تصنيف المهارات الحياتية: ليس هناك تصنيفٌ موحَّدٌ للمهاراتِ الحياتية، وإنَّما يتمُّ تحديد هذه المهارات من خلالِ معرفةِ حاجات الطُّلاب وتطلعاتِهم، وكذلك بحسب المشكلاتِ التي تنجمُ عندما لا يحقِّقُ الطُّلاب السُّلوكياتِ المتوقَّعة منهم، وكذلك من خلال الرجوعِ إلى القوائم والنَّماذج التي افترضَها المتخصِّصون كمهاراتٍ للحياة. كما أنَّ تصنيفَ المهارات الحياتية لمجتمعٍ ما يتمُّ في ضوء طبيعة العلاقة التبادُلية بين أفرادِه، ممَّا يؤدِّي إلى التشابه في نوعيةِ بعض المهارات الحياتية اللازمة للإنسانِ في العديدِ من المجتمعاتِ، كَمَا تختلفُ عن بعضِها تبعًا لاختلافِ طَبِيعة وخصائصِ المجتمع، ومن ذلك: "تصنيفُ المنظمات العالمية كمنظمة "اليونسيف"(2005م)
أهداف تعليم المهارات الحياتية:
يعتبر تعليمُ المهاراتِ الحياتية وسيلةً لتحقيق الغايات الأبعد للمتعلمين، والقصدُ من ذلك أنَّ تعليمَ المهارة ليس هو الهدف في حدِّ ذاته، وإنَّما الهدفُ هو كيف يستفيد المتعلِّمُ من خلال اكتسابِ المهارة في حياتِه العامة والخاصة؛ ولأنَّ إعداد الطالبِ للحياة يعتمد في الغالبِ على مراحلِ التعليم العامِّ التي يمرُّ بها؛ لما لها من الخصائص المختلفة التي تجعله قابلاً ومستعدًّا للتعلُّم عن بقية المراحل العمريَّة المتقدِّمة؛ لذلك كان للتعليمِ المبنيِّ على المهاراتِ الحياتية خصوصًا في هذه المراحل - أهدافٌ تناولها العديدُ من التربويِّين والباحثين، منها: تحسينُ الحياة النفسيَّة والاجتماعيَّة بالنسبة لطُلاب المرحلتَيْن المتوسطة والثانوية، وتنميةُ الخصائص الشَّخصيةِ للمتعلِّم، مثل الاتصال والتعاون مع الآخرين، وممارسةُ العمل ضمن الفريق الواحد، وتزويدُه بالمعلومات والخبرات المتعلِّقة بإدارة المواقفِ الحياتية اليومية، وإطلاعُه على التقنيات الحديثة، وتوجيهُه للاستخدامِ الأمْثلِ لها، والقدرة على استخدامِ المراجع العلمية في البحثِ عن المعلومات، ومِن ثَمَّ الاستفادة منها وتفعيلها، والتجريبُ المستمر لتنمية مهاراتِ التعليم الذاتي، وإكسابُ اتجاهاتٍ ومهاراتٍ عملية إيجابية عن طريق إقامةِ علاقاتٍ أُسريَّة واجتماعيَّة طيِّبة، تنعكسُ إيجابًا على التلاحم بين فئاتِ المجتمع المختلفة، وتنميةُ الملاحظةِ الواعية وتوجيهُها كمنطلقٍ لتكوينِ التفكير العلمي بأنواعِه المختلفة حسبَ الحاجة التي يحدِّدها الموقفُ، من مهاراتٍ للتفكير الإبداعي، إلى مهاراتِ النَّقدِ، والوقوفُ على مهاراتِ وطرقِ حلِّ المشكلات، وتحديد أفضل الحلول الممكنة؛ ليتمَّ الاختيارُ الأمثل بينها، وكذلك تنميةُ مهاراتِ اتخاذ القرارِ وضوابطه السَّليمة، وتنميةُ الاتجاهات الإيجابية نحو الاهتمام بالمشتركات العامَّة للنَّاس، كترشيدِ الاستهلاك في مجالاتِ الحياة المختلفة، والاهتمامِ بمنابع الطَّاقة والحفاظ عليها، كما تهدف المهارات الحياتية إلى تشجيعِ المتعلِّمين على ممارسةِ بعضِ المناشط الضرورية لتوفيرِ الأمن والسَّلامة في بيئتِه.
ويمكن تلخيصُ محاور أهدافِ تعليم المهارات الحياتية في أربعة محاور رئيسيَّة:
1- تنمية ثقافةِ المتعلِّم بقدرتِه على التعاملِ بنجاحٍ مع متغيراتِ الحياة المختلفة.
2- تنمية قدرةِ المتعلِّم على حلِّ المشْكلات الحياتية، من مهاراتٍ بيئيَّة - محليَّة وعالميَّة.
3- تنمية قدرة المتعلم على التفاعُل الاجتماعي، والتواصُل مع الآخَر.
4- تنمية قدرةِ المتعلِّم على الاستدلال المنْطقي، والتَّفكير العلمي.
تصنيف المهارات الحياتية:
ليس هناك تصنيفٌ موحَّدٌ للمهاراتِ الحياتية، وإنَّما يتمُّ تحديد هذه المهارات من خلالِ معرفةِ حاجات الطُّلاب وتطلعاتِهم، وكذلك بحسب المشكلاتِ التي تنجمُ عندما لا يحقِّقُ الطُّلاب السُّلوكياتِ المتوقَّعة منهم، وكذلك من خلال الرجوعِ إلى القوائم والنَّماذج التي افترضَها المتخصِّصون كمهاراتٍ للحياة.
كما أنَّ تصنيفَ المهارات الحياتية لمجتمعٍ ما يتمُّ في ضوء طبيعة العلاقة التبادُلية بين أفرادِه، ممَّا يؤدِّي إلى التشابه في نوعيةِ بعض المهارات الحياتية اللازمة للإنسانِ في العديدِ من المجتمعاتِ، كَمَا تختلفُ عن بعضِها تبعًا لاختلافِ طَبِيعة وخصائصِ المجتمع، ومن ذلك:
"تصنيفُ المنظمات العالمية كمنظمة "اليونسيف"(2005م)"
فقد صنَّفت المهاراتِ الحياتية إلى:
• (مهارات التواصُل والعلاقات بين الأشخاص)، وتضمُّ: التواصلَ اللفظي وغير اللفظي، والإصغاءَ الجيِّد، والتعبيرَ عن المشاعرِ، وإبداء الملاحظات.
• (مهارات التَّفاوض والرَّفض)، وتضمُّ: مهاراتِ التفاوض وإدارة النِّزاع، ومهاراتِ توكيد الذَّات، ومهاراتِ الرَّفض.
• (مهارات التقمُّصِ العاطفي) - تفهُّم الغير والتعاطف معه - وتضمُّ: القدرةَ على الاستماع لاحتياجاتِ الآخر وظروفِه، وتفهمها والتعبير عن هذا التفهُّم.
• (مهاراتِ التعاون وعمل الفريقِ) وتضمُّ: مهاراتِ التعبير عن الاحترام، ومهارات تقييمِ الشَّخص لقدراتِه، وإسهامه في المجموعة.
• (مهارات الدَّعوة لكسبِ التأييد)، وتضمُّ: مهارات الإقناع، ومهارات الحفزِ، ومهاراتِ صُنع القرار، والتفكير النَّاقِدِ.
• (مهارات جمع المعلومات)، وتضمُّ: مهاراتِ تقْييمِ النَّتائجِ المستقبلية، وتحديد الحلول البديلةِ للمُشْكلات، ومهارات التَّحليل المتعلِّقة بتأثيرِ القيم والتوجُّهات الذَّاتية، وتوجهات الآخرين عند وجود الحافز المؤثِّر.
• (مهارات التَّفكير النَّاقد)، وتضمُّ: مهاراتِ تحليلِ تأْثير الأقران ووسائلِ الإعلام، ومهاراتِ تحليلِ التوجُّهات والقِيم والأعراف والمعتقدات الاجتماعيَّة، ومهاراتِ تحديدِ المعلومات ومصادرِ المعلومات، ومهارات التَّعامُلِ وإدارة الذَّات.
• (مهارات لزيادة تركيزِ العقل الباطني للسَّيْطرةِ)، وتضمُّ: مهاراتِ تقدير الذَّات، ومهاراتِ الوعي الذَّاتي، ومهارات تحديد الأهداف، ومهارات تقييم الذَّات.
• (مهارات إدارة المشَاعرِ)، وتضمُّ: مهاراتِ إدارةِ امتصاص الغَضَب، ومهاراتِ التَّعامل مع الْحُزنِ والقَلق، ومهاراتِ التعامل مع الخسارةِ والصَّدمةِ والإساءة.
• (مهارات إدارةِ التَّعامل مع الضُّغوط)، وتضمُّ: مهاراتِ إدارة الوقت، ومهاراتِ التَّفكير الإيجابي، ومهاراتِ تقنيات الاسترخاء.
"تصنيف منظمة الصحة العالمية(1993م) على موقعها الإلكتروني"
ويشتمل على عشر مهاراتٍ أساسية، تعدُّ من أهمِّ مهاراتِ الحياة بالنسبةِ للفردِ، وهي: مهارة اتخاذِ القرار، ومهارة حلِّ المشكلات، ومهارة التَّفكيرِ الإبداعي، ومهارة التَّفكيرِ النَّاقِدِ، ومهارة الاتِّصالِ الفعَّال، ومهارة العَلاقاتِ الشَّخْصية، ومهارة الوَعْي بالذَّات، ومهارة التَّعاطُف، ومهارة التَّعايُش مع الانفعالات، ومهارة التَّعايش مع الضُّغوط.
ومن خلال اقتناعِ الكثيرِ من الدُّول بتبني التعليم المبني على المهارات الحياتية، سعتِ العديدُ من المؤسَّسات التعليمية المختلفة في تلك الدول إلى تصنيفِ المهارات الحياتية تصنيفاتٍ متعدِّدة، ومنها:
"تصنيف مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية التَّابع لوزارةِ التربية والتعليم في مصر"
فقد صنَّفت المهارات الحياتية إلى:
(مهارات انفعالية)، وتشملُ: ضبطَ المشاعر، والمرونة، والقدرة على التكيُّف، ومراعاة مشاعرِ الآخرين ومواكبةِ التَّطور، وسعة الصَّدرِ، والتَّسامح، وتحمُّل الضُّغوط.
و(مهاراتٍ اجتماعية)، وتشملُ: تحمُّل المسؤولية، والمشاركة في الأعمالِ الاجتماعية، واتخاذ القراراتِ السَّليمة، والقُدرة على تكوينِ العَلاقَات، واحترام الذَّات، والقدرة على التَّفاوض؛ و(مهارات عقلية) وتشمل: القُدرةَ على التَّفكير النَّاقد، والقدرةَ على التَّخطيط السَّليم، والقدرةَ على الابتكار، والقدرةَ على التَّجديد، والقدرةَ على البحث، والقدرةَ على التَّجريب، وإدراك العلاقات.
"تصنيف وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية"
صنَّفت المهارات الحياتية إلى مهاراتٍ متعدِّدة، منها:
مهاراتٌ مرتبطةٌ بالخصائص الشَّخصية؛ مثل الاتصال، والتعاون مع الآخرين، وتوجيه المتعلِّمين إلى ترشيدِ الاستهلاك، واكتساب المتعلِّمين مجموعةً من المهاراتِ العِلْمية؛ كإدارةِ الوقت، وإكسابِ المتعلِّمين القدرةَ على التَّواصل، ومتطلبات الأمن والسَّلامة.
تبنَّى العديدُ من الباحثين في دراساتِهم العلميةِ للمهاراتِ الحياتية تصنيفاتٍ أخرى متعدِّدة تبعًا لأغراضِ واتجاهات تلك الدراسات، ومنها:
"تصنيف "كوفاليك" (kovalik 2000م) للمهاراتِ الحياتية" إلى:
مهارات (التنظيمِ وحلِّ المشكلات، والتأملِ، والمبادأةِ، والمرونةِ، والْمُثابرةِ، وتحمُّل المسؤولية، والتَّعاون، وإدراكِ الذَّات، واكتسابِ المعرفة).
"تصنيف عمران وآخرين (2001م) للمهارات الحياتية" باعتبارِها مهاراتٍ أساسيةً لا غنَى لفردٍ عنها في تفاعُلِه مع مواقف حياته اليومية إلى قسمين:
الأول: (مهارات ذهنية)، ومن أمثلتِها: صناعةُ القَرار، وحلُّ المشكلات، والتخطيطُ لأداء الأعمال، وإدارةُ الوقت والجهد، وضبطُ النَّفسِ، وإدارةُ مواقفِ الصِّراع، وإجراء عمليات التفاوض، وإدارةُ مواقفِ الأزمات والكوارث، وممارسةُ التَّفكير النَّاقد، وممارسةُ التَّفكير الْمُبدع.
الثَّاني: (مهارات عملية)، ومن أمثلتها: العنايةُ الشَّخصية بالجسمِ، والعنايةُ بالملبس، واستخدامُ الأدوات والأجهزة المنزلية، والعنايةُ بالأدواتِ الشَّخصية، واختيارُ المسْكنِ، والعنايةُ بالمسكنِ والأثاثِ المنزلي، وإجراءُ بعضِ الإسعافات الأولية، وحسنُ استخدامِ مواردِ البيئة، وترشيدِ الاستخدام.
"تصنيف اللقاني، وزميله (2001م) للمهارات الحياتية" إلى:
(مهاراتٍ عقلية): كالتفكيرِ، والابتكارِ، وحبِّ الاستطلاع، وحلِّ المشْكلات.
و(مهارات يدوية): كاستخدامِ التكنولوجيا و(الكُمبيوتر).
و(مهارات اجتماعية): كالتَّعامُلِ مع الآخرين، واتخاذِ القرار، والحوارِ، وإدارةِ الوقتِ، وتقبُّلِ الآخر وتحمُّلِ المسؤولية، والتَّفاوض.
ويلاحظ على هذه التصنيفات اتفاقُها في كثيرٍ من المهارات، سواء المهارات الأساسية أو الفرعية، بينما تباينتْ وجهاتُ النَّظرِ في الأهمِّ منها، فنجد منظمةَ الصِّحة العالمية على سبيل المثال تحدِّدُ أهمَّ المهاراتِ الحياتية في عشرِ مهارات، كما تباينَ التَّصنيفُ تبعًا للحواس، فنجدُ في تصنيف عمران أنَّ المهاراتِ الحياتية، إمَّا مهاراتٌ ذهنية، وإمَّا مهاراتٌ عملية، بينما نجد اللقاني يضيفُ قسمًا ثالثًا، وهو المهارات اليدوية، وفي المقابل نرى أنَّ حجازيًّا صنَّفَ المهاراتِ الحياتية تبعًا للوظيفةِ المرْجُوَّةِ منها، فيرى أنَّ المهاراتِ الحياتية إمَّا مهاراتُ إبقاء، أو مهاراتُ إنماء.
المصادر:
• عمران، تغريد وآخرون (2001)؛ المهارات الحياتية، القاهرة، مكتبة زهراء الشَّرق.
• الغانم، غانم سعد وآخرون (1426)؛ الدليل الإجرائي لتأليف الكتب الدراسية، التطوير التربوي، وزارة التربية والتعليم، المملكة العربية السعودية.
• قسم مناهج المهارات الحياتية (2005)؛ دليل تعريفي لمادة المهارات الحياتية، وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمَّان.
• القيسي، نايف (2006)؛ معجم مصطلحات التربية وعلم النفس، دار أسامة للنشر والتوزيع.
• اللقاني، أحمد حسين وآخرون (2001)؛ مناهج التعليم بين الواقع والمستقبل، القاهرة، عالم الكتب.
• مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية (2000)؛ القضايا والمفاهيم المعاصرة في المناهج الدراسية، وزارة التربية والتعليم بمصر، مطابع الأهرام.
• الهاشل، سعد (دراسة لآراء مدرِّسي ومدرِّساتِ المرحلةِ المتوسطة حول مدى تحقُّقِ أهداف التَّربية الحياتية)؛ مجلة دراسات السلسة "أ"، العلوم الإنسانية، عمادة البحث العلمي بالجامعة الأردنية، العدد (1) المجلد (21 "أ").
• وزارة التربية والتعليم، عمان؛ سلسلة كتب "شخصيتي الإيجابية".
• وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان (2007)؛ وثيقة منهاج مادة المهارات الحياتية للصفوف (1-12) في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج.
• عبدالسلام الناجي مجلة المعرفة (ع170،2010م، ص ص42ــــــــ65)، الرياض
• موقع منظمة اليونسكو.
• موقع منظمة الصحة العالمية.
شكرا للمرسل
Comments
Post a Comment