3 علامات للوظيفة البائسة

3 علامات للوظيفة البائسة


إعداد: أحمد بشير
يستخدم كثير من الناس الصفات “بغيضة” و”كئيبة” و”بائسة” لوصف وظائفهم في وقت أو آخر، ويعد عدم الرضا عن الوظيفة أمرا شائعا ومؤقتا في كثير من الأحيان، ولكن الكثير من الناس لا يخصص وقتا كافيا لتحليل الاسباب التي تجعل وظيفة ما بائسة، وكيفية معالجة ذلك. ومن حسن الحظ ان باتريك لينسيوني أنجز الكثير من ذلك العمل في كتابه “العلامات الثلاث للوظيفة البائسة”.

يوضح المؤلف ان الوظيفة “البائسة” تختلف عن الوظيفة “السيئة” بما ان الوظيفة الحلم بالنسبة لشخص قد لا تروق لآخر. ولكن الوظيفة البائسة لها سمات عامة على أي حال.

يقول لينسيوني ان الوظيفة البائسة تجعل الشخص متشائما ومحبطا وضحية لتدني المعنويات عند العودة لمنزله ليلاً. ويضيف ان هذه الوظيفة البائسة تستنفد طاقة هؤلاء المحبطين وحماسهم وتقديرهم لأنفسهم، ويؤكد ان الوظائف البائسة يمكن أن توجد في كل مجالات العمل وعلى جميع المستويات. ويلقي لينسيوني بالجزء الأكبر من المسؤولية على المديرين الذين يمثلون عاملا رئيسيا في رضا موظفيهم عن وظائفهم او سخطهم عليها. وقد توصل استطلاع أجراه موقع على الانترنت أخيراً الى نتيجة مماثلة حيث أوضح ان 43% من العاملين قالوا ان عدم رضاهم عن رؤسائهم هو السبب الرئيسي الذي يدفعهم الى البحث عن وظيفة جديدة في عام 2008.

العلامات الثلاث

يحدد لينسيوني علامات الوظيفة البائسة الثلاث بأنها شعور المرء بأنه مهمل وبعدم وجود صلة بينه وبين الوظيفة وانعدام القدرة على القياس.

الشعور بالإهمال: يشعر العاملون بأنهم مهملون عندما يبدي مديرهم اهتماما ضئيلا بهم كبشر لهم حياتهم الخاصة وتطلعاتهم واهتماماتهم.

الشعور بانعدام الصلة مع الوظيفة: وتحدث هذه الحالة عندما يعجز العاملون عن رؤية الكيفية التي يمكن لوظيفتهم من خلالها ان تصنع فرقا اذ ان كل عامل يحتاج لمعرفة ان العمل الذي يؤديه يؤثر في حياة شخص ما، قد يكون عميلا أو زميلا في العمل او مشرفا، بشكل أو بآخر.

عدم القدرة على القياس: ويشرح هذا الاصطلاح عجز العاملين عن أن يقيموا لأنفسهم مساهماتهم أو نجاحهم وكنتيجة لذلك، يعتمدون في كثير من الأحيان على آراء الآخرين، وهو المدير عادة، لقياس نجاحهم.

علاجات للبؤس الوظيفي

بالنسبة للعاملين الذين ربما ظهرت عليهم علامات البؤس الوظيفي، يوصي لينسيوني بثلاث خطوات لتحسين العلاقة بين المدير والموظف وتعزيز الرضا الوظيفي.

1- قيّم مديرك: هل المدير مهتم بالعوامل الثلاثة المذكورة أعلاه وقادر على معالجتها؟ يقول لينسيوني ان أغلبية المديرين لا يريدون التحسين فعلا على الرغم من حقيقة انهم قد يبدون غير مهتمين او مشغولين اكثر من اللازم.

2- ساعد مديرك على فهم ما تريده: ويمكن لهذا أن يعني مراجعة العامل مع مديره المقاييس الرئيسية للنجاح بالنسبة لوظيفته، ويقترح لينسيوني ايضا ان يوجه العامل لمديره السؤال التالي: “هل يمكنك مساعدتي على أن أفهم لماذا يصنع هذا العمل الذي أقوم به فرقاً لشخص ما؟”.

3- تصرّف على النحو الذي ترغب في أن ترى مديرك يتصرف من خلاله:ويقول المؤلف “ان العاملين الذين يهتمون كثيرا بحياة مديريهم سينقلون لهم لا محالة نوع الاهتمام الإنساني الذي يسعون للحصول عليه”.

ويمكن للعامل ان يجد سبلا لجعل مديره يعرف كيف يحقق أداؤه - أي المدير - فرقاً إيجابياً بالنسبة للعامل.


كن واقعياً

يوافق ريتشارد فيليبس، مؤسس “كارير ادفانتج سوليوشنز” على أن “الإدارة” طريقة جيدة لتحسين الرضا الوظيفي، ولكنه يحذر العاملين ويطالبهم بأن يكونوا واقعيين في توقعاتهم.
ويقول ان المديرين ليسوا ممن يستطيع قراءة ما في داخل العقول. ويجب على العاملين ان يتولوا مسؤولية التواصل وأن يتذكروا ضرورة ان يكون هناك حوار متواصل وإلا فإن التغيير لن يتحقق على الأرجح.