المشكلات السلوكية لدى الأطفال من أكثر المسببات المزعجة وتعتبر الهاجس الأكبر الذي يقلق معظم المربين من آباء أو من هم في حقل التعليم. فهناك علاقة طردية بين مشكلات الطفولة ومشكلات المجتمع فهي تؤثر وتتأثر بها. فإذا ازدهر المجتمع ازدهر أبناؤه والعكس كذلك. لذلك في هذا المقال سأذكر بعض الخطوات العملية التي من السهل جدا اتباعها وجعلها قاعدة عامة لحل أي مشكلة سلوكية لدى الأبناء وخاصة من هم في سن مبكرة.
عرف علماء السلوك بأن السلوك الخاطيء هو تصرف غير مقبول إجتماعياً ويتكرر دوما في موقف ما ويكون السلوك غير مناسب لعمر الطفل. من أمثلة المشكلات السلوكية العناد، العدوان، الضرب، الكذب وقضم الأظافر. ومعرفة الأسباب الدافعة لأي سلوك خاطيء تساهم بشكل كبير في حل المشكلة.
أسباب السلوك الخاطيء لدى الأطفال:
عوامل إجتماعية: منها الأسرة، المدرسة والمجتمع.
عوامل صحية: سوء التغذية، المرض المؤقت أو المزمن، الإحتياجات الخاصة ( قصور في النطق، السمع أو النظر).
عوامل نفسية: لفت الإنتباه، توتر، قلق، خوف.
عوامل بيئية: الأثاث ، درجة حرارة الجو، حجم المكان.
لا شك أن التربية فن وتعديل السلوك جزء جوهري لفنون التربية. ففي حال إنزعاجك من السلوك الخاطيء للطفل وفي حال تكراره مرارا هناك خمس خطوات عملية نتيجة لدراسات تربوية تساعد المربي لتعديل المشكلات السلوكية.
خطوات التعامل مع السلوك الخاطيء للطفل:
أولاً: حدد السلوك الخاطيء
وهنا على المربي ان يلاحظ سلوك الطفل بدقة وأن يحكم عليه بأنه خاطيء بناء على معايير تربوية صحيحة وهي:
١ـ متى يحدث السلوك؟
٢ـ من الضحية لهذا السلوك ( الطفل نفسه أم الاخرين)؟
٣ـ مالذي يثير السلوك؟
٤ـ مالذي يحدث بعد السلوك؟
٥ـ ما شدة السلوك وتكراره؟
٦ـ ما الوضع الذي حدث فيه السلوك؟
ثانياً: اوقف السلوك الخاطيء
على المربي أن يتغاضى عن الخطأ الصغير الذي يحدث لأول مرة
أشعر الطفل بأنك تلاحظ سلوكه إما بالنظر ، الإقتراب ، اللمس أو الإشارة
بحزم إطلب منه التوقف عن هذا السلوك السيء فوراً
تحذيره من عاقبة مخالفته وخطأه
نفذ العقاب ويكون كالتالي:
إظهار عدم رضاك عن السلوك خلال فتره من الزمن
حرمان الطفل من إحدى المميزات الإضافية مع احترام احتياجاته الأساسية
أن يصلح ما أفسده عند الإمكان
عزله لمدة محدودة على كرسي بملاحظة المربي
إبتعد عن العقاب البدني قدر الإمكان وعلى المربي الناجح أن يتذكر هذه العبارة ( لا أستعمل سوطي إذا نفع معي صوتي و لا أستعمل صوتي في حال نفع معي صمتي)
ثالثاً: علمه السلوك البديل الصحيح
وهنا تحدد السلوك الصحيح والمقبول اجتماعيا كبديل للسلوك الخاطيء واستخدام طرق مناسبة لتعليم السلوك البديل ومنها:
قدم لطفلك نموذجا فعليا للسلوك الذي ترغب منه أن يتعلمه ( النمذجة)
لقن طفلك مايساعده على تعلم السلوك الجديد ( تلقين وتذكير) وذلك بشرح أسباب السلوك المرغوب والفائدة التي تعود عليه وعلى الآخرين. وضح له بأن حبك له هو الذي يدفعك لتوجيهه ورغبه بالسلوك البديل من خلال حكاية موقف ما وخبره مر بها. ولاتنسى أن تحفز تفكيره بأسلوب طرح الأسئله والتعرف على الخيارات البديلة.
رابعاً: عزز السلوك الصحيح
تعزيز السلوك له فائده كبيرة في ثبات واستمرار السلوك الجيد ومن التعزيزات الإيجابية قد تكون مادية، حسية ومعنوية. وعلينا معرفة ضوابط إستخدام الثناء والتعزيز للطفل:
علينا أن نثني على سلوك الطفل الجيد وليس على الطفل.
عدم الإفراط في الثناء وإتفاقه مع الموقف
اذكر مع الثناء الأسباب التي جعلت سلوكه جيدا
اخيرا قلل التعزيز تدريجيا حتى يصبح سلوكه عادة حميدة
خامساً: اعقد إتفاق مع طفلك
وهنا يعقد المربي مع الطفل اتفاق ومن المستحسن أن يكون مدون ومكتوب يحتوي على السلوك المرغوب به والمكافئة المرجوة وفي حال الإخلال بالعقد من قبل الطفل يلتزم بالعقوبة المتفقة مسبقاً وعلى الطرفين الإلتزام بذلك.
تعتبر هذه الخطوات الخمس ( تحديد السلوك الخاطيء، إيقافه، وتعليم البديل، والتعزيز، والإتفاق) أساسا لتعديل السلوك الخاطيء وتعلم السلوك الجيد. وهي خير معين للمربين وجميع المهتمين بالتربية والطفل. أعاننا الله واياكم للنهوض والرقي بمجتمعنا بسلوكيات أبنائنا السوية.
http://www.saudiacademics.com/article/education-arts/item/419-d.html
Comments
Post a Comment