مقتبسات من كتاب:"التفكير الإبداعي"... كيف تنتج النوادر جيلا مبدعا ؟
أبوظبي في 8 مارس / وام / يقدم الدكتور إدوارد دي بونو نسقاً مغايراً لإيصال منطلقات التفكير الإبداعي خصوصاً تلك المرتبطة بتعزيز القدرات الإبداعيىة لدى الأطفال.
ويعلي إدوارد - في كتابه " التفكير الإبداعي "- من قيمة النوادر والحكايات وتأثيرها في غرس التفكير الإبداعي لدى الطلبة والأطفال، ويرى أن الحكايات والقصص النادرة المؤلفة من الخيال تعد من أنجح وأكثر الوسائل تأثيرا وتوصيلا للفكر المبدع المنتج، وآلية لها الأثر الكبير في تطوير وتنمية الفكر ليتعود على أسلوب الإبداع والابتكار والإتيان بماهو جديد.
وتجري وكالة أنباء الإمارات "وام" قراءة في الكتاب ضمن مبادراتها لشهر القراءة والتي تتضمن استعراضا لأبرز و أهم المؤلفات التي تضمها المكتبة الإماراتية والعربية.
ويدافع المؤلف عن نظريته بالقول: " تعتبر النوادر والحكايات أكثر الوسائل فعالية لتوصيل فكرة التفكير الإبداعي واستخدامه بنجاح .. ومع صعوبتها إلا أنها يمكن لحصول عليها من عدة مصادر كمجموعات القصص الشعبية والحوادث والأخبار".
ويشير المؤلف إلى التأثير البالغ للنوادر والحكايات في خلق مخزون من الصور غير التقليدية أو النمطية في عقل الطفل، وبالتالي فأنها تعمل مع مرور الوقت على توجيه تفكيره باتجاه إبداعي قادر على القفز فوق الرتابة التي تتسم به أنماط التعلم المدرسي في أغلب الأحيان.
و تطرق الكاتب إلى مواضع أخرى متعددة مثل الفرق بين التفكير الإبداعي والتفكير العمودي التنظيم الذاتي، والعقل كنظام صانع الأنماط، لعلنا في المقتبسات القادمة نعود للموضوع.
ويرى المؤلف أن مصطلحات التفكير الإبداعي أو التفكير المنتج أو التفكير الإيجابي وغير ذلك من التعاريف التي تحوم حول تعريف ذلك النشاط الهادف الذي يتولد من رغبة قوية في البحث عن الحلول المثلى والنتائج الجديدة التي لم تكن مألوفة.
ويؤكد المترجم خليل الجيوسي - في تمهيد الكتاب - سعي المؤلف إلى عرض المبادئ الأساسية للتفكير الإبداعي البناء وتدريبات عملية لعصف الأفكار واستثمارها للتوصل إلى حلول مثلى للتغلب على المشاكل بطريق مدروسة وإبداعية.
وأوضح أن كتابه موجه للطالب والمعلم ومتخذي القرار لكي يبحثوا باستمرار عن البديل الأمثل وأن لا يظلوا متقيدين بالأنماط التقليدية الثابتة، فالحياة كتاب مفتوح وهو بهذا موجه للجميع، كما يرى أن العمليات التي شرحت في كتابه يمكن تطبيقها لكل الأعمار والجميع مستويات التعلم.
ويرى المؤلف أنه يمكن معالجة القصور في التفكير باستخدام خصائص وأساليب التفكير الإبداعي البناء ويقول "قد بدأت المدارس بتدريس التفكير الإبداعي كمهارة يمكن اكتسابها تماما كغيرها من جميع المهارات الرياضية" ولكن يبقى السؤال هل تنمية الفكر الإبداعي لدى الطفل مسئولية المدرسة فقط أم أن الأسرة تتحمل نصف المسئولية إن لم يكن كلها.
ويناقش الكاتب هذه الجزئية بالتأكيد على أن إدخال تدريس الإبداع العلمي للمدارس سيأخذ بعض الوقت، ويشير إلى قناعته بأن أولياء الأمور من آباء وأمهات يرغبون بإثراء عملية التفكير الإبداعي في البيت.
ويواصل قائلا : وفي نهاية المطاف سيستخدم هذا النمط من التفكير في المدارس، ولكن إلى أن يحين ذلك الوقت فإنه من الضرورة بمكان استخدامه داخل البيت.
ويعتبر المؤلف أن الثقافة هي المشكل الأول للأفكار فهي التي تمثل المخيال الفكري الذي يمد الساحة بالفكر المتجدد، وأن دور التعليم هو توصيل هذه الأفكار ليلبي حاجة الفكر الذي يبحث دائما عن معلومات جديدة تنافس تلك القديمة.
ويذهب الكاتب إلى ضرورة تعزيز دور الإبداع في التفكير لأنه يهتم بتوليد الأفكار الجديدة التي هي مادة التغيير والتطوير في المجالات كافة من العلوم وحتى الفنون والسياسية والسعادة الشخصية، كما أنه يعمل على كسر الجمود الذهني الذي يقيد التطور والتغيير ويضع العقل دائما داخل صندوق التقيد بالقديم.
كتاب "التفكير الإبداعي" من إصدارت المجمع الثقافي في أبوظبي ويقع في 379 صفحة، ويقدم طرق عمل العقل، وأساليب استخدام التفكير الإبداعي، والأفكار المسيطرة، فيما يحاول تقديم أفكار إبداعية لتجاوز الإشكاليات المرتبطة بالتفكير.
وام/يعقوب علي/دينا عمر
Comments
Post a Comment