقارنة بنسبة مماثلة تقريبا وصلت الى 29% خلال فترة الازدهار، بل والفقاعة في 1999 .

ولذا يتعين على الشركات الصغيرة اليوم وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة على مستوى العالم ان تولي المزيد من الاهتمام بسياسات إدارة المخاطر، ويوصي الخبراء بعدد من الاستراتيجيات التي يمكن للشركات الصغيرة اتباعها في حالات الركود الاقتصادي والأزمات العامة لتتمكن من الحفاظ على مستويات الاستقرار والنمو، ومن بين هذه الاستراتيجيات متابعة الأداء المالي وخفض التكاليف . ونعرض في ما يلي عدداً من الأمثلة على استراتيجيات أثبتت نجاحها في حفاظ شركات صغيرة على إمكانات نموها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة:

1- الحوافز

أدا بولا تزاي - شركة ألخيمي فور ايفر
عندما تراجعت مستويات نمو مبيعات شركتها “ألخيمي فور ايفر” في موسم الصيف الذي عادة ما يكون الأكثر رواجا لمستحضرات التجميل التي تنتجها قررت ادابولا تراي مؤسسة الشركة وصاحبتها ان تبحث عن الحل المناسب والسريع . 

وبالفعل وجدت الحل الشافي في تقديم الحوافز لأفضل مندوبي المبيعات لديها ورفعت العمولات التي تمنحها لهم من 8% الى 13%، كما عمدت كذلك الى تقديم بطاقات هدايا بقيمة 100 دولار لمديري المنتجعات الصحية، وذلك عن كل مبيعات بقيمة 1000 دولار . 

وقدمت للعملاء كذلك عروضاً خاصة تمنحهم عينات مجانية لكل صفقة بقيمة 200 دولار .
وبدأت بالإضافة الى ذلك في خفض تكاليف الإنتاج وغير ذلك من التكاليف الصغيرة عبر مبادرات جديدة من نوعها وفعالة .

2- الحفاظ على العملاء

جوزيف جريكو - شركة “بي إس سي انفو جروب”
عندما واجهته المشاكل قرر جوزيف جريكو الرئيس التنفيذي لشركة “انفو جروب” ان يقدم هدايا لأفضل موظفيه وأحسنهم أداء، كما حاول كذلك استقطاب العملاء من خلال تقديم حسومات خاصة لمدة من 6 الى 12 شهرا ليحافظ على ولائهم على المدى الطويل .
وفي عام 2005 صمم جريكو برنامج حاسوب يقارن تسديدات العملاء في كل فصل على مدى آخر 3 سنوات . وبحسب جريكو يحذره هذا البرنامج من وجود عملاء لديهم مشاكل في تغطية حساباتهم المالية، إذ يظهر البرنامج تأخر السداد من 33 يوما كما هو مفترض الى أكثر من ذلك، وبهذا تتمكن الشركة من التواصل مع العملاء وإعادة مفاوضة شروط السداد معهم، ويقول جريكو ان موظفي شركته اضطروا لى إجراء العديد من المكالمات في الآونة الأخيرة نتيجة الوضع الاقتصادي الذي أثر في جيوب العديد من عملاء الشركة .

3- الاهتمام بالتفاصيل

مارك جروسيتش - شركة “هوسبيتلتي هولدنجز”
في ديسمبر/كانون الاول 2007 لاحظ جروسيتش ارتفاع تكلفة خدمات التنظيف في أحد المطاعم التي تديرها شركته بحوالي 15%، فقام بزيارة المطعم ليجد انه يستخدم ادوات تنظيف عالية التكلفة . ويؤكد الخبراء ان على المديرين خاصة في اوقات المصاعب والأزمات، التركيز على تدقيق الحسابات اليومية وتفاصيل الانفاق المختلفة، فدائماً هناك أسباب وعوامل وجيهة وراء اي ارتفاع يحدث في التكالف او في الاسعار . ومن المهم التعرف الى هذه المسببات ليتمكن المرء من معالجتها على اكمل وجه .

4- الحفاظ على استقرار الموازنة

بيل كوكس - شركة “كوكس” للصناعة
تعتمد شركة “كوكس” نظام رفع تقارير اسبوعي يتابع تكاليف كل شيء من المعدات الى الموارد اللازمة للمطعم المخصص للعاملين بمصانع الشركة ومقارنة هذه المصاريف والنفقات بمستوى الإنتاج .
وفي حال اظهرت التقارير تفاوتا في النسب، او ارتفاعا في التكاليف مقابل العائدات يتمكن كوكس بسرعة من اكتشاف المشكلة ومعالجة مسبباتها بصورة مباشرة .

5- اقتناص الفرصة

كيفن دوود - شركة “كوانتيوم جرافيكس”
عندما تعرض العديد من منافسيه للإفلاس خلال الأزمة الاقتصادية التي واجهتها الولايات المتحدة في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر/ايلول ،2001 قام كيفن بإعداد لائحة بعملاء هذه الشركات . وبادر بالاتصال بهم وإبراز ما تتمتع به شركته من تقنيات حديثة وصفات وميزات لم تكن تلك الشركات الأخرى تحظى بها . وبتصرفه هذا كان الاسرع لاقتناص الفرصة، اذ تمكن من استقطاب هؤلاء العملاء قبل أن تجذبهم شركات منافسة .