مهارات التفكير .. درِّب أبناءَك عليها

*GIF

يجد الطفل في صغره  صعوبة في تلبية ما يلزمه من احتياجات أساسية، كالتحدّث والمشي وارتداء الملابس وغيرها، فترعاه الأسرة وتحميه من المخاطر التي تحدق به، ومع مرور الأيام يبدأ الطفل تعلم المهارات الحياتية ليتمكن من تحقيق متطلباته وحاجاته اليومية، ومن هذه المهارات  مهارة التفكير !! التي قد يغفل الكثير من الأهل عن تنميتها.
قال تعالى: {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}. فالتطوّر الذي يحدث دون توجيه أو إرشاد فكري من الأسرة، إنَّما هو انتقال ناتج عن التغير الطبيعي الذي يدفعه إلى التغلب على القصور والعجز إلى التجربة والاستقلال بالنفس وتنمية مهارة التفكير عند الأطفال تحتاج إلى تطوير حسب المرحلة العمرية من الطفولة إلى المراهقة. وكلَّما بدأ الوالدان بتطوير هذه المهارة كلّما ساعدا الأبناء على سرعة البديهة والتمييز بين الصَّواب والخطأ وتحديد الأهداف.
وللتفكير مهارات أساسية يستطيع من خلالها الوالدان تطوير مهارات التفكير لدى أبنائهم وأسهل طريقة هي اللعب، وذلك لعدَّة أسباب :
1-  اللّعب يفسح المجال للطفل كي يتعلّم الكثير، كما يحصل على خبرات وافية لا يستطيع الحصول عليها من مصادر أخرى.
2- يتعلّم الطفل إقامة علاقات اجتماعية جيّدة مع الآخرين.
3- يتعلّم الطفل مفاهيم الصَّواب والخطأ والمعايير الأخلاقية؛ كالصدق وضبط النفس وتحمل الهزيمة وحلّ المشكلات.
4- يعبّر اللعب عن طاقاته البناء والإبداعية ويحرّره من القيود، فيفتح ذهنه وتنطلق خيالاته ويتدرّب على الأعمال الابتكارية من خلال الاستغراق فيه، لأنَّ اللعب يعدُّ فرصة جيّدة للعمل والإتقان والإجادة والتدريب، فسيتعلم مواقف الحياة أثناء اللّعب والمحاكاة ويجرب الطرق المختلفة لأداء الأشياء، ثمَّ يدرك قدراته الخاصة.
مهارات التفكير الأساسية:1- التّصنيف: تجميع الأشياء المرتبطة في مجموعة واحدة، كلعبة تقسيم الأشياء إلى مجموعتين ووضع حيوانات ونباتات ونطلب منه تصنيف مجموعتين.
2- المقارنة: مقارنة التشابه والاختلاف بين الأشياء (نضع خمس رسمات متشابهة إحداها ليس له جناح مثلاً، أو لا يلبس حذاء)
3- المشاهدة بدقة وبدراسة (نضع رسمات غير ملونة في جهة وألوانها بجهة أخرى ونطلب منه أن يصل بينها، أو الرَّسمة في جهة وظلها في الجهة الأخرى، ونطلب منه أن يصل بينها) لقد أكَّد العلماء أنَّ السنوات الأولى الخمس مهمّة جداً لبناء دماغ الطفل، وفي حقيقة الأمر، فإنَّ كلَّ شيء يفعله أو يقوله الوالدان يمكن أن يساعد في تهيئة إعداد دماغ الطفل للتفكير.
4- تحديد الأنماط: التسلسل الموجود فيه الأشياء (وضع صور الحيوانات في جهة وأولادها في جهة أو الأعمال المختلفة في جهة والأدوات التي يحتاج لها كل عامل في الجهة الأخرى).
5- التَّعميم: تطبيق ما تعلمه الطفل في مواقف جديدة.
6- البحث عن السبب والنتيجة: لماذا البحر لونه أزرق؟ لماذا الطفل الرَّضيع يبكي؟ لماذا نطفئ الأنوار في النهار؟
7- حلّ المشكلة: اختيار طريقة مناسبة لحلّ المشكلة، وهي أقوى المهارات التي قد يستفيد منها الطفل حتى عندما يكبر.
_ العصف الذهني : بأن يجتمع أفراد العائلة، ويبدي كلّ منهم حتى الأطفال وجهة نظرهم في قضية تهم الأسرة، ومن رأي لآخر سيصل الجميع إلى رأي واحد مطوّر وجديد غير كلّ الآراء التي أبداها كلّ منهم.
أنشطة تنمي التفكير عند طفل ما  قبل المدرسة:1- مهارات التفكير والبناء: مكعبات، عمل ساعة، أو بناء منزل ، أو جسم إنسان.
2- الأحاديث الهاتفية.
3- الرَّسم بالألوان: صورة ينقصها جزء واحد، فأطلب من الطفل أن يرسم الجزء الناقص.
4- ألعاب التصنيف: ابدأ بتصنيف المجموعات المختلفة في اللون والحجم، أو حيوانات ونبات وطعام.
5- ألعاب التعميم: كلعبة  أين الخطأ أو الكلمة وضدها.
وإن كان ابنك قد تعدَّى مرحلة الحضانة، فهناك أنشطة أخرى ستساعدك بالتأكيد على تنمية التفكير:
1- اسأليه أسئلة يجيب عليها بنعم أو لا (صح أو خطأ) مثلاً : الكرة الأرضية مستطيلة ؟ أو صوف الخروف خشن؟ .
2- لعبة الملاحظة: مثلاً أن تضع شيئاً أمام ابنك ثمَّ تغيّر فيه 3 أمور، ثمَّ تعيده فتقول:  "ماذا تغيَّر؟"
3- سرغة القرار: هي التخيير بين أمرين مع إظهار السبب، كأن تخيّره هل يريد المذاكرة بعد العودة إلى المنزل أو بعد صلاة العصر ؟ أو هل يريد أكل تفاحة أم برتقالة ؟.
4- ألعاب لغوية: قل لطفلك : إنك وضعت كلمة مكوّنة من 4 أحرف في ذهنك، ثمَّ اطلب منه كتابة الكلمة وقيّمها بالعلامات المختلفة:
• الحرف صحيح، ولكن يجب أن يكون أَّل الكلمة
^    الحرف في المكان الصَّحيح
#    الحرف لا يوجد في الكلمة
×    الحرف صحيح والمكان خطأ
5- لعبة ماذا لو ؟ (ماذا لو كنّا نسير في السَّماء ؟ ماذا لو كانت السَّماء خضراء؟ )
رغم أنَّ الألعاب ستساعد كثيراً في تنمية التفكير لدى أولادنا إلاَّ أنَّ أسلوب التعامل في الحياة اليومية، ودون أن يشعر بقصد الوالدين في تنمية التفكير سيساعد على تقوية هذه المهارة:
1- وفّر لطفلك المناخ الذي يساعد على التفكير والإبداع (ألعاب – صلصال – كتب – قصص- مكعبات – ألغاز – أدوات فنية)
2- لا تسخر من أفكار ابنك: لماذا يسير القمر معنا وهو في السماء؟
3- تعرّف على هوايات ابنك، فقد كتب عمر إلى الولاة : "أمَّا بعد، فعلِّموا أولادكم السِّباحة والفروسية، ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر".
4-لا تجبر طفلك على فعل ما لا يريد، بل حببيه فيه وأقنعيه، فمثلاً أب يساعد ابنه في قطع الشارع حتّى يوصله إلى المدرسة، وفي أحد الأيام أصر الطفل أن يقطع الشارع لوحده، دون مساعده الأب، فلّما أحسّ الأب بإصراره، قال له : كنت أساعدك في قطع الشارع عندما كنت صغيراً، والآن أريد أن تساعدني في عبوره، مره أنا ومرَّة أنت، فهنا وافق الابن بارتياح .
5- عند ارتكاب الخطأ، لا تزجر ابنك، بل صحِّح الخطأ "الكرسي للجلوس وليس للعب"، وتذكر أنس بن مالك عندما قال : "خدمت رسول الله عشر سنين، فما زجرني قط، ولا ضربني قط" .
6- اعرف الأشياء التي تثير فضول ابنك ويهتم بها، وأخبر المعلمة عن ذلك.
7- تابع اهتمامات طفلك، واجعله يتعلّم من الحياة اليومية والبيئية، فإذا كان يسأل عن كيفيه بناء منزل احضر له مكعبات، واجعله يبنيه بنفسه .
8- أعرض بعض المشاكل المنزلية وتتناقش معه في النقاط الايجابية والسلبيه وتوصل الى حل جديد ومبتكر .
9- شجع ابنك على اتخاذ القرار عن طريق وضع جدول لقضاء اجازه نهايه الاسبوع ثم اسأله هل لديه أي تعديلات وما الذي سيغير المره القادمة .
10- قدم مع ابنك بعض التجارب الصحيحة كتجربة صهر الثلج .
11- أثناء التنزه تحدث معه عن الأشياء من حولكم: "اقرأ لي اسم هذا المطعم" . " كم طابق في هذه العمارة " .
12- اسأله اسئلة تثير تفكيره : ما هي العلاقة بين البيضة والكرة الأرضية ؟
عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : أخبروني بشجرة مثلها كمثل المسلم، تؤتي أكلها كل حين ولا تحت ورقها" وفي الرّواية أن ابن عمر كان صغيراً فعرف الإجابة، ولم يقلها احتراماً لمن هو أكبر منه .
13- استغل فضول ابنك، واذهب به إلى الحدائق والمزارع المتاحف والمكتبات، وامنحه كامل الحرية في الملاحظة والسؤال.
14- افسح له وقتاً ليلعب مع أقرانه، فمن وصيّة ابن سينا في تربية الولد: "أن يكون مع الصّبي في مكتبه صبية حسنة آدابهم مرضيَّة عاداتهم، لأنَّ الصَّبي عن الصّبي ألقن، وهو عنه آخذ، وبه آنس" .
لقد أكَّد العلماء أنَّ السنوات الأولى الخمس مهمّة جداً لبناء دماغ الطفل، وفي حقيقة الأمر، فإنَّ كلَّ شيء يفعله أو يقوله الوالدان يمكن أن يساعد في تهيئة إعداد دماغ الطفل للتفكير.
تلكم هي السنوات التي يمكنكم أن تحدثوا فيها فرقاً كبيراً في نمو أطفالكم ومستقبلهم، فلمن تجاوز أبناؤها الخمس سنوات أن تعلم أنَّ الفرصة لن تفوتها، لأنَّ دماغ الطفل يحتاج إلى 15-20 سنة، لكي يصل إلى كمال نموه، فتأكدي أنَّ تزويد الطفل بالعديد من الخبرات الحسيّة كالتذوّق واللّمس والرؤية والسَّمع والشمّ ستبني روابط فكرية تنمي التفكير في دماغ ابنك .
مراجع للاستزادة :
1- تربية الأولاد في الإسلام .
2- 25 طريقة لتصنع من ابنك رجلاً فذّاً .
3- بناء دماغ الطفل .
4- قبعات التفكير الست .
basaer-online