كيف نرفع مستوى الدافعية لدى الطلبة للتعلم ؟

PicsArt, where everyone becomes a great artist.

معاناة الصباح أيام الدوام تكاد تكون معدومة أيام العطل، فالإستمتاع بيوم العطلة من لحظاته الأولى وحتى آخر رمق في النهارهدفٌ محبب لدى الأبناء، يدفعهم حب الاستطلاع نحو استكشاف البيئة والتفاعل معها ،وذلك لتلبية حاجاتهم ولإضفاء معنى لهذه البيئة ، وكلما تقدمت بهم الأيام تراجعت رغبتهم بالتعلم ، وذلك لأن التعلم أصبح مرتبطاً بالعمل الشاق عوضاً عن ارتباطه بالبهجة والسرور ، فيتدنى مستوى التحصيل وتخبو الدافعية ، ويبرز السؤال التالي : هل الطلبة في وقتنا الحاضر أقل دافعية من طلبة الأجيال السابقة ؟ .
ولماذا ؟.
 أو هل الطلبة في وقتنا الحالي لديهم دافعية مرتفعة ، ولكن لإنجاز أهداف لا تتعلق بالمدرسة ؟.
في الواقع هناك ثلاث وجهات نظر حاولت تفسير الأسباب، وجهة النظر الأولى علّلت ذلك إلى الأنشطة وأشكال التسلية المختلفة وبرامج التلفاز المتنوعة التي أبعدت الطلبة عن تعلم قيمة العمل الجاد. ويفسر أصحاب وجهة النظر هذه تدني الدافعية بإنشغال الآباء وترك الأبناء دون إشراف ، وبالتالي يتحدى هؤلاء الطلبة المعلمين ، لأن التعلم لا يشكل لديهم قيمة أساسية إيجابية يستطيع المعلمون استثمارها بشكل جيد . أما وجهة النظر الثانية فتؤكد أن الطلبة لديهم دافعية مرتفعة للنشاطات التي يجدون لها معنى والتي عادة لا تتضمن الأعمال المدرسية ، ويعتقد بعض المربين أن الطلبة يظهرون انضباطاً ودافعية جيدة ولكن هذا الجهد لا يوجه نحو مهمة مدرسيه، وإنما لإنجاز أهداف ( مثل ألعاب الفيديو ، والكمبيوتر ) ، وقد ساهم الآباء في مساعدة أطفالهم وتشجيعهم على مثل هذه الأهداف، ووفقاً لوجهة النظر هذه ، فإن المعلمين ليس لديهم الكثير ليقومون به ، لأن الطلبة لهم أهداف مختلفة تماماً عن أهداف المعلمين .
تؤكد وجهة النظر الثالثة على أن الطلبة تنقصهم الدافعية المدرسية ولكنهم يمتلكون دافعية من نوع آخر ، ويكمن التحدي الذي يواجهه المعلمون في هذه الحالة إعادة توجيه هذه الأهداف التي تجذب اهتمام الطلبة دون التركيز على المكافآت الخارجية، ووفقاً لهذه النظرة فإن المعلمين يواجهون تحديات لتحديد ما الذي يستثير اهتمام الطلبة خارج المدرسة ، وكيف يمكن توجيه هذه الدافعية نحو العمل المدرسي ، بطرق اكثر ملاءمة للأنشطة المدرسية وتوجيههم لها . ومن المهم الاستعانة بالأهل لتوجيه جهود أطفالهم نحو أهداف ملاءمة تنسجم مع اهتمامات الطلبة وموقف التعلم في الوقت نفسه.
دافعية الطالب للتعلم
إن مهمة المعلم في الصف استثارة دافعية الطالب للتعلم ، وإن أي طالب من حقه أن يعيش خبرة الإستثارة الدافعية أثناء عملية التعلم لأي خبرة تعلمية، وهذا يتطلب من المعلم أن يكون خبيراً في استثارة دافعية الطالب للتعلم ، ويمكن تمييز ملامح الطالب المدفوع للتعلم من الخصائص التالية : 
1- لديه هدف واضح يسعى إلى تحقيقه 
2- يمارس التعزيز الذاتي 
3- متعاون
4- يشعر بمشاعر الإنجاز عند أداء أي مهمة 
5- مثابر ومصمم على الإنجاز
6- منظم طموح، متطلع إلى المعرفة 
7- يحب المدرسة والمعلمين والكتب التي يحملها والرفاق الذين يجتمعون معه في المدرسة 
8- لديه استراتيجيات مذاكرة وتعلم ويدرك استراتيجيات الاختبار 
كيف يمكن أن تنمو الدافعية في المدرسة : 
- على المعلمين أن يقدموا أنفسهم كعناصر نشطة من ناحية اجتماعية ، بحيث يستطيعون إثارة قابلية طلبتهم لدافعية التعلم. 
- أهمية المناخ الصفي، فإذا كانت خبرات الطلبة داخل الصف مشوقة وجذابة وشعر الطلبة بالانتماء والدعم فإن هذا يزيد من عزم الطلبة على المشاركة بشكل كبير في العملية التعليمية. 
- يجب أن تكون المهمات متوسطة في الصعوبة وتحمل درجة من التحدي المعقول، بحيث يستطيع الطلبة إنجازها في النهاية ويستفيدون منها في مواقف حياتية لاحقة. 
- المهمات التي تتضمن نوعاً من التعارض تكون مفيدة ، لأنها تثير حب الاستطلاع لدى الطلبة ، وترفع من مستوى الدافعية لديهم.
- المكافآت الخارجية ؛ يجب أن تستخدم بحذر مع الطلبة ذوي الدافعية الداخلية ، بحيث لا تؤثر على دافعيتهم بشكل سلبي .
دور الآباء في رفع الدافعية 
1- ادراك دور المكافأة والعمل على تقديمها مهما كان التقدم الذي يحرزه الأبناء بسيطاً  لأن النجاح هو المحرك الرئيس للدافعية 
2- التركيز على نقاط القوة أولاً ثم الضعف. 
3- مساعدة الأبناء على وضع أهداف واقعية للجوانب الأكاديمية والاجتماعية والرياضية.
4- التحدث أمام الأبناء بشكل إيجابي وداعم عن المدرسة والمعلمين 
5- الوعي بأعراض القلق التي يُظهرها الأبناء. 
6- التعبير عن الإيمان بقدرة الأبناء على التعلم.
7- تجنب مقارنة الأبناء بإخوانهم أو أقاربهم لأن المقارنة تولد الغضب والغيرة عوضاً عن الدافعية.
 
إن الدافعية أحد المكونات الهامة لشخصية الفرد ، وإن فهم طبيعتها ومكوناتها يساهم في فهم خصائص المتعلم ، لأن الطلبة يأتون إلى المدرسة وهم يحملون خصائصهم الشخصية التي تؤثر في سلوك تعلمهم ، وأن التفاعل بين خصائص المعلم والمتعلم تهيئ الفرصة للنمو وتحقق آمال وطموح الطلبة . 
تسعى التربية عموماً إلى مساعدة الطلبة لكي يصبحوا أفراداً متعلمين مدى الحياة يتمتعون بدافعية داخلية ، ويتضح في سلوكهم حب الإستطلاع والرغبة في المعرفة ويجدون متعة في التعلم ولا يتوقف تعلمهم بإنتهاء موقف التعلم الرسمي في المدرسة . 

أمينة منصور الحطاب 
http://alrai.com/article/580683.html