الصدفة والاختراع

كان نيوتن طفشان وجالس في الحديقة  حديقة التفاح وفجأة طاحة تفاحه على رأسه وقال يا  إلاهي ما هذه تفاحه !!!

لماذا سقطت التفاحة لماذا لم تطير  ؟

فجأة اكتشف الجاذبية !!!

وبهذه السذاجة  يتكلم الكثير عن الاكتشافات العلمية المعقدة والعظيمة على أنها صدفة ولذلك في مناهجنا الكثير  يتكلم عن الصدفة والحظ في هذا السياق  ولو تأملت كل الاكتشافات صدفة

قام فيلمنج باكتشاف البنسلين صدفه

(يعني كان صاحي من النوم وهو  لاعب تنس وفجأة اكتشف البنسلين)

 وأما رونتقن  أيضا صدفة اكتشف الأشعة السينية 

(يعني كان  راقص باليه وطاح وجد الأشعة السينية )

وأيضا بيركل اكتشف الإشعاع النووي صدفة 

(يعني كان مزارع يحلب البقرة  وفجأة وجد الإشعاع النووي) 

وارستود في اكتشاف الكهرباء   وماكسويل في التيار ألتأثيري  ولويس برايل في طريقة برايل للمكفوفين  وغيرهم من العظماء   كلهم صدفة !!

هؤلاء عظماء بذلوا جهد في جمع المعلومات وتقصي الحقائق واكتشاف العلاقات بين المتغيرات  الأمر ليس بهذه الطريقة أبدا

 هل فعلا كلها صدف لك واحد قصة والقصة تقوم على الصدفة  وهذا ليس دقيق بل ليس صحيح

عندما درست الفيزياء وغصت في أعماقها وجدت أن العلاقات معقدة جدا لا يمكن أن تكون صدفة لكني لم اعرف السر

بعد دراستها علوم الموهبة والتفوق والنظريات حولها وجدت السر !

هناك خطوات واضحة للعملية الإبداعية لا تتم إلا بها

نحن كمراقبين لا نرى إلا الخطوة الأخيرة لذلك ننسب  النتيجة لصدفة والحظ

مراحل للتفكير الإبداعي  الأربعة :-

 

1-    مرحلة البحث والتحري وهي المرحلة الأولى التي يبدأ العالم والباحث بجمع المعلومات وعن المشكلة أو عن ظاهرة وهذه الظاهرة  تكون غير واضحة المعالم توجد بها علاقات غير بينه فيقضي وقت طويل حتى يصل إلى العقدة في هذه الظاهرة  من خلال الملاحظة والاختبارات والقراءة .

2-    مرحلة الكمون هذه المشكلة أو الظاهرة تبقى في عقلة الواعي ثم  تنتقل إلى العقل الغير واعي يعني انه يفكر فيها بوعي  وأيضا عندما يكون في حالة الاسترخاء أو النوم تكون هي الهاجس الأكبر له  وتجد تفاصيل كثيرة في استراتيجيات العقل الباطن حول هذا الموضوع حيث أنه يعمي في حالات الاسترخاء والهدوء ولتأمل بكفاءة عالية جدا .

3-   مرحلة ألإشراقه  أثناء الاسترخاء تحدث عملية  ليس لها علاقة مباشرة في الظاهرة لكن في داخلها نفس العلاقة بين المتغيرات في المشكلة فتكون شرارة ألإلهام والتوقد الذهني فيبدأ العالم بربط العلاقات في مشكلته ويخرج بنتيجة غير متوقعه.

4-   مرحلة تنفيذ الفكرة وإخراجها وهي المرحلة الأخيرة   ..

كل ما قرأته عن الاكتشافات العلمية  تظهر لي فيها المراحل الأربعة بشكل واضح جدا  وهذا مثال بسيط ..

وأجمل مثال على هذا  قصة ارخميدس عندما طلب منه الملك أن يتأكد من التاج هل هو من الذهب الخالص أم مخلوط بالنحاس بدون أن يصهر الذهب !!

ولم تكن هناك أي طريقة موجودة لمعرفة ذلك  وأعطى الملك ارخميس 6 أشهر كمهلة له في التحقق من التاج  بدأ أرخميدس بالبحث في كتبه ومكتبته وبدأ يسأل العلماء لان العقاب هو الموت في حال عدم معرفته  لم يجد شيء استمر بالبحث والتأمل في العلاقات  بين الذهب والنحاس من حيث الوزن الكثافة الكتلة درجة الحرارة اللون لم يجد شيء هذه مرحلة التحضير والإعداد ,  تكرار التفكير وكثرة الانشغال به  تنقل المشكلة إلى العقل الباطن لكنه لا يعمل تحت الضغط نحتاج إلى أن نسترخي فيبدأ بإرسال الحلول هذه المرحلة تسمى الكمون استمرت المرحلة وفي يوم ما  دخل ارخميس  المغطس ليستحم وجلس فيه وفي لحظات دخوله إلى المغطس (البانيو) بدأ الماء بالتدفق من حواف المغطس كانت هذه الصورة شرارة أنارة  في ذهن هذا العالم المهيأ لمثل هذا الانفجار العلمي التاريخي فبدأ بالصراخ وجدتها وجدتها وجدتها وخرج عاريا إلى الشارع وهو يصرخ وجدتها وجدتها  هذه الصورة له وهو يصرخ المرحلة الثالثة الإشراق وهي التي يراها الناس ويقولون صدفه حض !!

المرحلة الرابعة عندما صاغ ارخميدس هذه الفكرة في قانون وطبقها وقال  يخسر كل جسم يغمر كليا أو جزئيا مقدار ما يزيح من الماء  واخرج لنا قاعدة الطفو

هذه المراحل التي تتم فيها العملية الإبداعية داخل العقل  فليس هناك مجال لصدفه في هذا الكون المحكم

 

المصدر على الصورة

Previous Post Next Post