من كتاب لا تقع فريسة لزلة لسانك




تأليف : ماتياس بوم 
نقله الى العربية : د . إلياس حاجوج


يفيد هذا الكتاب أن النجاح ليس أمرا غريزيا عند الإنسان إنما هو أمر مكتسب.
توجد في الحياة العملية والخاصة ظروف تتطلب أجوبة سريعة وذكية قام المؤلف ماتياس بوم بتحليل حالات أناس ناجحين ووجد أن كثيرا من أجوبتهم تنصب في مجال معين . ويتعرض الكتاب لأمور هامة منها. كيف تجد أجوبة عن أمور قضت وكيف تحافظ على إستراتيجية صائبة في استعمال الكلمات في المفاوضات وغيرها .


يعاني كثير من الناس من مشكلة تتمثل في انعقاد ألسنتهم وعجزهم عن الكلام في الموقف 
الذي يشعرون فية بالتعرض للهجوم ، وينتابهم إحساس بضعف غير مبرر . ولا تخطر لهم إلا بعد ساعات الجملة الرائعة التي كان بإمكانهم الرد بها في ذلك الموقف .
يعالج هذا الكتاب سرعة البديهة من حيث قابليتها للمحاكاة ومن يرغب في أن يصبح سريع البديهة لا يكفيه التدرب على الأساليب وحسب ! بل يندرج في إطار تعلم سرعة البديهة بضع مهارات أساسية تجعل رد الفعل سريع البديهة ممكن أصلا 0يحتاج المرء إلى ثروة لغوية غنية ويجب عليه أن يكون قادراً على التفكير بالتداعي وان يخفف من جانب الحياء كما يحتاج إلى شيء من سرعة التفكير 0
سريعو البديهة هم أشخاص يعترضون ولا يخجلون ولا يتشنجون ويجازفون 0

هوجم وينستون تشرشل في إحدى السهرات من قبل سيدة تدعى آستور إذ قالت : ( لو كنت زوجتك لدسست لك السم ) فأجاب تشرشل: ( لو كنت زوجك لتناولته ).
هذا الرد مثال نموذجي على سرعة البديهة ولكن الحكاية لم تنته عند هذا الحد فقد ردت السيدة قائلة : ( سيد تشرشل لابد انك ثمل كلياً ) ردّ تشرشل : ( الفارق بيني وبينك هو التالي عندما استيقظ صباحاُ أفيق من ثملي أما أنت فتبقين على بشاعتك ) إجابة تشرشل الأولى كانت إجابة سرعة البديهة من الطراز الأول أما الثانية كانت غير لبقة واقرب إلى الفظاظة ! لماذا؟ لأنه لا ينبغي الإفصاح عن الرسالة المقصودة تصريحاً بل تلميحاً ..
تعتبر الوقاحة جزء من سرعة البديهة فإذا كنت شخصاً يريد دائماً أن يرى الآخرين على 
حق ولا يرغب في إيلام احد ,شخصاً لا يريد أن يلفت الانتباه أبدا , شخصاً يعنيه للغاية أن لا يذكره احد بالسوء , شخصاً غايته دائماً تلبية توقعات الآخرين وعدم تخييب ظنهم فلن يمكنك أن تكون سريع البديهة أبدا!!

الكتاب اعجبني فاحببت مشاركتكم قراءته وساورد تباعا بعض ماورد فيه لمن لم يتمكن من اقتناءه



يقول مؤلف الكتاب(ماتياس بوم) ان سرعة البديهه بقدر ما يتعلق الامر بالقدرة على الرد ،نادرا ما تكون لطيفه ومؤدبة ، وغالبا ماتكون جارحه .فهناك دائما شخص ما يحس انه مستهدف .
سرعة البديهه ليست محايده بل هجوميه . 
تكتب( فيرا بيركنبيل) في كتابها البلاغة ((إن أحد أوجه ما يسمى سرعة البديهه يتمثل في الاستعداد الداخلي للضرب))فهناك دائما جزء من التجاوز فيها هذا هو واقع الحال في اجوبة سرعة البديهه شئنا أم أبينا .

عندما يقول لك احدهم: تبدو شاحبا جدا
وتجيبه أنت : أنت نفسك تبدو شاحب اللون 0فليس هذا من سرعة البديهة في شيء؟
أما إذا قلت : حمدا لله انه ليس لديك مرآه في المنزل .فان الرسالة هي ذاتها إنما على المستمع
أن يخرج بالنتيجة نفسها .

كيف يمكن توسيع الثروة اللغوية الفاعلة ؟ 
اقترح المؤلف خمسة تمارين :

القراءة بصوت عال 
اقرأ كل شيء في المستقبل بصوت عال فعندما تفعل شيئا ما بشكل فاعل يكون الأثر التعلمي اكبر بمراحل منه عندما تكون مجرد منفعل وعندما تقرأ بصوت عال تكون فاعلا فالقراءة وحدها لا تكفي لكن ما تنطقه بصوت عال يمكنك استعادته في المستقبل على نحو أسهل

تلخيص مقالات الجريدة
لخص لنفسك مقالات الجريدة ويفضل بصوت عال وستلاحظ انك تستعمل صيغ و تعابير ومفردات الصحفي 
وبذلك توسع ثروتك اللغوية الفاعلة

إنشاء سجل للعبارات الجديدة
أنشئ لنفسك سجلا يضم العبارات والصيغ التي تثير إعجابك أو سجلها بصوتك واسمع هذا الشريط بشكل منتظم

تزويد كل اسم وفعل بصفة أو بظرف 
اقرأ أي كتاب أو مقال ثم حاول العثور على صفة لكل اسم وعلى ظرف لكل فعل مثلاً :
النظرة إلى الماضي أسعدتها
النظرة المجذوبة إلى الماضي الحزين أسعدتها كثيرا

استبدال الأفعال في الجمل
مثال :
يبدو أن الرغبة في تأسيس شركة خاصة لا تتعلق بالعمر
يظهر أن الرغبة في إقامة شركة خاصة لا تتوقف على العمر



استكمال لكتاب لا تقع فريسه لزلة لسانك ...

من يضع المهام يكون في وضع أفضل


ينزع الإنسان إلى تنفيذ الأوامر المعطاة له مبدئيا . يمكنك أن تجرب هذا .
عندما يطلب إليك احد السائحين أن تأخذ صوره له مع باقي مجموعته السياحية ،
خذ آلة التصوير خاصته بيدك وقم بداية بإعطاء بعض التعليمات على أفراد المجموعة 
أن يتقاربوا بعضهم من بعض ، وعلى من هم في الأمام أن يجلسوا القرفصاء ، ثم على 
الجميع أن ينظروا في اتجاه واحد ويضعوا يدهم على أكتاف بعض .ماذا تظن ؟
ما لذي يحدث؟ اعتراض؟ احتجاج ؟ مقاومه؟ سوف ينصاع السائحون إلى تعليماتك بكل 
تأدب وطاعة . فأنت الآن السلطان مسموع الكلمة ، وذلك ببساطة لأنك تضع المهام .
ويتولى الآخرون أدوارهم كمتلقين للأوامر دون أي إشكال . 
ربما تتساءل الآن عما إذا كان بإمكانك توظيف هذا في عملية التواصل ؟بإمكانك طبعا .
ما عليك سوى إعطاء المهام في سياق الحديث .وسوف يهب الأخر لتنفيذها .
يمكن أن يتم هذا عن طريق سؤال أو عن طريق طلب تصريح وبذلك تكون قد وضعت
نفسك في موقع أعلى تراتبيا في إدارة الحديث . أما في كونك فعلا في موقع أعلى تراتبيا 
في الواقع أم لا فهو أمر ثانوي لا أهمية له .
لنفترض انك تحضر اجتماعا . ويواجهك شخص من الحلقة بسؤال محرج . في هذه الحالة يمكنك القول :"قل لي أولا أن كان يحق لك أن تطرح عليّ مثل هذه الأسئلة !" .
وسوف يجيب الأخر عن سؤالك هذا في معظم الحالات .بذلك تكون قد انتزعت دور القيادة .
وابتداء من الآن أنت توجه وتدير أكثر من الأخر .


البحث تحت قمة جبل الجليد

ذات يوم كنت أنا وزوجتي مدعوين لتناول طعام الغداء عند أصدقاء لنا . في سياق الدردشة المسترخية قبل الطعام أبديت ملاحظه مفادها أن الكثير من الناس في أيامنا هذه اقلعوا عن تناول اللحوم . وقد أثارت ملاحظتي هذه مضيفتنا بصوره شديدة ، فهاجمتني بحدة قائله إن تناول اللحوم ليس أمرا سيئا على الإطلاق وإنها تحس بان الجدل في هذا الموضوع جدل رهيب وثقيل الظل وان على كل إنسان أن يأكل ما يطيب له .أصبت بالذهول . فانا لم اقل هذا على الإطلاق وشعرت بشكل من الأشكال إنها لا تتحدث إلي إطلاقا . فسألتها مباشرة : "هل أنت متا كده من انك تتحدثين إليّ ؟ " . توقفت لحظة عن الكلام ، ثم أخفضت صوتها وأخبرتني أنها كانت تعيش ذات مرّة مع صديقة نباتية ،كانت تثير نقاشا مبدئيا أخلاقيا حول هذا الموضوع مع كل طعام .
كانت كلماتي قد ذكّرتها ، دون وعي ، بتلك المشاهد من الماضي . وكما بكبسة زرّ انطلق الارتكاس العدواني الماضي من جديد .
عندما يهاجمك احدهم غالبا ما يكون هذا مجرد جبل الجليد . فأنت تذكّر الأخر بشيء ما مزعج من الماضي لا يزال يقبع تحت السطح دون معالجة . وتأتي كلماتك أو مظهرك ليستحضر هذا الماضي إلى السطح من جديد . إذن ، لست أنت من يهاجم الأخر، بل شيئا فيك يذكّرك بأمر أو حدث أخر . 
أحيانا يهاجمك أشخاص ، ولكنهم في الواقع لا يلتمسون سوى الاعتراف واثبات الوجود.


الأسئلة التحفيزية

تلتقي ذات يوم مع جارك أمام المنزل ، ويسألك : "سيد كونتس" ، أنت خبير بالسيارات ،
هل تعتقد انه يجدر بالمرء اليوم أن يقود سيارة يابانية ؟ إن الاحتمال كبيرا جدا الآن أن 
تجيب بكل طيب خاطر ..... لماذا ؟ لقد خوطبت بوصفك اختصاصيا ."أنت خبير بالسيارات ".
أما أن خبرتك بالسيارات عادية أو حتى معدومة فهو أمر لا أهمية له ،فسوف تعطي 
رأيك على أفضل وجه مختالا متملقا .
هنا أيضا، في الأسئلة التحفيزية يدلي المرء قبل السؤال الفعلي بإثبات يدخل بواسطته الشخص المطروح عليه السؤال في سيناريو ما . فعن طريقة مقولة ما يجعله المرء خبيرا أو يشيد به .
بالسؤال التحفيزي تثبت بشكل عمومي تماما أمرا يمكن للأخر أن يتباهى به . ليس من الضروري أن يكون احد صفاته هو شخصيا ،بل قد يكون المقصود عائلته أو شركته أو بلده .
لدى كل إنسان صوره ذاتية مثالية عن نفسه . إذا ما أفلحت في تأكيد هذه الصورة الذاتية للأخر أصبح تحت رحمة إطرائك واستسلم لمجاملتك . اختبر هذه المسالة ضمن دائرة معارفك وأقاربك . يحلو للمرء في الغالب أن يرى في نفسه شخصا موثوقا وخبيرا . الشخص الرزين العبقري المتفنن المنعزل ، القنبلة الرياضية ، رجل المجتمع ، النظيف ، المؤدب ، المحبوب من قبل الجميع ، الخلاّق المعروف في كل أنحاء المدينة .
عندما تصيب الصورة الذاتية الشخص فعلا ، يتعذر علية معرفة أن الأمر عبارة عن مناورة .
فيتخلى عن مقاومته تجاهك ، حتى لو كان في أعماقه يخشى "لعله يفعل ذلك عامدا ؟" .
على الرغم من ذلك لا يسعه إلا الابتسام ، لا حول له ولا قوة وهذا ما يمنحك القوة والنفوذ .



منقول .. مع جزيل الشكر والتقدير لمن لخصه