بروفايل ... ستيف تشين وتشاد ميرديث . . “يوتيوب” يحوّل حلمهما إلى حقيقة

بروفايل ... ستيف تشين وتشاد ميرديث . . “يوتيوب” يحوّل حلمهما إلى حقيقة

“كل شخص يحلم بالنجاح وبالنجومية” وهذا كان حلم ستيف تشين الفتى الذي هاجر مع أسرته من تايوان الى الولايات المتحدة سعياً وراء حياة أفضل . وبالفعل تحول حلمه الى حقيقة عندما تشارك مع تشاد هارلي في إنشاء موقع فيديو مباشر على شبكة الانترنت وأصبح اليوم الأكبر على مستوى العالم، موقع “يوتيوب” الذي أطلقه الصديقان قبل عامين فقط ليرفعهما الى مرتبة متقدمة ضمن قائمة “بيزنس ويك” لأكثر 50 شخصاً أهمية في دنيا الأعمال . 
واختارت مجلة “التايم” الموقع باعتباره أفضل الابتكارات الحديثة لعام ،2006 وعندما قرر الاثنان بيع الشركة وصلت قيمتها الى 1،65 مليار دولار .
ولد ستيف تشين في أغسطس/ آب 1978 في تايوان حيث عاش 8 سنوات حتى قررت أسرته الهجرة الى الولايات المتحدة . وهناك التحق تشين بمدرسة جون هيرسي الثانوية ومن ثم درس في أكاديمية العلوم . وبعد إنهاء دراسته الثانوية التحق تشين بجامعة الينوي ليحصل على اجازة في علوم الحاسوب . وخلال فترة الدراسة حظي بفرصته للعمل بدوام جزئي في شركة الحاسوب الصغيرة الناشئة “باي بال”، الأمر الذي لعب دوراً مهماً في تغيير مسار حياة تشين بشكل جذري .

ولد تشاد ميرديث هارلي عام 1977 وكان والده يعمل كمستشار مالي، أما والدته فكانت تعمل في مجال التدريس . وتلقى تشاد علومه في مدرسة توين فالي الثانوية، وبعدها التحق بجامعة اندنيانا في بنسلفانيا لدراسة الفنون الجميلة . وقبل إنهاء دراسته تقدم هارلي بدوره للعمل لدى شركة “باي بال”، وسافر الى كاليفورنيا لإجراء مقابلة العمل، ووقتها طلبت منه الشركة تصميم شعار لها، وبالفعل نجح في تصميم شعار متميز بفضل مهاراته الفنية، الأمر الذي جعله يفوز بالوظيفة، ولا يزال تصميمه يستخدم شعاراً رسمياً للشركة الى اليوم .
وخلال عملهما في شركة “باي بال” توطدت الصداقة بين تشين وهارلي، وكانا يقضيان أغلبية أوقات الفراغ في مناقشة أفضل الأفكار الممكنة لإنشاء شركة ما . وعندما اشترت “ئي باي” شركة “باي بال” مقابل 1،54 مليار دولار، قررت منح الزميلين علاوة لتميزهما في العمل . وفكر الاثنان في توظيف المبلغ في انشاء شركتهما الخاصة . وبدت الفكرة ممكنة فتشين لديه مهارات هندسية متميزة وهارلي من المبدعين في مجال التصميم .
وفي يناير/ كانون الثاني من عام 2005 شارك الصديقان في حفل عشاء بسان فرانسيسكو، وخلال الحفل التقطا مجموعة من أفلام الفيديو الرقمية ورغبا في مشاركتها مع الآخرين في اليوم التالي، إلا أنهما لم يعثرا على الوسيلة المناسبة لتحقيق ذلك . فحجم الأفلام كبير بحيث يصعب إرساله عبر البريد الإلكتروني، كما أن بث الأفلام على الشبكة سيتطلب وقتاً طويلاً . وهنا نشأت الفكرة، فكرة إنشاء موقع يجعل عملية تحميل أفلام الفيديو على الشبكة أمراً يسيراً لمن يريد . وقررا إنشاء الشركة التي أطلقا عليها اسم “يوتيوب” .
ويقول هارلي: “بدأنا في شهر فبراير/ شباط العمل على تحويل الفكرة الى واقع فعلي، وبحلول شهر مايو/ أيار كنا قد بدأنا البث التجريبي، وأطلقنا الموقع بشكل رسمي في ديسمبر/ كانون الأول . وبحلول ذلك الوقت كنا قد وصلنا الى بث أكثر من 3 ملايين فيلم فيديو في اليوم” .
وبالفعل بدأ العمل على الموقع في فبراير/ شباط 2005 بعد ان وظف الاثنان مدخراتهما لإطلاقه، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت بدعم مالي من شركة تمويل الشركات الناشئة “سيكويا كابيتال” والتي ضخت استثمارات أولية وصلت الى 3،5 مليون دولار في الشركة الناشئة ومن ثم أضافت الى استثماراتها 8 ملايين دولار أخرى .
ومع بداية صيف عام 2006 كانت شركة “يوتيوب” تصنف بين أسرع المواقع نمواً على شبكة الانترنت . بل جاءت في المركز الخامس بين المواقع الأكثر شعبية لتتفوق بذلك على موقع “ماي سبيس” المتألق، ويقول هارلي ان الشركة اليوم تفوق من حيث الحجم وبما يتراوح بين الثلاثة والأربعة أضعاف خدمات الفيديو لدى موقعي “جوجل” و”ياهو” .
وأظهر مسح أجري في يوليو/ تموز 2006 أن عدد الأفلام التي تتم مشاهدتها على موقع “يوتيوب” يومياً يزيد على 100 مليون، كما وصل عدد الأفلام التي يتم تحميلها يومياً الى أكثر من 65 ألف فيلم .
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2006 أعلن هارلي وتشين بيع الشركة ل”جوجل” مقابل ما قيمته 1،65 مليار دولار من أسهم “جوجل” . ولا يزال هارلي وتشين يواصلان العمل كأعضاء في مجلس إدارة الشركة .