ما الفرق بين الخطة الإستراتيجية وخطة العمل؟ وهل نحتاج الى خطة استراتيجية

الفرق بين الخطة الإستراتيجية وخطة العمل قد يختلط على الكثيرين ولكن الحقيقة أنهما يختلفان اختلافاً تاماً حتى وإن أطلقنا عليهما اسم "خطة" ... ذلك لأن الهدف في كلتا الحلتين مختلف تماماً ... فما هو الهدف منهما؟



تهدف خطة العمل إلى:

 

  • معرفة قابلية فكرة ما – منتج أو خدمة - للتطبيق

  • دراسة جدوى تنفيذ تلك الفكرة اقتصادياً بواسطة: التحليل السوقي و المالي


تحليل السوق يشمل كل عناصر السوق من أنماط الاستهلاك والمنافسة وغيرها أما التحليل المالي فيدرس الاستثمارات المطلوبة والأرباح المتوقعة.

خطة العمل تخاطب الممولين من أجل الموافقة على تمرير خطة العمل وتخصيص المال المطلوب للتنفيذ.

أما الخطة الإستراتيجية فإنها تعرف المبادئ والأهداف الرئيسية للشركة كما ترسم الخطوط العريضة للوصول إلى تلك الأهداف بما في ذلك تحديد الموارد المطلوبة مالياً وبشرياً وفنياً وإدارياً. وكلمة الإستراتيجية في اللغة تعني تحديد الأفعال أو التحركات لتحقيق هدف معين. الخطة الإستراتيجية زمن حياتها هو زمن حياة الشركة وقابلة للتطوير والتحسين مادامت الشركة عاملة في السوق.  الخطة الإستراتيجية إجمالاً هي دليل عام لتوجيه المديرين والموظفين على السواء.  لا يوجد شكل معين للخطة الإستراتيجية ولكنها بصفة عامة تقوم بتحديد النقطة الحالية والنقطة المستهدف الوصول إليها ثم تحديد البدائل المتاحة للوصول إلى تلك

النقطة.

من الفقرات الرئيسية في الخطة الإستراتيجية بيان المهمة mission statement وهو إجابة عن كل أو بعض الأسئلة التالية بكل اختصار:

  • ما طبيعة الشركة؟

  • ما طبيعة ونوعية المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة؟

  • ما هو السوق المستهدف؟

  • من هو العميل المستهدف؟

  • ما هي الأهداف على المدى البعيد؟


بعد ذلك تحدد الأهداف الرئيسية أو العامة للشركة  ومنها على سبيل المثال: تحسين خدمة العملاء أو زيادة التغطية الجغرافية أو أن تكون الخيار الأول لشريحة معينة من العملاء أو في منطقة معينة؟

بعد تحديد الأهداف الرئيسية على الشركة أن تعرف المبادرا

ت التي تخدم تلك الأهداف وعلى تلك المبادرات أن تكون:

  • موجزة وواضحة وقابلة للتحقيق كما يجب أن تكون وسطاً بين القمة والقاع

  • قابلة للقياس أو على الأقل قابلة للتحقق من إنجازها

  • محددة الزمن

  • محددة الأولوية وقابلة للتعديل والتطوير حسب تقدمها

  • مرتبطة بالأهداف الإستراتيجية


فمن مبادرات تحسين خدمة العملاء: تقليل الزمن المطلوب لحل مشاكل العملاء أو تطوير آلية لمراجعة الشكاوى وتعويض العملاء.

بعد ذلك يكون تحليل البيئة المحيطة بالشركة مثل المنافسة واتجاه السوق والقوانين والتغيرات التقنية وكذلك يأتي تحليل عناصر القوة والضعف الداخلية للشركة مثل الأوضاع المالية والمرونة والسرعة والمكان والموارد.

الخطوة الأخيرة هي تحديد الطرق المتاحة لتحقيق الأهداف والمبادرات ولا شك أنه كلما زادت البدائل المتاحة كلما كانت المناورة أفضل.

الآن يمكن تحويل الخطة الإستراتيجية إلى واقع وهي غالباً ما

تكون النقطة الأصعب وذلك عن طريق تطوير عدة خطط عمل لتحقيق تلك الأهداف. كثيراً ما تكون الخطة عبقرية ولكنها تفشل في مرحلة التطبيق وذلك يكون عادة نتيجة لضعف الاتصال بين المخططين والمنفذين أو بسبب قلة الواقعية أو قلة المرونة أو ضعف المتابعة.

بقى أن نقول أنه إذا كانت عملية التخطيط في أي شركة تتم بصورة جيدة فلابد أن تكون خطة العمل هي الخطة التنفيذية للأهداف أو المبادرات الإستراتيجية.



حمل :[DOC]_اعداد_خطة_العمل_الخاصة_بالافراد

هل تحتاج للتخطيط الإستراتيجي؟ Strategic Planning




يظن البعض أن التخطيط الاستراتيجي مقصور فقط على الشركات والمؤسسات الكبيرة ... فقط تلك الشركات التي تملك موارداً غير محدودة وأعداد ضخمة من الموظفين. الحقيقة أن ذلك مفهوم قد يكون مجانباً للصواب فالتخطيط الاستراتيجي ينفع الأعمال الكبيرة والصغيرة على السواء. قد ينبع ذلك المفهوم الخاطئ من الإحساس بأن التخطيط الاستراتيجي هي عملية روتينية غير ذات جدوى لكن الحقيقة أنه المشكلة عادة لا تكون في التخطيط الاستراتيجي ولكن تكون في عملية التطبيق.

مهما صغر حجم أعمالك فإن التخطيط الاستراتيجي يوسع من قدرتك على إدراك للفرص المحيطة بك كما أنه يسمح لك برؤية أوجه القوة والضعف لديك وبالتالي يمكنك من تحديد أهدافك وترتيب أولوياتك بوضوح. للوهلة الأولى تبدو تلك المهمة يسيرة ولكنها في الواقع ليست بالهينة خاصة إذا أراد المرء أن يخرجها علي الوجه الحسن فحتى تخرج الخطة إلى نور على وجه مرضي فإن ذلك يتطلب تجميع وخلخلة وتحليل كميات ضخمة من المعلومات وكلما زادت المعلومات زاد وضوح الصورة وطفت إلى السطح معلومات كثيرة عن الفرص أو العوائق التي لم تكن لتؤخذ في الحسبان لو شرع المرء في العمل عشوائياً ودون خطة واضحة.

هناك أيضاً الكثير من التغيرات التي حدثت في العقدين الأخيرين فقد تسارعت وتيرة الأحداث وتقاربت الأسواق و أصبحت أقل اتزانا ولم يعد الاعتماد على التقنية شيئاً اختيارياً ووصلت أبحاث التسويق إلى تطورات مذهلة وأصبح العميل كالكتاب المفتوح – فقط لمن يجيد القراءة - فأصبحنا نري شركات تقوم أو تنهار في بضعة أعوام ودين الارتكان على السمعة أو النتائج السابقة أو الخبرة. أصبح المنافس الذي تباع خدمته أو منتجه في المتجر المقابل هو في الواقع علي بعد آلاف الكيلومترات لا تراه ولا يراك ولكنكما تملكان تأثيراً شديداً وأحياناً مأساويا على بعضكما البعض كما أصبح العملاء أكثر تطلباً وأصعب إرضاء وأصبح من السهل خسارة العملاء إذا حدث نقص عرضي فيما تبيع ... هل تظن بعد كل ذلك أن التخطيط ليس ضرورياً؟

بصفة عامة يجب على الخطة الإستراتيجية أن تأخذ في الاعتبار كل المؤثرات المحتملة ومنها المنافسة والقانون والحكومة والموردين والمستهلكين وغيرها. من الأفضل لك أن تتوقع مجهوداً ضخماً لتخرج الخطة على مستو مرضٍ كما عليك أن تجاهد الإحساس أنك ملكت زمام الأمور تماماً وأنك على دراية فائقة بما يجري حولك بمعنى آخر عليك أن تزيد من مرونتك ومن قابليتك للتغيير حتى تصل إلى الإستراتيجية الأنسب. عليك أيضاً أن تتأكد أن المرونة والتطوير المستمر يزيدان من قابلية الخطة للتطبيق لأنه لا يوجد من يريد أن يسير على خطة لا تتماشى مع الواقع. يختلف وزن المؤثرات من مكان إلى مكان ومن وقت إلى آخر ومن نشاط إلي نشاط ولذلك فمهمة الخطة الإستراتيجية هي بيان العلاقة مع كل مؤثر ودراسة احتمالات تغيير المؤثر.

يبقى أن نؤكد أن نجاح الأعمال في الوقت الحالي بات يعتمد على كثيراً على نجاح عملية التخطيط وبخاصة إذا احتفظت الخطة بالمنطقية والواقعية والمرونة فهو يقي المرء من التسرع والعشوائية وخسارة الوقت في تنفيذ ما هو محكوم عليه بالفشل كما أنه أيضاً يقي المرء من خسارة المال كما يحمي من اتخاذ القرارات المتسرعة أو العاطفية بل فقط بناء على المعلومات والأبحاث معتمداً على أسس منطقية مشفوعاً بالأرقام ومذيلاً بالفرضيات الواقعية. هذا لا يعني التوقف عن الأحلام ولكن يجب أن يرافقها منهجاً أو دليلاً لكيفية بلوغها.

 

Comments